آرنست جونز طبيب أعصاب بريطاني ومحلّل نفسيّ، وهو مؤسّس "المجلَّة الدولية للتحليل النفسي" باللغة الإنكليزية والتي ساعدت على إنشاء المدرسة البريطانية للتحليل النفسي. وبالإضافة إلى ذلك هو الكاتب الرسميّ لسيرة سيغموند فرويد.

التقى جونز بفرويد لأوَّل مرة في مؤتمر للتحليل النفسي في سالزبورغ، وبعد زيارةٍ لفيينا تعرَّف من خلالها على أعضاء جمعية التحليل النفسي هناك، بدأ علاقةً مميّزةً معه على الصعيدَيْن الشخصيّ والمهنيّ. من خلال عمله السريريّ، استخدم جونز تقنيات "التنويم الإيحائي"، وأكثر ما لفت انتباهه (عياديّاً) حينها قيام فرويد بالاستماع إلى مرضاه لوقتٍ طويل في كل جلسة من خلال تقنية "التداعي الحر" وكيف كان يأخذ كل ّكلمة ينطقها مرضاه على محمل الجدّ؛ الأمر الذي لم يكن متوفراً لدى جميع الأطباء النفسيين في تلك الفترة. وعلى خُطا فرويد في التشخيص، أكَّد جونز على حتميَّة وجود ذاكرة جنسية مكبوتة تقف وراء حالة شلل يد أصابت إحدى مريضاته (حالة مرضيّة تندرج تحت ما كان يسمّى سابقاً بالشلل الهيستيري). عاش جونز لفترة من الزمن قصة حبّ مع ابنة فرويد "آنا"، إحدى رائدات التحليل

النفسي ومؤسِّسة "علم نفس الأنا". إلى أن قام فرويد، في ما بعد، بإجهاض هذه المشاعر وإيقاف تلك العلاقة بدعوى أن آنا ما تزال صغيرةً، وأن ثمّة اتفاق بينهما بعدم التفكير بالرجال وبالمشاعر الجنسية في الوقت الراهن! والغريب أنَّ هذا الوضع قد استمرَّ طيلة حياتها حيث بقيت بجانب والدها! ما دفع بالكثيرين إلى اتهام فرويد بالازدواجية ما بين أفكاره وكتاباته من جهة وبين حياته الشخصية من جهة ثانية، حتى قال أحدهم: "كانت أفكار سيغموند فرويد التحرُّرية حول الجنسية والليبيدو تقف عند عتبة باب بيته"! من أهم أعمال آرنست جونز كتاب "حياة سيغموند فرويد وأعماله" والذي بات الوثيقة الأكثر مصداقية في هذا الموضوع، على الرغم من الهجوم الكبير عليه من معجبي فرويد وأعدائه على حدٍّ سواء. إضافة إلى كتابَيْ "هاملت وأوديب" و"دراسات في التحليل النفسي التطبيقي".

باحث سوري في علم النفس التحليلي