جائني شعورٌ بالشقاءِ
يلّفهُ هدوءاً مبهماً
انتشرَ في مكانٍ ما منْ أعماقي
وتمنيتُ أنْ يبقى الى ما لا نهايةَ
لمْ اتوجعْ
لانكَ هناكَ مدفونٌ في مُقامِك
في صومَعتِك
لا يعرفهُا سوى مغارةَ الاعماقِ
مغارتي مُقام صلاتي
طفولتي وراحتي
وسنوات عصياني
لقد فقدَ الزمانُ ثُقلَْهُ
وترنحتُ بينَ نزفي الداخلي
وبينَ وجعي الخارجي
فأقلقتني جروحي
جرحي الداخلي عميقٌ
عميقٌ كَعُمقِ المحيطاتِ بأكملها
قبلَ منتصفِ الليلِ
لمْ يعدْ فيها الليلُ قادراً على النسيانِ
ويتوارى القمرُ من خلفِ السحبِ
فاتذكرُ اغنيتنا القديمة
رقصتُ لها
وغنيتُها بصوتٍ عالٍ
كي لا اظهرَ في حالةٍ تُغطيها التعاسةُ
خدرٌ في مفاصلي
يجتاحني موجةً بعدَ موجةٍ
منَ الالمِ والاشتياقِ
كتمتُ نشيجَ بُكَائِي
اشتاقُ الى الواني الأوليةَ
تهتُ بعيدةً عن جوهري
فتلقفتني امواجُ خيالي
رمتني في عوالمٍ سرمدية
وحاورتني
فلمْ اسمعْ سوى نحيبِها
تناديني منْ اعماقْ الموجِ
لا تغرقي
لا تيأسي
الوانكِ قابعةٌ في قعرِ دوامةٍ
حبستْها اميرةُ الجنِ
كي تبعدي عن هواه
انَْها ساحرةٌ ماكرةٍ
اختطفتهُ في ليلةٍ ظلماء
فكفي عن البحثِ
انه مسجونٌ في صندوقِها الحديدي
فكوني انتي الموجةَ
ولا تأبهي لمواجهة الموجةَ الهوجاء
ولا تأبهي بالزمان
فأنه وهمٌ
والماضي دوامةٌ
عيشي بنيتي اللحظة
وهذا هو لبُ الحقيقةِ