مُتَّكاي النجومْ
ونافذتي كوّةُ الشمسِ طالعةٌ
في ضحاها الوسيمْ
خطايَ خطى الأنبياءْ
وحشتي قلبُ يوسفَ في غيهب الجبِّ
يبكي وحيداً بلا أخوةٍ أو أبٍ
أو صديقٍ حميم
أحرفي في السماوات زخرفُها
نضّدتْها التراتيلُ ..
ما شابها الغثُّ والضعفُ
ما أرجحتْها الرياحُ السموم
ما طوّحتها النذالات لمّا تحوم
طلعتي وجهُ وضّاح في أوج بهجتِهِ
عاشقاً للملاح
سُلَّماً صاعداً للجِنان الفساح
شأننا أننا في عرينِ الليوث ولدْنا
نعيبُ الوقاحةَ والهزْلَ والموبقات
شأْننا أننا لازمتنا السماحةُ
فصرْنا كصنوينِ في العاديات
شأْننا أننا نستطيبُ المروءةْ
ولا نستسيغُ الوضاعةَ
مرتعُنا في الذرى الباسقات
ريُّنا كوثرُ اللهِ والخالدَين
دجلة المجد يؤنسها ..
الصديقُ الحميم الفرات
عشقُنا من مفاتن عذرةَ
توبادُنا لم يزل شامخاً
وتيماؤنا ملتقى العاشقَين
وأصلابُنا من سلالة شُمِّ الأنوف
ما استجاروا سوى بالمُعزِّ الرؤوف
ومن ساحِنا
تفجّرَ دجلةُ
دفقاً زلالا طهورا
لذّة الظامئين
سقينا الصحاري رواءَ العذوبةِ
من فيضنا الثرِّ بالنورِ
من حمانا النجيبة
نهلْنا نعيمَ القناعةْ
مددْنا الأعنةَ أبعد.... أبعدَ
حتّى حدونا السماءْ
وأمطارُنا سلسبيلُ العطاش
وألحانُنا من مغاني المقاماتِ
قد هدَّأتْ سَورةَ الشجوِ
في قلب أمي النبيل
في بيت أهلي الجليل
غيوما صعدْنا
نرشُّ رذاذ الفضيلةِ في القيظِ
في القحطِ
في حالكاتِ السنين
وأرواحُنا في رحانا
نرَخِّصها للمحبينَ
للمستجيرِ بنا
لليتامى ، للعطاشى
للطريدين بين المنافي البعيدةِ
للأقربينَ
وللأبعدين وللغابرين
علَّمتْنا الخزامى أريجَ الكرام
صيَّرتْنا النجودُ نسورا
صفوْنا كما الشمسِ
تصطافُ في نيِّرِ العينِ
في موقدِ القلبِ وسط رمضائِنا اللاهبة
وهْجُنا ضيُّ بغداد مشتعلاً ساطعا
في عصرِها التاجُ والصولجانْ
مدائنُنا الأنجمُ العالياتْ
منائرُنا الفرقدانْ
أريكتُنا موطئ ُالنورِ
مهوى الملائكِ
مسرى النبيين في فلوات الإله
مَنْ ترانا نكون؟؟
_ عرفتك يا سيدي
لا تقلْ ، قد كفيت ، قد وفيت
من تخوم العراقةِ والنبلِ
من طيّبات العراق

[email protected]