ياهند لا تنئين عني لحظة
أرجوك عفواً كرري التقبيلا

فأنا أحب وصال ثغرك ليتني
بجوار ثغرك قد لبثت طويلا

فمك الجميل أقام عرش حضارتي
حتى غدوت من الغرام نبيلا

كيف السبيل الى حماه وقربه
ياليت شعري لو وجدت سبيلا

والليل كل الليل شعرٌ فاحمٌ
بلغ الروادف مسدلاً ورجيلا

أما النهار بياض وجهك ساطع
أضحى جبينك للشموس بديلا

نور أضاء الخافقين سناءه
ترك الوجود مكملاً وجميلا

كل الأنام رأوا منارة رشده
فتذكروا التكبير والتهليلا

ولقد علمتِ ولم تظني غيره
أن الضياء سعى إليك عجولا

يافتنة طبق العوالم حسنها
فضلت عن كل النساء تفضيلا

قدماك لما سرتِ حول فنائنا
كادت ترجِّع بالغناء هديلا

تمشين حتى يستحيل غناءها
لحناً ترتل في الورى ترتيلا

ذات الجبين الحر لست مبالغاً
ماقلت الا نادراً وقليلا

لولا الشرائع بالنهى موصولة
عبدوك لكن حسبهن دليلا

نهداك أعنتتا الجبابر عنوة
أضحى لهم خلف القباب عويلا

نهدان لم يدعا الثياب مكانها
بل مزقاها نخوة وصهيلا

يجمحن وسط حبالهن بشدة
كانت لهن مع الحبال ذحولا

رغم الأنوف تركن كل مكابر
متصدعاً بشموخهن ذليلا

اما حقائبك العذاب فإنها
تركا الأكابر صاغرين وميلا

الناعمان الوادعان كلاهما
دعصان رمل كالكثيب مهيلا

لولا المآثم قلت قولاً خالداً
أخشى كتاب الله والتنزيلا

سنن الإله على العباد مقيمة
ليست لسنة ربنا تحويلا

كل الذين على الطريق توقفوا
لم رأوك مهابة وفضولا

مافي الورى رجل رشيد عاقل
الى تمنى ان يكون خليلا