أبو ظبي: ضمن دروته التاسعة عشرة، تحت شعار «فكر الإمارات: ريادة إبداع- حرفية إنجاز- بناء حضارة»، يقدم مهرجان أبوظبي، 12 ندوة حوارية وورشة عمل حية وافتراضية خلال شهر فبراير، بمشاركة نخبة من الفنانين الإماراتيين؛ وذلك على هامش فعاليات النسخة الثانية من المعرض الفني التشكيلي «إمارات الرؤى 2.. سردٌ ووعدٌ»، والتي تستمر حتى 16 إبريل المقبل في منارة السعديات بأبوظبي.

قالت سعادة هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي: "إنّ معرض إمارات الرؤى 2: سردٌ ووعد، يمثّل منبراً جامعاً للتشكيل الإماراتي عبر مسيرة خمسة عقود من الإنجاز والتميز والريادة، وعبر أكثر من 100 عمل لأكثر من 62 فناناً تشكيلياً من الإمارات، بينها 15 عمل تكليف حصري تُعرض لأول مرة، يجسّد المعرض منصةً وطنية تسرد حكاية نشأة وتطوّر التشكيل بمختلف مدارسه ومناهجه وأساليب فنانيه الغنية والمتنوّعة".

وتابعت سعادتها: "بموازاة هذا المعرض الهام، والذي يستمر لغاية 16 أبريل القادم، نقدّم برنامجاً ثقافياً حافلاً يستهدف فئات المجتمع المحلي والزوار من داخل الدولة وخارجها، ويجمع بين التشكيل والتصميم والحروفية العربية وفنون الأداء والتعبير من شعر ونثر، حيث يتضمن البرنامج مجموعة متنوعة من الندوات الحوارية مع كبار المبدعين، القيّمين الفنيين والفنانين المشاركين، وورش العمل التطبيقية التفاعلية لرسم ومحاكاة روائع الرواد المؤسسين وتعلُّم الأساليب المتفردة للفنانين، إضافةً إلى المحاضرات الإرشادية للطلبة والسرد القصصي لشرائح المجتمع من مختلف الأعمار".

وختمت سعادتها بالقول: "نرحّب بالجمهور المحب للفنون، ساعين إلى تجديد التزامنا بنهضة واستدامة التشكيل الإماراتي، استشرافاً لخمسين عاماً قادمة من الإبداع، وبناء أجيال تمتلك المهارات الإبداعية الخلاقة وتسهم في تمكين الصناعات الثقافية".



وتنطلق الفعاليات في الأول من شهر فبراير، مع دورة تدريبية بعنوان «ترف شعري: دروس احترافية تفاعلية مع الفنان وليد الواوي» في الساعة 4 مساءً، والتي تستكشف مفارقات الإنسان في قدرته على استحضار الانتماء من خلال الشعر والفن دون أن يحظى مطلقاً برفاهية العيش في وطنه.

وفي الثامن من فبراير، يقدم المهرجان بالتعاون مع «وي لوف آرت»، فعالية «إعادة إنتاج روائع الروّاد المؤسسين» في الساعة 12 ظهراً، لتعريف المشاركين الشباب بالفنانين الإماراتيين، وإلهامهم لإعادة إنتاج عملين إبداعيين من الروّاد المؤسسين للفن الإماراتي، هما: «ثقافات» لعمار العطار، والأطفال واليافعون: 8-19 عاماً.

وتناقش أنطونيا كارفر، المديرة التنفيذية لمؤسسة «الفن جميل»، خلال جلسة حوارية بعنوان «التعاون والتكاتف: الإمارات العربية المتحدة كمركز للفنون» في الرابع من فبراير الساعة 5 مساءً بمنارة السعديات، معالي عبد الرحمن العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، والفنان محمد أحمد إبراهيم، والأديبة والمخرجة نجوم الغانم، المشاركان في معرض «إمارات الرؤى 2»، حول الأنماط الجديدة من العمل والتفكير، إضافة إلى بحث النتائج الإبداعية للسياقات الصعبة أو الاكتشافات الفنية الجديدة، مع التركيز على ممارسات فناني الثمانينيات والتسعينيات، وتجربتهم في تطوير مناهج جديدة للإبداع الفني من وحي الأجواء النابضة والتجريبية لأستوديوهات تلك الفترة.

ويقدم المهرجان، أيام 7 و14 و21 فبراير الساعة 4 مساءً، ورش عمل تفاعلية مع خالد مزينة، تسلط الضوء على استخدام التزيين للتواصل خارج نطاق الكلمات واللغة التقليدية، ويشارك فيها ممارساته وموارده البحثية لتمكين المشاركين من بحث موضوع إعادة تعريف اللغة من خلال الأساليب المرئية للتواصل. وستتيح الورشة للمشاركين ابتكار أعمال تصور تعريفهم الشخصي للغة خارج إطار الكلمات.

وفي 10 و22 فبراير الساعة 12 ظهراً، تُنظم صفوف دراسية عبر الإنترنت بعنوان «درس في الفن والإبداع»، تقدم لأطفال المدارس فرصة متفردة للتعرف على تاريخ الفن التشكيلي الإماراتي من عدد من أبرز الفنانين التشكيليين في الدولة، ومن بينهم فنانة تصميم المجوهرات الإماراتية عزة القبيسي، وراوية القصص البصرية ميثاء عبد الله، والفنانة الديناميكية شيخة المزروع، والفنانة المفاهيمية عفراء الظاهري. كما تتيح هذه الفصول الدراسية للطلاب إلقاء نظرة من الداخل على معرض «إمارات الرؤى 2: سرد ووعد»، بالإضافة إلى فرصة طرح أسئلتهم على الفنانين في جلسة غير رسمية.

ويحكي الراوي الشهير أحمد يوسف في 15 و28 فبراير الساعة 4 مساءً، خلال جلستين بعنوان «تاريخ الفن التشكيلي في دولة الإمارات العربية المتحدة من كتاب (الفن في الإمارات 2)»، و«التقاليد التاريخية في الإمارات: الفن الشعبي والغناء التراثي والرقص»، قصصاً رائعة لجميع الأعمار حول تاريخ الفن التشكيلي والتقاليد الاجتماعية والفنون الشعبية والتراث في دولة الإمارات.

وتحاور ريم فضة، القيّمة الفنية، عبر منصة «زووم»، في 18 فبراير الساعة 5 مساءً، خلال جلسة حوارية بعنوان «التحول الاجتماعي: التنظيم المتغير للحياة الاجتماعية»، الناقد والقيِّم والمؤرخ الفني، مرتضى والي، الأستاذ المشارك في تاريخ الفن بجامعة نيويورك أبوظبي، سلوى مقدادي، والفنانة التشكيلية الإماراتية، هند مزينة، والفنان التشكيلي والشاعر الإماراتي محمد المزروعي.

وتستكشف الجلسة، أساليب الفنانين في تجسيد الإطار الاجتماعي المتغير والتحول الحضري لدولة الإمارات العربية المتحدة خلال فترة تطورها السريع. ويناقش المتحاورون التيارات الاستهلاكية والعولمة، والبنى التكنولوجية، ومفهوم «الأمولة» (التوسع المالي)، والسفر والوقت، وتوضيح تأثير هذه الجوانب على تجارب الهوية.

وفي 21 فبراير الساعة 6:30 مساءً، ينظم المهرجان ندوة بعنوان «حوار حول اليوم العالمي للغة الأم»، يشارك فيها الفنان التشكيلي والخطاط الإماراتي، محمد مندي، مع عدد من الخطاطين العرب.

ويمتد معرض «إمارات الرؤى 2.. سردٌ ووعدٌ»، الذي يسلط الضوء على مبادئ الابتكار والإبداع والتعاون، التي ميزت مسيرة نشوء وتطور مشهد الفنون التشكيلية في الدولة، على مدار ثلاثة أشهر متواصلة، تُنظم خلالها سلسلة من الندوات الحوارية، وورش العمل، وعروض الأداء وغيرها من الأنشطة التي تركز على الفنون التشكيلية في دولة الإمارات العربية المتحدة.

يذكر، أن فعاليات برنامج فعاليات الدورة التاسعة عشرة من مهرجان أبوظبي لعام 2022، تنعقد تحت شعار «فكر الإمارات: ريادة إبداع- حرفية إنجاز- بناء حضارة»، برعاية حرم سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، سمو الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان، مساعد سمو رئيس الهيئة للشؤون النسائية، رئيسة اللجنة العليا لمبادرة عطايا، وبدعم من شريك المهرجان الرئيسي شركة مبادلة للاستثمار «مبادلة»، وشريك الطاقة جي أس إنرجي GS Energy.

ويسهم مهرجان أبوظبي من خلال فعالياته الفنية والموسيقية في ترسيخ مكانة العاصمة منصةً إبداعية عالمية، في إطار تصنيفها «مدينة الموسيقى» من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، وفي تعزيز موقعها كمركز متنامي الأهمية على خريطة الموسيقى العالمية، باعتبارها موطناً لمنظومة موسيقية مرنة ومستدامة قائمة على الابتكار. ويشارك في دورة المهرجان لعام 2022، أكثر من 1000 فنان من مختلف أنحاء العالم، يقدمون أكثر من 300 فعالية واقعية ورقمية، إلى جانب جولتين موسيقيتين عالميتين، و17 عرضاً لأول مرة عالمياً.