صدرت في بغداد مؤخرا المجموعة الشعرية للشاعر العراقي جواد غلوم المسماة "حجَرٌ نبيل وآخرُ من سِجِّيل" وقد قام اتحاد الادباء في العراق بإصدارها مبادرةً منه على تعضيد النشر لأعضائه ممن يتوسّم فيهم الإبداع... وتضمنت المجموعة ثلاثٌ وثلاثون قصيدةً تنوّعت بين مايسمى القصائد العمودية والتفعلية إضافة الى القصائد النثرية.

نقرأ شيئا من المقاطع ضمن القصيدة النثرية الحداثوية والتي انتقى الشاعر منها اسم المجموعة:

لا يمكنني ان أحشر حجَرا في فمي

كي أسكتَ نفاد صبري

حتما ستنطلق بفعل نفثات حسراتي

لِتشجّ رأسي

***

كم عليَّ ان افجّر العيون والينابيع

وأكسر السدود

لأوقف الجدبَ العائم فينا

وحدها لطمةُ حجَرٍ على وجوه الجبابرة

تفعلُ فعلَها وتُدمي طلعتهم .

وفي قصيدة " وطنٌ في علبة سردين " نقرأ :

وطني إنّا أحببناك بعمقٍ أكثر

وزرعنا في مسلك دربك عشبا أخضر

أطعمناك الشهدَ مزيجا من بلّورات السكّر

ضوّعنا في أجوائك مسكاً

يحرسهُ العطرُ وينعشه العنبر

وركزنا في أرضك نخلاً أوفر

وفرشنا القلب اليك بساطا

وملأنا نفسك إيمانا

فلماذا في الآخر تكفر ؟؟

وفي تساؤلٍ شعريّ مما يحيق بلاده من أذى .. يتساءل الشاعر :

كيف نسمي سَـقَرا مشتعلا مرعى وطنْ !

كأننا لا نستحي حين نسمّيه سكنْ

فالوطن الزاهر أمٌّ ومراحٌ وحضنْ

الوطن المعطاءُ كنزٌ وسخاءٌ لا مِنَـنْ

لسنا كلابا أو دجاجا ، وكرُنا جُحْرٌ وقِـنْ

أيّ سنينٍ عجفتْ نعيشها هذا الزمن

بابلُ في جنانِها تفوق جناتِ عدنْ

عقولُنا نابغةٌ ، بشاسعٍ من الفطَنْ

أهكذا يسومنا الخسفُ ويحوينا الدرَنْ ؟؟ !!

ومن وجدانياته وغزلياته نقرأ بعض أبياته من العمود الشعري :

احتمالي أذى غيابِك صعبٌ

واشتياقي الى وجودك أصعبْ

ليتني لم أكن بدنياك ذكرا

دافق الروح في المنى أتقلّبْ

كم خبرتُ النساء عقلا وقلبا

لم أجدْ مثلها أمرّ وأطيبْ

ساعة أرتجي مراحا وضحكا

ساعة أنزوي وأبكي وأنحبْ

فالحسِ الشهدَ لو صار مُرّا

واطلب الحبّ انه خير مطلبْ

هي كأسٌ مذاقُها كلّ حلْوٍ

كلُّ مُرٍّ فكن جريئا لِتشربْ .