مسرحية الأب تأليف الكاتب السويدي أوغست سترينبرغ، والذي ولد في عام ١٨٤٩ في عائلة فقيرة، لأب يعمل موظفًا وأم تعمل في مطعم، كان بوهيميا متقلب المزاج مما أثر على أعماله، نُشرت مسرحية الأب عام ١٨٨٧، وتعتبر من أهم مؤلفات الصراع والتي تجسد الصراع بين الرجل والمرأة.
الأب في هذه المسرحية هو الضابط أدولف وفي نفس الوقت كان مهتم بدراسة المعادن حيث كرس حياته للبحث العلمي، والذي كان متزوج من لورا أخت القس، وقد عاش معها عشرين عامًا وأنجبا طفلتهما بيرتا، وكانت بيرتا هي السبب الرئيس في الصراع بينهما. فكانت الأم لورا تريد لابنتها أن تظل معها في المنزل وتتعلم فنون الرسم أما الأب فقد أراد لابنته أن تذهب بعيدًا عن المنزل لتتربي بعيدًا عن النساء الموجودات بالمنزل، وأن تصبح معلمة لتستطيع أن تنفق على نفسها إذا لم تتزوج، أما إذا تزوجت فتستفيد من علومها في تربية أطفالها.
يصمم أدولف على رأيه فهو يعتبر نفسه المسئول الوحيد، عن ابنته لأنه يتحمل نفقاتهم، كما أنه ضحى بأبحاثه العلمية وتحمل العمل كضابط من أجلهم، كانت لورا تشعر بالاستياء من طريقة إنفاق أدولف حيث كان ينفق الكثير من الأموال لشراء الكتب الخاصة بأبحاثه، وكان هو يرى أنها تنفق الكثير من أمواله على خدمها وأمها، وأنه يتحمل ذلك فقط من أجل ابنتهم بيرتا، شعرت لورا بالغضب بعد أن أحست بالإهانة من طريقة معاملة زوجها. وعلى أثر الحديث عن أحد الخدم والذي اتهمته إحدى الفتيات بأنه والد طفلها، فتخبره لورا أن الأب لا يستطيع أبدا أن يعرف إذا كان أب لأطفاله أم لا وتلمح له أن حتى ابنته ممكن أن تكون ابنة شخص أخر.
يبدأ الشك يتملك من أدولف، وتحاول لورا أن تغذيه، حتى إذا حضر طبيب الأسرة، أخبرته لورا أن زوجها قد أصيب بالجنون، وأنه يشك أن بيرتا هي ابنته، ولكن حين يقابله الطبيب يعجب به ويقدر أبحاثه العلمية، ويخبر الضابط الطبيب أن سبب عصبيته هو إحجام أصحاب المكتبات عن إرسال الكتب التي يحتاج إليها بالرغم من أنه أرسل إليهم الكثير من الرسائل. وحين يقابل الطبيب لورا مرة أخرى يخبرها أنه لم يلاحظ وجود أي من علامات الجنون على زوجها، وأن ما يقوم به من أبحاث لا يمكن أن يقوم بها إلا شخصًا عاقل، فتؤكد لورا للطبيب أن زوجها مجنون وأنه يجب أن ينتظر حتى يرى بنفسه علامات جنونه.
حين يعود الضابط إلى البيت يكون ثائرًا بعد أن ذهب إلى مكتب البريد، وقد عرف أن زوجته، قد منعت إرسال بعض رسائله، فتقابله لورا وتحاول استفزازه أكثر، وتخبره أنها أخبرت جميع أصدقائه بأمر جنونه وأنها ستتحكم في كل أمواله، فيخبرها زوجها أنه قد ينتحر قبل أن تتسبب في جنونه وبذلك لن تنال قرشًا من أمواله وتستمر لورا في استفزازه، وتذكره بوالدته وأنها لم تكن ترغب في إنجابه ويستمر الصراع بينهما فيلتقط أدولف مصباح مشتعل بجواره ويلقي به على زوجته. تستدعي لورا أخاها القس والطبيب لتخبرهم بما حدث، فيؤكد الطبيب على أنه يجب إدخاله فورًا لأحد المستشفيات لعلاج الجنون ويطلب من مربيته الحنون مارجريت أن تقوم بإلباسه قميص المجانين، لكنها ترفض، ويجلس الضابط بغرفته، يتحدث إلى نفسه ويهزي ويتذكر النساء الخائنات اللائي عرفهن في حياته، وتدخل إليه ابنته بيرتا لتسأله لماذا ألقى المصباح على والدتها، فينفعل ويحاول ضربها بمسدسه، تصرخ بيرتا وتدخل مارجريت وقد تأكدت أن الجنون قد أصابه، وتقوم بإلباسه القميص، يستمر الضابط في الهزيان حتى يستسلم للنوم، ويخبرهم الطبيب أنه على وشك الموت.
يلتقي ستريندبرغ بالحاضر في مسرحية الأب في مسرحية المخرجة مليكا ميلواني ميلاني، تدور الدراما الكلاسيكية في مواجهة جوقة من الأمهات العازبات بقيادة الفنانة كاجسا جريت في أدوار الزوجين المتحاربين نرى هيلينا افسندبري فيرتانين وجوزفين كايلين كولينز وأنيتا وول وصمويل فرولر وإليزابيث كارلسون وباهادور فولادي. العرض على مسرح مدينة ستوكهولم كلارا سنن. سيد الفروسية لديه خطط لابنته بيرتا ستصبح معلمة مهنة تناسب المرأة إذا بقيت غير متزوجة. تريد والدة بيرتا لورا شيئًا مختلفًا تمامًا. اوغست سترنبرغ هو كاتب مسرحي ماهر للغاية يجعل الممثلين يستخدمون إمكاناتهم الكاملة. مع مسرحية الأب ابتكر دراما عائلية هي أيضًا مجتمع في صورة مصغرة هو يحلل الأسرة مما يعني أن المسرحية ما زالت تبدو "حديثة"، كما تقول مليكا ميلواني ميلاني.
المشهد الافتتاحي جواري بين الخادمات يأتي القس ليساعد الفارس بالنصيحة بخصوص الزوجة المزعجة، لورا الماكرة هي التي تخرج منتصرة من المعارك إنها تدفع زوجها إلى الجنون ، المشهد الأخير يعاني الفارس المسكين من سكتة دماغية ويموت. تخرجت مليكا ميلواني ميلاني من أكاديمية المسرح في غوتنبرغ عام ١٩٩٨ ومنذ ذلك الحين شاركت في مسرح مدينة غوتنبرغ ومسرح مدينة ستوكهولم ودراماتن والمسرح الوطني، ظهرت ميلاني لأول مرة كمخرجة شرف السويد المفقود في مسرح تري بونالن في عام ٢٠٠٢، وهي مسرحية حول مشاكل جرائم الشرف والعنصرية وما إلى ذلك في أعقاب مقتل فاديمي شاهيندال في نفس العام؛ في عملها، تأثرت أيضًا بخلفيتها الثقافية في ثقافة شمال إفريقيا. منذ ذلك الحين استمرت إلى حد كبير كمخرجة وجذبت الانتباه بشكلها المسرحي المفسر حديثًا، بما في ذلك بنك في مسرحية وايزيك تفسير مختلف لتاريخ الأوبرا ريجوليتو في ريجوليتو - مسرحية رغبة الحيوان في مسرح مدينة اوبسالا وتفسير مختلف لأوبرا كارمن في باكا تياتر في مدينة غوتنبرغ في عام ٢٠١١ أصبحت مديرة فنية في اوبرا الشعب حيث أخرجت الكرة الذهبية لكارمينا بورانا لكارل أورف حيث سبع سيدات يبلغن من العمر ثمانين عامًا أعطيت دورا بارزا. تمت دعوة إنتاجاتها إلى مهرجانات في السويد وعلى الصعيد الدولي، مثل مهرجان غوتنبرغ للرقص والمسرح، ودائرة البلطيق وفيسبادن التقليدي الدولي من أجل إنتاجات كارمن وبابل وأجساد التنمر الرجالية العربية، حصلت على جائزة جائزة نقاد المسرح السويدي.

هذا العرض كان قبل جائحة كورونا
العرض في مسرح مدينة ستوكهولم كلارا سنن

بقلم: أوغست ستريندبرج

المخرجة: مليكة ملواني ميلاني

الموسيقى: كاجسا جريت

تصميم المجموعة: لارس اوست بري

الازياء : ماريا جابر

الاضاءة : بينجت جومير

الصوت: مايكل بريشي وهاكان اسلوند

الاقنعة : أولريكا ريتر

تمثيل الأدوار

فيل فيرتانين

هيلينا أف ساندبيرج

جوزفين كولين كولينز

إليزابيت كارلسون

صموئيل فرولر

أنيتا وول

بهادور فولادي

كاجسا جريت