أناجي قلبي المهموم .. دوماً ثم أبتهلُ

أناغي الروح وهي تبوح .. بالشكوى وتعتملُ

جهلت مصير موئلها .. إذا ضاقت بها الحيلُ

وأخشى الموت قبل عناق .. من أحببت يارجلُ

تقطع صوتي المبحوح .....كيف لقلبها أصلُ

أنادي من شغفت بها .. أجبني ماهو العملُ

عشقت وصالها من قبل .. أن يتمخض الأزلُ

وأصبح حبنا ينمو .... وعنه الناس ما غفلوا

أشاهدها بأحلامي .. فترشف حسنها المقلُ

متى يأتي اللقاء لنا ... وسير زماننا مهلُ

سأحسو الصبر مقتنعاً.. ويأتي بعده العسلُ

وأبقى صائناً للعهد .... لا ينتابني المللُ

إذا خجلوا رجال الشرق .. لن يجتاحني الخجلُ

إذا كتموا الهوى خوفاً .. من العذال وانخزلوا

سأعلن حبي الجبار ... رغم أنوف من جهلوا

وبعد الحب سوف أقول .... قولاً كله مُثُلُ

لأن الحكمة الغراء .... تطلب حين تشتملُ

أفق ياصاحبي فالنوم لا ينجي ولا الكسلُ

فقد زالت عن الدنيا ... مراراً تلكم الدولُ

أفق يا أيها الخطل .... فإن الموت منتعلُ

تنادى من زوايا الكون .. غطى سُمَّهُ الأسلُ

يشب اليوم عند الصبح وهو بعمره طَفِلُ

ويصبح شائخاً هرماً إذا قربت له الأُصُلُ

فكن بالوعي محترزاً .. وحاذر أن تُرَى وَهِلُ

وداعاً أيها الثَمِلُ ..... فإنك غاويٌ تَـبِـلُ

بحب الناس والإنسان ... كَفَّـارٌ ومفتعلُ

كأن العقل لا يثنيه .. لا علم .. ولا جهلُ

ينادينا الزمان وصوته المبحوح مُنْصَحِلُ

يصيح الدهر ياأقوام .. إني صرت منشغلُ

عن الأحلام والآلام .. .. حَـلَّـتْ فهي تنهملُ

ألا إن الرحيل دنى ... وحُـطِّمَ ذلك الجبلُ

تضاءل كل هذا الوقت .. وهو بسيره عَجِلُ

وأضحى مدنفاً هرماً ... وهدَّتْ بأسه العللُ

مُسَجَّىً فوق أفئدة ... العباد وجاءه الأجلُ

من الأوصاب والأتعاب ... والأعباء يبتهلُ

يريد خلاصه حالاً ...... يريد اليوم ينتقلُ

إلى المجهول واللاشيء حيث تناهت السبلُ

وتخبو جذوة الآمال .... حيث تضاءل الأملُ

وتفنى حمأة الأفعال .... حين أصابها الفشلُ

سَيُسْدَلُ عن ستار الدهر رغماً للألى احتفلوا

بعيشٍ لا خلاق له ..... بئيسٌ ليس يُحْتَمَلُ

قصير عمره أبداً ...... كما يتحلل الحجلُ

هناك يزول كل الأمر .. حالاً يقطع الجدلُ

ويبقى الله في العلياء .. ليس كمثله مَـثَـلُ