احتفت مدينة الرياض السعودية بافتتاح أعمال الدورة الموسعة الخامسة والأربعين للجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو". حيث احتشد نحو 3000 عضو في "لجنة التراث العالمي" من 21 دولة، للمشاركة في الحدث الدولي الذي تستضيفه السعودية للمرة الأولى، بصفتها الرئيس الحالي للجنة.
السعودية تستضيف أكبر منصة عقارية عالمية بمشاريع توزاري المليارات
الأمير محمد بن سلمان يشارك في حفل ترشح الرياض لاستضافة "إكسبو 2030"
وانطلق الحدث الكبير بعرضٍ بصري لمشاهد من تراث المناطق السعودية مسلطًا الضوء على تراث المملكة وموروثها الغني من الثقافة والتراث والآثار والفلكلور السعودي، مستعرضًا محطات مشرقة من التاريخ السعودي أمام كبار ممثلي البلدان ورؤساء الوفود المشارِكة، ونخبة من الخبراء والباحثين والمتخصصين الدوليين والإقليميين والمحليين في مجال التراث والثقافة.
وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان
وزارة الثقافة
وفي كلمته خلال هذا الحدث الدولي الذي تستضيفه السعودية بصفتها الرئيس الحالي للجنة بمشاركة نحو 3000 عضو من 21 دولة، نوه وزير الثقافة السعودي، الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان بأهمية التراث العالمي ككنز حضاري وإرث إنساني ومعرفي.
وأوضح أن القطاعات الثقافية في المملكة تتلقى دعمًا "غير محدودًا" من قِبل خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
ودعا إلى تعزيز التعاون الدولي والاستدامة للحفاظ على مواقع التراث العالمي في دول العالم، معربًا عن أمله في أن يسهم هذا التجمع الدولي في بناء رؤى مشتركة وتوفير الممكنات اللازمة وتعزيز التعاون لوضع مسارات استراتيجية جديدة.
وإذ أشار الأمير بدر إلى جهود المملكة السعودية في دعم القرارات التي تسعى لتعزيز القدرات البشرية في مجالات التراث والآثار وصون المواقع العالمية، قال ان المملكة تبنت استراتيجية لبناء القدرات للعاملين في مجال التراث للسنوات العشر المقبلة، لافتًا لتأسيس "الصندوق السعودي لدى منظمة اليونسكو"، بهدف تمويل ودعم مشروعات وبرامج ذات صلة حول العالم.
وختم مذكرًا بمشاركة المملكة العربية السعودية في "الرياض إكسبو 2030" تحت شعار "معًا نستشرف المستقبل"، مؤكدًا على أن المملكة ستقدّم نسخة استثنائية وتاريخية في هذا الإكسبو، وتجربة عالمية غير مسبوقة، تحقق رؤية المملكة 2030.
اليونسكو
من جهتها، أودري أزولاي، المديرة العامة لـ"منظمة اليونيسكو"، قالت إن استيعاب مفهوم التراث الثقافي، والتعرّف على تاريخ ومستقبل البشرية، يساعدان في أهداف صنع اقتصاد مستدام يربط المجتمعات المتنوعة بقوة، وهذا ما دفع إلى توقيع الاتفاقية التي تمثل قوة كبيرة لضمان سماع جميع الأصوات.
وشكرت أزولاي السعودية على استضافتها الدورة الـ45 لـ"لجنة التراث العالمي لليونسكو"، مشيرة إلى ما تتمتع به السعودية من إرث ثقافي غني يعود لآلاف السنين، وبنشاط دولي مهم في جهود الحماية وتعزيز الاهتمام بالتراث المادي وغير المادي.
وكشفت مديرة اليونسكو، أنه "في الوقت الذي ترحب فيه السعودية بالعالم، اليوم، فإن العالم نفسه سيكون محور نقاشنا، إذ سنتحدث عن الشُّعب المرجانية والغابات، والتنوع البيولوجي، وعصور ما قبل التاريخ، وتسليط الضوء على عدد من المواقع الثمينة التي تتعرض لمخاطر غير عادية، مثل أوديسا الأوكرانية، وطرابلس في لبنان، ومأرب في اليمن"، لافتة إلى أهمية إدراك المسؤولية بمواجهة المتغيرات الطبيعية مثل الحروب، والكوارث الطبيعية، واضطراب المناخ.
المواقع الأثرية
وكان المشهد الافتتاح البصري غنيّ بتراث السعودية وما تضمُّه ستة مواقع سعودية للتراث العالمي في قوائم اليونسكو من غنى وإرث، تبدأ من موقع الحجر الأثري، وحي الطريف في الدرعية التاريخية، وجدة التاريخية، وبوابة مكة المكرمة، والفن الصخري في منطقة حائل، وواحة الأحساء، ومنطقة حمى الثقافية.
لقاءات
وخلال اجتماعات "لجنة التراث العالمي" في دورتها الحالية، سينخرط العاملون والمهنيون المختصون بحفظ التراث المشترك للبشرية في جلسات وحوارات يحتضنها الاجتماع الذي يلتئم في الرياض، لفهم وتقييم ومراجعة المرحلة السابقة، وإطلاق عهد جديد للتراث العالمي من السعودية، يكون فيه الشباب عنصراً رئيسياً في تعاهده بالرعاية والاهتمام.
وستتناول الدورة الحالية البحث في مستقبل الخمسين سنة المقبلة من مسيرة حماية التراث الطبيعي والثقافي العالمي، وفهم إنجازات المرحلة الماضية وتقييمها، بعد مرور 5 عقود على قيام اتفاقية عالمية لحماية وتعزيز كنوز التراث العالمي والموروث الإنساني الاستثنائي.
كما يهدف هذا الحدث إلى جمع أعضاء فِرق إدارة ومديري المواقع من جميع أنحاء العالم، لمواصلة جهود تمكينهم على الساحة الدولية، وتوفير الفرص لهم عبر توسيع شبكات علاقاتهم، وتيسير تبادل المعارف والخبرات.
دورٌ سعودي رائد في اليونسكو
ويعكس استضافة السعودية لهذا الحدث الدولي التزام المملكة في إطلاق عهد جديد للتراث العالمي يكون فيه الشباب عنصراً رئيسياً في تعاهده بالرعاية والاهتمام.
وتعمل المملكة مع شركائها في "منظمة اليونيسكو" على دعم عدد من القرارات الساعية لبناء أسس متينة للقدرات البشرية في مجالات التراث والآثار حيث أن تأسيسها للصندوق السعودي لدى "اليونيسكو" يهدف لتمويل ودعم المشروعات والبرامج ذات الصلة حول العالم.
وكانت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" قد أعلنت اعتماد المملكة العربية السعودية – بالإجماع – رئيساً للجنة التراث العالمي، في 24 يناير(كانون الثاني) 2023، بالإضافة إلى اعتماد قرار استضافة المملكة للدورة الـ45 الموسعة للجنة في العاصمة الرياض، خلال الاجتماع الاستثنائي الـ18 للجنة، والذي عُقد في المقر الرئيسي للمنظمة بالعاصمة الفرنسية باريس، وبحضور كافة الدول الأعضاء في اللجنة.
ويأتي هذا القرار تتويجاً للجهود الكبيرة التي تقودها المملكة في منظمة اليونسكو في ظل الدعم غير المحدود الذي يحظى به القطاع الثقافي من قِبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وفي ظل الدعم والتوجيهات المستمرة من الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، وزير الثقافة، رئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، للتراث والثقافة.
وسبق للمملكة العربية السعودية ان انتخبت من قِبل الدول الأعضاء في اللجنة خلال انعقاد أعمال الدورة الـ44 في مدينة فوجو الصينة، نائباً للرئيس عن المجموعة العربية في اللجنة للمدة ما بين 2021-2023، وبذلت من خلال عضويتها جهودًا كبيرة لدعم التراث، وتوثيق الإرث الإنساني المشترك بجانب الدول الأعضاء باللجنة، ومن أبرزها إجماع أعضاء اللجنة على اعتماد مشروع القرار المقدم من المملكة لبناء قدرات العاملين في مجال التراث للعشر سنوات القادمة، مما سيسهم في تعزيز التنوع الجغرافي للخبراء، وتمكين الكفاءات الإقليمية، ووضع خطط وتدابير لحماية مواقع التراث الثقافي المهددة بالخطر، إلى جانب رفع الكفاءات التقنية والمهنية للشباب والخبراء في مجال التراث العالمي على حدٍ سواء.
يشار إلى أن المملكة لديها عضويتين أخرى في اللجان الرئيسية لمنظمة اليونسكو إلى جانب عضويتها في لجنة التراث العالمي، وهي: عضوية المجلس التنفيذي، وعضوية اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي، مما يثبت دور المملكة مركزًا محوريًّا ودوليًّا مهمًّا وفاعلًا في صناعة القرار بالمنظمة.
التعليقات