كشفت العاصمة السعودية الرياض الميزانية التي رصدتها لتنظيم إكسبو 2030 في حفل استقبال المملكة الرسمي لترشّح الرياض لاستضافته، والذي أقيم في العاصمة الفرنسية باريس، بحضور الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمدينة الرياض.

وشارك في الحفل وفد سعودي رفيع من الوزراء وكبار المسؤولين من الجانبين السعودي والفرنسي، ومن جميع الدول الأعضاء في المكتب، وأعضاء منظمات دولية، مثل «اليونيسكو» وغيرها، وممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدة في فرنسا.

https://portalcdn.spa.gov.sa/backend/original/202306/RTXhm66NOZyEQFlXX94DzsBcez3H3Ri6HvWBNZxw.jpg
حفلٌ حاشد حضره ممثلو الدول في العاصمة الفرنسية باريس

وحضر ممثلو 179 دولة من أعضاء المكتب الدولي للمعارض (المنظمة المسؤولة عن معرض «إكسبو» الدولي) عشية انعقاد اجتماع الجمعية العمومية الـ172 للمكتب الذي سيعقد الثلاثاء في العاصمة الفرنسية.
وذلك تمهيداً للتصويت لاختيار المدينة المستضيفة لهذا الحدث في اجتماع الجمعية العمومية التالي الذي سيُعقد في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وقدمت الهيئة الملكية لمدينة الرياض ملفها الذي تعتزم تنظيمه لـ«إكسبو الدولي 2030»، والذي ينتظر أن يقام تحت موضوع رئيسي وهو «حقبة التغيير: معاً نستشرف المستقبل»، من خلال ثلاثة عناوين فرعية هي «غد أفضل، والعمل المناخي، والازدهار للجميع».

ولي العهد
ونوه الأمير محمد بن سلمان بمقدمة «عنوان إكسبو وموضوعه» مشيرًا إلى ان استضافة بلاده للحدث ستتزامن مع العام الذي ستحتفل فيه المملكة بتتويج الجهود الرامية إلى تحقيق مستهدفات «رؤية السعودية 2030».

وتناهز الميزانية المخصصة لاستضافة المعرض نحو 7.3 مليار دولار، توزّعت بواقع 5.85 مليار دولار للنفقات الرأسمالية، و1.47 مليار دولار للنفقات التشغيلية.

وتطرق الملف إلى زيادة عدد سكان العالم المتوقع أن تصل في عام 2050 إلى حدود 10 مليارات نسمة، وناقش كيفية تمكينهم من العيش في ظروف جيدة ومزدهرة، وفقاً للابتكار العالمي والتقني وعبر مواجهة التحديات المتعلقة بالتغيّرات المناخية والبيئية، بالإضافة إلى توفير فرص متكافئة ومتساوية بين الجميع.

شراكة مع العالم
وتتطلّع السعودية من خلال «إكسبو» إلى إرساء شراكة مع العالم من خلال منطقة «إكسبو سي 3»، أو «ركن التغيير التعاوني»، حيث تطمح لجمع الخبراء والمفكرين لتقديم الرؤى والابتكارات والحلول الإبداعية للتحديات الوطنية والدولية التي تواجه الشعوب.

وفقًا للملف، سيُقام المعرض في موقع 6.5 كيلومتر بالقرب من مطار الملك سلمان الدولي في شمال شرقي العاصمة السعودية، وذلك ضمن مساعٍ لأن يكون «إكسبو 2030» محطة ترويج للوجهات السياحية، القائمة، التي ستكون جاهزة حينها، مثل «نيوم» و«الدرعية» و«مشروع البحر الأحمر»، و«القدية»، و«حديقة الملك سلمان»، و«الرياض آرت»، و«أمالا»، و«المسار الرياضي»، حيث تستهدف المملكة جذب 147 مليون سائح عالمي ومحلي سنوياً بحلول 2030، منهم 105 ملايين لسياحة الترفيه، و42 مليون زائر للسياحة الدينية.

منافسة وتوقعات
وتنافس الرياض على تنظيم «إكسبو 2030» كل من روما الإيطالية، وبوسان الكورية الجنوبية، وأوديسا الأوكرانية.
وينوّه عرض الترشح السعودي بخبرة المملكة في استقبال الزوار من أصقاع الأرض سنوياً للحج والعمرة كإحدى المزايا التنافسية للرياض.
ويقترح تنظيم الحدث خلال الفترة من 1 أكتوبر (تشرين الأول) 2030 إلى 31 مارس (آذار) 2031، بما يتزامن مع ظروف مناخية مثالية في البلاد، ومع شهر رمضان.

ويتوقع أن يستقطب «إكسبو 2030» نحو 40 مليون زائر للموقع، ومليار زائر افتراضي، في الوقت الذي تسعى فيه السعودية لبناء 190 ألف غرفة فندقية جديدة حتى 2030، بما سيسهم في مضاعفة عدد الغرف في العاصمة تحديداً إلى 124 ألفاً بحلول تاريخ الحدث.