يا صاحبَ السعادةِ!

من أين أبتدي،

والشعرُ ملهاتي أبى أن يكونَ،

يلحُّ عليَّ أن أغدو مُتفلسفةً مُتحجّرةً؟!

أين أنتهي،

وأضعُ رحْلَ ذُهاني،

والمجازُ قد أدبرَ بوجهِهِ شطرَ الفلا

يصرُّ عليَّ بالواقعية أتبنّاها؟

أأتشافى بالأدبِ وهو حمّالُ أوجهٍ،

يبيعُ الوهمَ،

يُسقي حبوباً مهدّئةً؟

يا صاحبَ السّموِّ!

أيُفترضُ بي أن أظلَّ ساجدةً في

باحةِ جلالِ قسوتِك الرُّخاميةِ،

لتُدمى ناصيتي من صقيعها الفضّيِّ؟!

علّك بعدَها تتلطّفُ بي،

أنا الواهيةُ عظامُها ذُبولاً

هشاشةً

أنيناً أصمَّ

لم يجدْ طريقَه إلى أذنيك المصبوبتين قمطرير!

يا عالي المقامِ!

لا النسيانُ أُجيدُه

ولا المداراةُ،

لا الكرهُ، ولا التصالحُ.

لم أجدً عهداً لمهادنة كلِّ

هذه الغاراتِ التي

لا قتلَتْني، ولا عرِفَتْ إحيائي.

أيا بعضي الذي سلبَ منيّ كلّي

أنا متعبةٌ...

وبعضُ التعبِ ترياقُ.