ايلاف من لندن: ردَّ عالم الآثار والمصريات زاهي حواس في برنامج "حديث القاهرة" على موجة الغضب المصرية بعد مقابلته مع المذيع الأميركي صاحب أشهر بودكاست "جو روجان"، والتي أحدثت جدلًا عالميًا واسعًا، خاصة بعدما وصفها روجان بأنها كانت الأسوأ في حياته.

وعلّق حواس بأن التعليقات السلبية التي طالته من أبناء شعبه نابعة من "أعداء النجاح" غير المتعلمين، الذين لا يرغبون في رؤية شخص ناجح، ولذلك يحاولون تحطيمه، وأشار إلى أنها عادة مصرية شهيرة، يُصاب بها كل ناجح ومتفوق. كما يرى أنه أفحم روجان بأجوبته، وأثار غيظه لكونه كان ملمًا بعلم المصريات والحضارة الفرعونية، وهذا ما جعل روجان يصف المقابلة بالأسوأ.

وعن روجان، قال إنه وجده يحمل أجندة، وكل ما كان يريده من المقابلة هو إثبات أن المصريين ليسوا هم من بنوا الأهرامات فقط. وأضاف أنه بعد أن وصف المقابلة معه بالأسوأ في حياته، قال أيضًا: "ولكنها كانت جيدة".

ما لم يفهمه حواس هو أن روجان كان يقصد فعلاً أنه أجرى أسوأ مقابلة معه، وتفسير قوله بأن هذا كان جيدًا، لأن المقابلة كشفت للعالم أن حواس لم يستطع إثبات أن المصريين هم من بنوا الأهرامات، ولم يستطع أيضًا إثبات عدم وجود حضارات تسبق الحضارة المصرية.

فخلال المقابلة، عندما كان يسأله روجان أو يطرح نظرية وجود حضارات سابقة معللًا ذلك بإثباتات، كان حواس يرد عليه بأنه لم يسمع بهذا الحديث، وبأنه عارٍ عن الصحة، والدليل أنه اكتشف عكس ذلك. وعندما يبحث مساعد روجان في الاستوديو عن هذا الإثبات على الإنترنت لا يجده، ويخبره حواس أن الدليل موجود في كتابه الذي لم يحضره معه، أو أن الصور على جهازه الذي لم يحضره أيضًا، ثم قال: "سأرسل لك الصور غدًا"، ولم يفعل ذلك أيضًا، كما ذكر روجان لاحقًا.

سبب وصف العديد لحواس في المقابلة بالتعالي والنرجسية ليس بسبب تدخينه السيجار أو بسبب صوته العالي في نقاشاته، بل لأنه طيلة اللقاء كان يتحدث عن نفسه وإنجازاته، وكأن الحديث عن الأهرامات معناه "زاهي حواس"!

فهو يكرر أنه هو من اكتشف كل شيء حتى الآن عن الأهرامات، وبأنه يعمل في هذا المجال منذ أكثر من خمسين عامًا، ويعلم كل حبة رمل موجودة هناك، وأن كلمته تكفي لإنهاء النقاش حول أي نظريات مخالفة دون حتى إثبات.

واللقاء لم يُوصف بأنه الأسوأ بسبب هذا التعالي فقط، بل لأن حواس كان يقاطع روجان بصوت عالٍ، ويصف بعنف أصحاب النظريات المعارضة بالمهلوسين، وبأنه ليس لديه الوقت لسماع هذه "التفاهات". ونسي تمامًا أن الهدف من اللقاء هو طرح جميع النظريات بإثباتاتها، وعمل مناظرة للمشاهد ليصل بعد ذلك إلى الحقيقة، وليس لسماع إنجازات حواس في علم الآثار!

الجدير بالذكر أن المذيع جو روجان هو شخص متفتح الأفق، ويجيد الإنصات، ويهتم بمناقشة النظريات والحقائق المثيرة للجدل بإثباتات يعرضها أثناء الحديث عنها في برنامجه، وضيوفه دائمًا يعلمون ذلك. فعلى سبيل المثال، الروحاني الهندي سادغورو (Sadhguru) الذي استضافه روجان في إحدى حلقات برنامجه، وكان يخبره عن منطقة توجد بها طاقات غير آدمية تصعد من الأرض إلى السماء بشكل عمودي، أحضر معه في البرنامج فيديو مسجل له وهو يجري تجربة تثبت كلامه.

ومثال آخر للعالم "أنثوني كيديس" الذي تحدث عن أن الدلافين أذكى من البشر، وأنها تستطيع تعلم اللغة الإنجليزية، أحضر معه فيديو لصوت الدلافين خلال تدريبها على اللغة البشرية.

وجميع العلماء وأصحاب النظريات الذين تم استضافتهم في برنامج جو روجان كانوا دائمًا يحملون إثباتاتهم معهم للبرنامج.

ما عدا الدكتور زاهي حواس، الذي لم يحضر كتابه أو حاسوبه الآلي، ولهذا قال روجان إن لقائه هو الأسوأ، وليس لأنه هزمه في الجدال.