إسرائيل تمنع تدفق الأغذية لغزة وتحرم دخول البحر


سمية درويش من غزة


دعا مركز حقوقي ينشط في الأراضي الفلسطينية ، الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء في الاتحاد إلى العمل على تفعيل المادة الثانية من اتفاقية الشراكة الإسرائيلية الأوروبية ، التي تشترط استمرار التعاون الاقتصادي بين الطرفين وضمان احترام إسرائيل لحقوق الإنسان. وتواصل السلطات الإسرائيلية منذ ما يزيد عن مائة يوم على التوالي إغلاق قطاع غزة ، وعزله عن محيطه الخارجي ، ليبقى نحو مليون ونصف المليون مواطن فلسطيني داخل سجن كبير ، وسط ظروف إنسانية قهرية .


وقد شددت إسرائيل من إجراءات حصارها المفروض على الأراضي الفلسطينية ، حيث تأتي هذه الإجراءات في إطار العقوبات الجماعية التي تفرضها على المدنيين الفلسطينيين. وبحسب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان ، ففي قطاع غزة واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال هذا الأسبوع إغلاق معبر رفح الحدودي مع مصر ، وهو المنفذ الوحيد لسكان القطاع على الخارج ، بعد أن كانت قد أعادت بتاريخ 22/9/2006 فتحه لمدة ثلاثة أيام ولساعات محدودة، في وجه الحالات الإنسانية المتمثلة في المرضى ، والطلبة الدارسين في الخارج وحملة الإقامات.


وكان المعبر قد تم إغلاقه بشكل كامل بتاريخ 25/6/2006، في أعقاب العملية العسكرية في منطقة كيرم شالوم ، شرقي مدينة رفح والتي أسفرت عن أسر جندي إسرائيلي وقتل اثنين آخرين، لمدة تزيد عن السبعة وأربعين يوما، باستثناء فتحه لمدة يومين ، بعد أن تفاقمت الأوضاع الحياتية للآلاف من العائدين ، وبخاصة المرضى منهم.


وأشار المركز الحقوقي في بيان أرسل لـquot;إيلافquot; ، إلى ان معبر إيريز شمالي القطاع وهو المنفذ الوحيد على إسرائيل والضفة الغربية والقدس المحتلة ، لا يزال مغلقا حتى اللحظة ، موضحة بان هذا المعبر قد أغلق في وجه سكان القطاع ، وبخاصة العمال منهم في إسرائيل منذ عدة أشهر.


ومنذ بداية انتفاضة الأقصى مع نهاية شهر أيلول quot;سبتمبر العام 2000 ، يمنع المدنيون الفلسطينيون من المرور عبره إلى إسرائيل أو الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة ، ولا تسمح السلطات المحتلة بالمرور عبره إلا للحالات المرضية ، والتي لا يتوفر علاج لها في مستشفيات القطاع ، فضلا عن الدبلوماسيين والأجانب وبعض العاملين في الهيئات الإنسانية والدولية ، كما تسمح السلطات الإسرائيلية ، بمرور غير منتظم لأهالي المعتقلين في السجون الإسرائيلية ، وفقا لبرامج زيارة يتم تنسيقها مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وعدد محدود جدا من التجار.


وذكر المركز الحقوقي ، بأنه مع مطلع الشهر أغلقت قوات الاحتلال معبر كارني شرقي مدينة غزة، هو المنفذ التجاري الرئيس والذي كان قد شهد انفراجا تجاريا منذ أربعة أسابيع خلافا للأشهر والأسابيع السابقة ، حيث أعيد فتح المعبر في اليوم الثاني وسمحت قوات الاحتلال بدخول محدود للمواد الغذائية والطبية ، وبعض المصنوعات الأخرى ، مشيرة الى أن السوق المحلي لازالت تعاني من نقص في بعض السلع الغذائية الرئيسة.


وأوضح بان قوات الاحتلال تسمح بدخول نحو 20 شاحنة فقط محملة بمختلف البضائع من القطاع لإسرائيل والضفة الغربية ، كما فتحت تلك القوات معبري صوفا وكيرم شالوم شرق وجنوب شرق رفح ، وسمحت بإدخال العديد من المساعدات الغذائية والإنسانية من الدول العربية للقطاع.


وأكد المركز الفلسطيني ، بان قوات الاحتلال تمنع منذ أكثر من ثلاثة شهور دخول الصيادين للبحر ، حيث تنشر زوارقها الحربية في عرض البحر ، وتطلق النار باتجاههم وباتجاه مراكبهم ، حيث قتلت خلال هذا الأسبوع صيادا فلسطينيا على شواطئ مدينة دير البلح وسط القطاع ، وحرمت هذه الإجراءات عشرات العائلات الفلسطينية من مصدر رزقها الوحيد، فضلاً عن النقص الحاد في الثروة السمكية.
وناشد المركز الحقوقي ، دول الاتحاد الأوروبي بوقف كل أشكال التعامل مع السلع والبضائع الإسرائيلية ، خاصة تلك التي تنتجها المستوطنات الإسرائيلية المقامة فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة