روسيا.. القوة الأعظم في مجال الإبداع بدلا من مجال الطاقة

موسكو

أعلنت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل ان بلادها ترفض ان تستورد الغاز الطبيعي من روسيا وحدها وطلبت من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان تلتزم بلاده بميثاق الطاقة الأوروبي الذي يراعي استيراد الغاز من البلدان الأخرى عبر روسيا بحرية.

وكان الغرب قد أعطى إشارات على أنه لا يريد السقوط في اسار التبعية لروسيا كمصدر لموارد الطاقة مثل مغازلة الرئيس الكازاخي نزاربايف الذي تملك بلاده احتياطيات كبيرة من المواد الهيدروكربونية، وافتتاح خط الأنابيب لنقل النفط من بحر قزوين إلى السوق العالمية عبر ميناء جيهان التركي وتوقيع اتفاقية تقضي بإنشاء خط أنابيب لنقل الغاز من تركمانيا وكازاخستان وأذربيجان وروسيا إلى بلدان الاتحاد الأوروبي عبر جورجيا وتركيا.. وأخيرا تم قبل يومين من بدء الرئيس الروسي لزيارته إلى ألمانيا الإعلان عن استعداد الاتحاد الأوروبي لدعم مشروع إنشاء خط أنابيب جديد لنقل موارد الطاقة من آسيا الوسطى عبر بحر قزوين.

وإذا كان صحيحا ان النخبة الروسية الحاكمة فكرت في جعل روسيا quot;قوة الطاقة الأعظمquot; في اوراسيا فإن ما تقدم ذكره يعني فشل هذه الخطة. ولكن هذا حسن بالنسبة لروسيا بمعنى ان هذا يدفع روسيا إلى التفكير في جعل نفسها قوة تعتمد على ما لدى مجمعها للصناعات العسكرية من صناعة متطورة والبحث العلمي ونظام التعليم والثقافة الفريدة ولا تستند إلى الصناعة الاستخراجية فحسب.

والمقصود هو أن تصبح روسيا قوة لا تقدر على تزويد جيرانها بالنفط والغاز فحسب بل تقدر وترغب في تقديم النموذج السياسي والفكري والأخلاقي الأمثل إلى باقي العالم.وهكذا فإن يوم 12 أكتوبر الذي أعلنت فيه انجيلا ميركل ما لا يمكن ان يرضي فلاديمير بوتين يمكن اعتباره يوما لانتصار روسيا.