زيادة التبادل التجاري بين روسيا وكوريا الجنوبية إلى 9 مليار دولار

أحمد عبدالعزيز من موسكو

بدا الجزء الرسمي من زيارة رئيس الحكومة الروسي ميخائيل فرادكوف بلقاء مع رو مو هيون رئيس جمهورية كوريا الجنوبية ومن المقرر أن تناقش فيه مختلف قضايا التعاون الدولي والمعضلات الدولية على حد سواء. ومن المنتظر أن يوقع عقب اختتام المباحثات عدد من الوثائق.

إذ أن روسيا، وفقا لمعطيات مصدر اقتصادي، مستعدة لتوقيع مذكرة التفاهم المتبادل في مجال استثمار الغابات، ووثيقة التعاون بين الوكالة الفيدرالية لشؤون المناطق الاقتصادية الخاصة والوكالة الكورية لشؤون مساعدة التجارة والاستثمارات، واتفاقية حماية الملكية الذهنية والتعاون في مجال الفضاء، وكذلك اتفاقية إلغاء الشكليات في مجال التأشيرات بالنسبة إلى حاملي جوازات سفر وظيفية. ولم يستبعد المصدر احتمال توقيع اتفاقية تعاون في مجال الغاز. وأوضح أن ألكسي ميلر رئيس شركة (غازبروم) يتوجه إلى سيول لهذا الغرض. لكن الاتفاقية ستوقع في وقت لاحق في حال عدم تمكن الجانب الكوري من إعداد كافة الوثائق الضرورية في الوقت المقرر.


ومن المقرر أن يجرى فرادكوف في إطار الزيارة لقاءات ومحادثات أخرى ستناقش خلالها عدد واسع من قضايا تطوير العلاقات الروسية-الكورية الجنوبية التي تصل إلى مستوى الشراكة متعددة الجوانب وعدد من القضايا الدولية والإقليمية الملحة.


وفي ما يخص العلاقات الاقتصادية بين البلدين، فإن سعة العلاقات التجارية-الاقتصادية تزداد من سنة إلى أخرى. فالتبادل التجارى بين البلدين ابتداء من عام 1999 ينمو بوتائرعالية. فإذا كان قد شكل في عام 2004 حوالي 6 مليار دولار وازداد في العام الماضي ليصل إلى 8ر7 مليار دولار، فإن هذا المؤشر قد يزداد قبل انتهاء السنة الجارية ليصل إلى 9 مليار دولار.


وأعلن مصدر في الحكومة الروسية أن الوضع الراهن في العلاقات التجارية الحالية، وضمنا بنية التبادل التجاري لا يروق للطرفين. فقد لاح في العام الجاري توجه غير محبذ لزيادة نمو التصدير من كوريا الجنوبية إلى روسيا في حين تظل توريدات البضائع الروسية إلى هذه البلاد على مستوى الأحجام السابقة. وعلى سبيل المثال فإن التصدير الكوري الجنوبي ازداد من كانون الثاني (يناير) إلى آب (أغسطس) في السنة الحالية مرتين، وهذا يعتبر ذلك رقما كبيرا.


ونوه المصدر في الوقت ذاته بأنه إذا كانت الهواتف وأجهزة التلفزيون تشكل نسبة 80 % من توريدات كوريا الجنوبية إلى روسيا فإن المعادن والنفط والأخشاب والمنتجاب البحرية تشكل نسبة 90% من التصدير الروسي إلى هذه البلاد. وارتباطا بذلك فإنه من المتوقع أن تثير روسيا أثناء المباحثات الثنائية قضية احتمال زيادة أحجام التوريدات الروسية في مجال معدات صنع المكائن. وقد يقترح الجانب الروسي على كوريا النوبية شراء مروحيات أو مناقشة احتمال مشاركة روسيا في تحديث عدد من منشآت الطاقة وتوريد المعدات الضرورية لهذا الغرض، وكذلك تطوير التعاون بين البلدين في مجال الاستثمارات.


من جهة أخرى، ووفقا لمصادر في الحكومة الروسية، تنوى موسكو خلال زيارة رئس وزرائها اقتراح إحداث زيادة كبيرة في التعاون الاستثماري والمشاركة في عدد من المشاريع الكبرى في أراضي روسيا. ومن المتوقع أن تناقش هذه الاقتراحات اليوم وغدا. وذكر المصدر أن إجمالى قيمة التوظيفات الكورية الجنوبية في الاقتصاد الروسي يشكل إلى الآن 300 مليون دولار. ويشارك الكوريون في حوالي 190 من المشاريع الاستثمارية. وإذا كانت كوريا الجنوبية تنوى الحفاظ على المؤشر الحالي للتصدير على مستوى عال، فمن الضروري تحقيق ذلك عن طريق مشاركتها في مشاريع كبرى، بما في ذلك في إنشاء معامل صناعية في روسيا.


وتنوي موسكو اقتراح مشاركة سيول في عمل المناطق الاقتصادية الخاصة الجاري إقمتها في أراضي روسيا. إضافة إلى إمكانية إحداث زيادة فعالة في النشاط الإنتاجي. وقد يغدو إنشاء معمل لصنع المعدات المنزلية وقطع غيار السيارات وصناعة السيارات وغيرها مشاريع من هذا القبيل.


وستناقش مواضيع كاحتمال مشاركة كوريا الجنوبية في التنقيب عن مكامن للنفط والغاز في شرق سيبيريا ومكامن للفحم في ياقوتيا، وتنفيذ الاتفاقات بشأن التنقيب معا في جرف غرب كامتشاتكا في بحر أخوتسك، والتعاون في مجال الغاز بتوريد غاز ساخالين المسيل من عام 2008، وكذلك خطط التوريد من خلال أنبوب الغاز للمستقبل طويل الأمد.


ومن المحتمل أن يناقش الطرفان اليوم أيضا قضايا تنفيذ مشروع توحيد منظومتي الطاقة للشرق الأقصى وشبه الجزيرة الكورية. غير أن هذا لمشروع يواجه تعقيدات كثيرة من الناحية السياسية لكونه يجتذب كوريا الشمالية أيضا.