الزراعة الفلسطينية خسرت 95% بسبب الجدار الفاصل


بشار دراغمه من رام الله


اظهرت نتائج دراسة اقتصادية ميدانية حديثة أعدها معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني quot;ماسquot; بالتعاون مع المجموعة الطوعية الإيطالية GVC، حول النتائج السلبية المدمرة لجدار الفصل العنصري على الحياة الاجتماعية والاقتصادية والنفسية لمحافظتي طولكرم وقلقيلية. أن انخفاضا كبيرا بنسبة 95% طرأ على دخل المزارعين في المحافظتين وأن 50% من سكانهما اضطروا الى تغيير مناطق سكناهم أو عملهم.


واشار بيان صحفي اصدره quot;ماسquot; الى ان الدراسة اعتمدت على أسلوب المسح الميداني لعينة المزارعين والأفراد وتجار المواد الزراعية، إضافة إلى مقابلة مجموعة من أصحاب القرار في المحافظتين. وأظهرت الدراسة مجموعة من النتائج المهمة أبرزها، سيطرت إسرائيل ميدانياً وعملياً على الحوض المائي الغربي بالكامل، وأقامت أربعة quot;كانتوناتquot; في المحافظتين يقدر عدد سكانها بنحو 121 ألف نسمة. كما أقامت إسرائيل quot;15quot; مستوطنة يقطنها نحو quot;40quot; ألف مستوطن يشكلون 18% من إجمالي عدد المستوطنين في الضفة عدا القدس. وتتوزع المستوطنات بواقع 3 بمحافظة طولكرم و12 في محافظة قلقيلية. ومن النتائج ايضا ان 52% من سكان قلقيلية حددت حركتهم كلياً أو جزئياً بسبب الجدار العنصري الذي يبتلع 19% من مساحة الضفة حسب الدراسة التي ذكرت ان الجدار يقتطع 900 كم2 من أراضي الضفة ويضعها غرب الجدار والتي تشكل 16% من مساحة الضفة، مما يصعب الوصول إليها وفلاحتها.

واوضحت النتائج ان أكثر من 50% من المواطنين يواجهون صعوبات جمة في الوصول إلى المصادر الغذائية الخاصة بهم، بسبب تقليص المساحات المزروعة جراء الجدار، وانخفاض مستوى التشغيل وارتفاع أسعار جميع السلع والخدمات بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج والنقل، وانخفاض المساحة المزروعة بالمحاصيل الزراعية بسبب المصادرة والإغلاق.

وبالإضافة إلى كل ما تقدم، فإن سكان المحافظتين يواجهون صعوبات جمة في الحصول على التمويل والوصول إلى مزارعهم والحصول على التصاريح وانعدام التسويق كلياً في إسرائيل.


التوصيات
وخرجت الدراسة بمجموعة من التوصيات والمقترحات لتخفيف حدة الصعوبات التي تواجه سكان المحافظتين، ومن ابرز هذه التوصيات: دعوة الجهات الرسمية والمؤسسات ذات العلاقة بحماية أسواق المحافظتين من السلع الزراعية الإسرائيلية التي يتم إدخالها بطرق غير رسمية أو عبر بعض السماسرة، وتقديم الدعم المالي والعيني للمزارعين من اجل تشجيعهم على البقاء في أراضيهم وعدم المغادرة، وتحسين شبكات الطرق والمياه والمرافق العامة لتسهيل قيام المزارعين وسكان المحافظتين بكافة الأعمال والنشاطات الزراعية والاجتماعية، وتقديم قروض ميسرة للمزارعين المتضررين من الجدار وربط المساعدات ببرامج تنموية مدروسة. واوصت كذلك بإعطاء الأولوية لتشغيل أبناء وأفراد العائلات المتضررة من الجدار، ومنح إعفاءات ضريبية مختلفة لسكان المحافظتين، ومعاملة تفضيلية للتجار والمزارعين في كلا المحافظتين. وتضمنت التوصيات ايضا دعم مشاريع الاستصلاح الزراعي للتعويض عن الأراضي التي صودرت أو تم وضع اليد عليها من قبل سلطات الاحتلال، وتشجيع المواطنين على القيام بمشاريع ونشاطات متناسبة مع الواقع الناجم عن الجدار لتعزيز صمودهم فوق أرضهم.