برلين اهم عاصمة مفلسة

اعتدال سلامه من برلين

خسرت العاصمة برلين اكبر دعوى تقدمت بها الى المحكمة الدستورية الاتحادية في كارلسروه من اجل مشاركة اقاليم اخرى الديون المتربتة عليها وتعاني ثقلها منذ سنوات طويلة. اذ اقرت المحكمة تحمل العاصمة اعباء ديونها لوحدها بدلا من ان يوزع قسم منها على الاقاليم الغنية مثل بافاريا ويصل حجم الديون الى 60 مليار يورو. وبهذا سد الطريق عليها من اجل القيام بمشاريع لرفع مستوى المواطنين لديها فاكبر نسبة عاطلين عن العمل واعلى نسبة تعتمد على المساعدات الاجتماعية موجودة في العاصمة التي تضم ايضا اكبر جالية عربية ومسلمة وهي اكبر المتضررين من الوضع المتردي.


وتتبع برلين منذ سنوات برنامج تقشف شديد مما جعلها عاجزة ايضا عن تحقيق مشاريع اجتماعية وتعليمية، وعللت حكومتها رفع الدعوى بعدم تمكنها من المتابعة معتمدة على قوتها الذاتية، وعلى مواطني الاقاليم الاخرى وحكوماتها تحمل جزء من الاعباء المالية ، ففي النهاية برلين عاصمة الجميع.


ولا تريد حكومة اقليم برلين تحمل مسؤلية هذا الوضع لوحدها لانه يتعلق ايضا بتكاليف الوحدة الالمانية وهجرة قطاعات صناعية كثيرة منها وتحولها الى مدينة خدمات عامة ومؤسسات حكومية وثقافية.
وكانت ديون برلين قبل 15 عاما عشرة مليار يورو لكن شطب الحكومة بسرعة بعد الوحدةللمساعدات التي كانت تقدم لها خلال تقسيمها وكانت على مختلف الاصعدة سرع في تراكم الديون عليها، ومنذ ذلك الحين تزداد الفائدة المصرفية التي يجب ان تستوفى وقفزت من 500 مليون الى 2،4 مليار يور سنويا ومن المنتظر ان ترتفع في الاعوام القادمة. كما يترتب على حكومة برلين دفع 20 مليار يورو لتسديد ما يتوجب عليها.


في نفس الوقت فان ما تحصله من ضرائب من سكانها البالغ عددهم 3،3 مليون نسمة يقارب من ال17 مليار يورو وهذا قليل رغم ما يصلها من مساندات اخرى تصل الى حوالي الستة مليار يورو.
وحيال هذا الوضع وقرار المحكمة اليوم يخشى المواطنون في العاصمة مواجهة المزيد من التقشف وعدم تمكن القائمين في حكومة اقليم برلين من مواجهة تلال من المشاكل الاجتماعية والتعليمية وهي منذ الان مقارنة مع المدن والاقاليم الاخرى الاكثر معاناة من البطالة العمالية وتصل النسبة فيها الى اكثر من 18% بسبب تدني مستوياتها التعليمية والمهنية.