بين الخمول والضجر نهارا... والتلفزيون مع العبادة ليلا
يوم رمضانى لموظفى وعمال مصر
محمد نصر الحويطى من القاهرة
تتحول صالات الشركات والبنوك وهيئات القطاع العام المصرية الى مساجد ..فيفترش الموظفون سجاجيدهم منذ الساعات الأولى فى يومهم الرمضانى...قاعات الشركات تكاد تكون شاغرة الا من اولئك المواطنين ذوى الأمور المتعجلة التى لا يمكن تأجيلها بعد الشهر الكريم...يبدو على الموظف المصرى التذمر والضجر اذا ما صادفته مشكلة لاحد العملاء او المواطنين ممن يقضون مصالحهم....لكنه سريعا ما ينظر بين يديه الى المصحف الذى يقرأ فيه ويتذكر انه فى رمضان ...ورمضان كريم.!!!!..وهكذا هى الصورة النمطية التى تجدها اذا ما دعتك الظروف الى ارتياد احد المصالح الحكومية او الشركات او البنوك فى مصر اللهم الا تلك الخاصة التى تسعى الى الحفاظ علي عملائها وتقديم كل ما يحتاجه له حتى ولو على حساب ارهاق موظيفيها الصائمين.
وعلى الرغم من ان علماء الأسلام لا يكفون مرارا وتكرارا على افهام الناس بأن الشهر الكريم ليس شهرا للنوم ولا الخمول الا ان الشعب المصرى لا يعير لتلك النصائح اى اهتماما..فتلك الموظفة التى تقف فى شباك السجل المدنى لتستقبل المواطنين ممن يحتاجون استخراج بطاقات شخصية او ما شابهها تقابلك بصوت جهور عاملة بالمقولة المصرية فى ردع الأخرين quot;خذوهم بالصوتquot;...وتتمنى تلك الموظفة ان تغمض عينها وتفتحها مره اخرى لا تجد ممن امامها فى طابور المواطنين احدا اطلاقا ...فهى تريد ان تنجز فترة عملها سريعا حتى يتسنى لها الوصول الى منزلها مبكرا لتعد الأفطار لزوجها واولادها.
موظفوا مصر فى رمضان
حال الموظفين فى مصر والعمال كحال تلك الموظفة التى تقف فى شباك السجل المدنى...رجالا كانوا او نساء ...الا ما رحم ربى...فالموظفين من الرجال على الرغم من انزعاجهم طوال ايام الشهر الكريم باوقات العمل ومواعيده التى عادة ما تأخرهم عن شراء متطلبات منازلهم اليومية الا انهم اقل حده من النساء فى تعاملاتهم ...ولكنهم يستشيطون غضبا فى نهاية يوم العمل الرمضانى خاصة من زحام الشوارع وندرة المواصلات.
ولما تشير عقارب الساعة الى السادسة صباحا...تتدفق افواج الموظفين والعمال لتغرق الشوارع المصرية متجهين الى اعمالهم ليمكثوا بها حتى الثانية والنصف بعد ان اعلنت الحكومة تقليص اوقات العمل الى تلك الساعة مراعاة لظروف الموظفين والمواطنين ايضا فى رمضان.
الحركة فى البنوك والمؤسسات والشركات الخاصة لا تبدو مختلفه كثيرا عما تبدو عليه فى تلك العامة ..لكن الموظفين يبدون اكثر تعاونا فرؤسائهم يفرضون على من يضايق العملاء منهم خصومات ...والعميل على حق حتى لو كان مخطئا...تلك هى سياسة البيزنس.
اما بالنسبة الى تلك المؤسسات التى لها فترات مسائية للعمل ...فكان الله فى عون موظفيها ..وعون مرتاديها ايضا...فستجد ان النوم والخمول الذى ينتاب الناس بعد الأفطار هو السمه المسيطره على الجميع...والوقت ضيق جدا خاصة وان معظم الموظفين يفضلون صلاة العشاء والتراويح فى جماعة حتى لو كان ذلك سيكلفهم خصومات من مرتباتهم...فرمضان شهر العبادة وفرصة لتكثيفها دون الشهور الأخرى.
اما التلفزيون فيمثل وجبة اساسية للجميع فبدونه لا يكتمل الشهر عند الكثيرين وبالتالى فستجد من الموظفين ما يترك عمله مبكرا ساعه او ساعه ونصف ليلحق بالمسلسلات والبرامج الرمضانية التى يتابعها على التلفزيون...ولا عزاء لمصالح الشعب.
أحمد عبد الوهاب الموظف بمصلحة الضرائب يقول ل (ايلاف)...ابدأ يومى الرمضانى فى العمل من السابعه صباحا تقريبا وانهيه على الثانية والنصف او الثالثة ولكن ظروف الصوم تفرض علينا ان نراعى ما يحتاجه العملاء واصحاب المصالح ..ولكن المواعيد ترهقنا للغاية.
وليد عبد الله الموظف بمصلحة الكهرباء يقول من جانبه quot;الوقت هو المحك الرئيسى فى يوم العمل الرمضانى ..اما عن الصوم وظروفه فهو امر عادى لا ضرر منه..ونحن نعامل اصحاب المصالح بكل ذوق ونراعى احتياجاتهم quot;.
افطار جماعى لبعض العمال
وعلى جانب اخر فهناك فئة اخرى من العمال والموظفين المصريين اصحاب الحظوظ العسرة ممن تضطرهم ظروفهم الى الأفطا فى مقار عملهم وهم اولئك العاملين بمجالات امن الشركات او العاملين فى المصانع ذات الورديات والطلبيات المتنوعه وعادة ما تقدم لهم شركاتهم وجبات يومية من الأفطار الجماعى على ان يعودوا للعمل مره اخرى بعد ساعة او اثنين من انتهاء وقت الأفطار.
حركة الموظفين والعمال المصريين فى رمضان لا تختلف كثيرا عن باقى الدول العربية والاسلامية ...لكن الشهر الكريم فى مصر ارتبط فى اذهان المواطنين والموظفين بالخمول والراحه والعباده على حساب اى شىء..ورمضان كريم...!
التعليقات