معادن تكشف عن تأسيس منظومة تعدينية متكاملة في رأس الزور
الملك عبدالله يدعو إلى وحدة اقتصادية عربية
عبدالمحسن المروي وهيفاء القريشي من جدة
دعا العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى تكوين وحدة اقتصادية عربية لا تقل عن الوحدة السياسية، وذلك في كلمته التي ألقاها لجميع الدول العربية خلال انعقاد المجلس التشاوري الأول للوزراء العرب المعنيين بقطاع الثروة المعدنية لأول مرة منذ 17 عاماً في جدة quot;غرب السعوديةquot;، وكان ذلك برعاية العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، وحضور وزراء الدول العربية المختصين بالنفط والثروة المعدنية.
وتناول المحاضرون في الجلسة العلمية الأولى في اليوم الأول للمؤتمر العربي التاسع للثروة المعدنية سبل تعزيز الإستثمارت العربية المشتركة في قطاع التعدين والوصول إلى شراكة عربية تهدف إلى تنشيط عمليات الاستكشاف والتحري المعدني في الدول العربية, وذهب المتحدثون إلى أهمية تفعيل الدراسات التي توصلت إلى مجموعة المعوقات للاستثمارات العربية البينية في مجال التعدين.
وأبدى الدكتور زهير حافظ نواب من هيئة المساحة الجيولوجية إستغرابه من شعوب العالم العربي التي لم تحقق في مسيرة التنمية ما يتناسب مع طموحها ولا مع وفرة ثرواتها، مضيفا أن منطقتنا العربية ستواجة تحديات هامة لتأمين فرص العمل فيها خلال العقدين القادمين، مستشهداً بتصريحات رئيس منتدى دافوس الاقتصادي في منتدى جدة الإقتصادي 2005 بأن على الدول العربية أن توفر 3 ملايين فرصة عمل سنويا لإستيعاب الطاقات الشابة التى يحتاجها سوق العمل.
ولفت إلى أن قيمة الاستثمارات العربية البينية عام 2005 تقدر بـ 5 بليون دولار أمريكي فيما عام 2003 بلغت حجم واردات الدول العربية 206 بليون دولار وحجم صادراتها 320 بليون دولار، هذا الوضع الاقتصادي المتأخر في معظم الدول العربية يستدعي دعم القطاع الخاص ليتمكن من بناء قواعد أساسية لتحقيق إنتاج صناعي وزراعي أفضل، بالإضافة إلى إعتماد حلول جذرية تشمل إصلاح القطاع المالي والإدراي والقانوني الأمر الذي من شأنه أن يزيد بصورة ملحوظة فرص العمل وتحسين الدخل الوطني والمستوى المعيشة.
من جهته, تناول الدكتور عبد الله الدباغ من شركة التعدين العربية السعودية (معادن) المرحلة القادمة في تطوير قطاع التعدين في ظل عصر التحولات العالمية الكبرى والتى تشهد منافسة بين الدول من اجل التطوير الاقتصادي والصناعي بشكل أفضل وأسرع من خلال الاستغلال الأمثل للثروات الطبيعية.
وأشار الدباغ، إلى أن الحكومة السعودية وفرت جميع وسائل الدعم لشركة معادن لتأخذ زمام المبادرة لتطوير صناعة التعدين في المملكة من خلال ممارسة مختلف أوجة النشاط التعديني التى تتعلق بكامل مراحل صناعة التعدين بما في ذلك تنمية وتطوير وتحسين صناعة المعادن ومنتجاتها ومستحضراتها والصناعات ذات العلاقة بها ونقل وتوطين التقنية الحديثة والمساهمة في تطوير المناطق المجاورة للمشاريع وتوفير البنية التحتية والعمل على تعزيز وضع المملكة الاستراتيجي والصناعي في مجال الصناعات التعدينية.
وأشار الدكتور الدباغ، إلى أن (معادن) إشترت من أجل تلك الغايات ما يفوق 6387 مليون ريال في تطوير أربعة مشاريع منتجة للذهب بطاقة تفوق 300 ألف أوقية سنوياً.
وكشف الدباغ أنه يجرى العمل حاليا على تطوير منظومة تعدينية متكاملة تشمل التعدين والتركيز والتقنية والنقل والتصنيع لمنتجات نهائية أو شبة نهائية يكون مركزها منطقة راس الزور الصناعية التعدينة تربطها بالمناجم السكة الحديد وتتوفر فيها جميع المرافق اللازمة للتصنيع، مؤكد انه تم استكمال دراسات الجدوى الاقتصادية وبداء التنفيذ في مشروع البنية التحتية وبعض عناصر المنظمة.
وبحسب الدباغ، تعتزم معادن استثمار ما يزيد على 26 بليون ريال في مشروعي الفوسفات والألمنيوم وتطوير البنية التحتية في منطقة رأس الزور التى تشمل ميناء لتصدير المنتجات.
وقال الدباغ أن قيام مدينة صناعية تعدينية في راس الزور شمال مدينة الجبيل الصناعية بالمنطقة الشرقية، مخططا لها أن تكون رمزا آخر في مسيرة التنمية الصناعية الاقتصادية في السعودية، موضحا أن مدينة الصناعات التعدينية معمل لتكرير الالومنيا ومصهر للألمنيوم ومجمعا لصناعة الأسمدة الفوسفاتية ومحطة لتوليد الطاقة الكهربائية.
وأوصى المؤتمر العربي التاسع للثروة المعدنية بعد إنتهاء يومه الأول الذي إفتتح فعالياته خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بدعوة أعضاء اللجنة الإستشارية لمسؤولي الثروة المعدنية في الدول العربية على الإلتزام والمشاركة الدائمة في الإجتماعات الدورية للجنة التي تعقدها المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين سنوياً.
وتحديد عدة مواضيع ذات أهمية تعدينية خاصة بإحدى الدول أو أهمية مشتركة مع الوطن العربي ويتم بحث هذه المواضيع ودراستها دراسة وافيه في كل إجتماع تعقده اللجنة بحيث تحقق الأهداف المنشودة في تشجيع وتحفيز القطاع المحلي والأجنبي للإستثمار في أعمال الكشف وإستغلال الخامات المعدنية المتوفرة في العالم العربي.
وقال محمود الدر ، رئيس المؤسسة العالمية المتحدة لتنظيم المعارض (يوني اكسبو ايفنت) المنظمة للحدث بالتعاون مع وكالة الثروة المعدنية والمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين في حديث سبق الحدث لـquot;إيلافquot; : quot; أن المؤتمر هدف إلى التعريف بواقع قطاع الثروة المعدنية العربية ومتطلبات تطويره ، تهيئة المناخ المناسب لجذب وتشجيع الاستثمارات في القطاع المعدني، تشجيع التعاون في مجالات الاستكشاف والبحث والتطوير والمحافظة على البيئة في القطاع المعدني العربي، تبادل الخبرات والمعارف بين المختصين في هذا المجال، التعريف بأحدث التقنيات والمعدات المستخدمة في كافة مراحل النشاط التعدينيquot;.
كما تطرق إلى محاور المؤتمر التيتحدثت عن مناخ وفرص الاستثمار في قطاع التعدين واقتصاديات الخامات المعدنية، الاستكشاف والبحث والتطوير المعدني في الدول العربية ، واقع وآفاق القطاع المعدني العربي، الأنظمة والقوانين والسياسات في مجال الاستثمار التعديني ، المحافظة على البيئة في القطاع المعدني، الشراكة المعدنية العربية، وسيترأس المؤتمر المهندس علي بن ابراهيم النعيمي ، وزير البترول والثروة المعدنية.
وأوضح الدر بان المؤتمر التي تنظمه quot;يوني اكسبو ايفنتquot; صاحبه معرض متخصص عن الاستثمارات التعدينية تشارك فيه 30 شركة وهيئة سعودية وعربية وعالمية من خلال عرض منتجاتها وصناعاتها المعدنية بالإضافة إلى الآلات والمعدات ومواد البناء وغيرها مشيرا إلى أن المعرض تم الانتهاء من تسويقه بالكامل ولم يتبقى منه اي مساحة خاوية كما أن هذا المؤتمر يعتبر المناسبة الثانية التي تنظمها quot;يوني اكسبو ايفنتquot; برعاية الملك في عام واحد بعد نجاح quot;المعرض الثاني للسعودية في الهندquot; بمشاركة 35 جناح رسمي لشركات سعودية عرضت منتجاتها للسوق الهندي.