إسرائيل تدرس سبل القضاء على ظاهرة الفقر


خلف خلف من رام الله


تناقش إسرائيل هذه الايام سبل القضاء على ظاهرة الفقر، وأحد الأفكار المطروحة لحل هذه الإشكالية هي اللجوء لضريبة الداخل السلبية، وقد فحص بنك إسرائيل هذا الموضوع مؤخراً، وحسب وزير المالية الإسرائيلي ابراهام هيرشيزون فأن مقادير الفقر زادت في إسرائيل خلال السنين الأخيرة، ويرى هيرشيزون أن الفقر زاد بحيث أصبح مشكلة اجتماعية حقيقية. وتعترف إسرائيل بأن حلولا سابقة لمضاءلة الفقر فشلت، وان من مسؤوليتها أن تساعد الطبقات الضعيفة. لكن الصوت الضعيف حول هذا الموضوع يدل على أن الطريق لتطبيق الخطة ما يزال بعيدا إذا وجد أصلا.


ومن المواضيع التي يتم التطرق إليها، وبخلاف المخصصات التي تعطى اليوم، التي تحث في واقع الأمر على عدم العمل، مثل مخصص البطالة، تحث ضريبة الدخل السلبية على الخروج إلى العمل، لأنها تعطى من يعمل فقط. الحديث عن أداة اقتصادية تحث العاطلين من العمل على الانضمام إلى دائرة العمل والانتقال من ثقافة المخصصات إلى ثقافة العمل.


وهذه الطريقة حسب المحلل الاقتصادي الإسرائيلي ايهود رتسافي توجد حلا لطبقة آخذة في الاتساع من عمال يكسبون أجورا ويعرفون أنهم فقراء، وهي حافز أفضل خاصة إذا كان الزوجان يعملان. الحديث عن 24 في المائة من العمال في وظائف تامة، أجورهم أقل من 60 في المائة من متوسط الأجور. على حد تقديرات سلطة الضرائب، الحديث عن 100 - 200 ألف أجير تراوح أجورهم بين 1.500 - 5.000 شيكل.


ويضيف المحلل: في لعبة أدوار اجريت في بنك اسرائيل وجد أن الخطة ستخرج من دائرة الفقر نحوا من 25 الف عائلة عاملة، في حين أن رفع الحد الأدنى للأجور يتوقع أن يضائل الفقر بنسب أقل. ليس رفع الحد الأدنى للأجور وحده حلا، حتى جزئيا، لمشكلة الفقر. رأينا ماذا حدث لوعود بيرتس في الاتفاق الائتلافي وفي الموازنة الأخيرة. اقترح على كل سياسي أن يلتزم زيادة فرض قانون الحد الأدنى للأجور بغير صلة بمقداره. أنا على قناعة من أن الدولة إذا وفت بواجبها، وفرضت قانون الحد الأدنى للأجور بصرامة، وعاقبت بشدة أرباب العمل المخالفين الذين يستغلون عمالهم ويدفعون أليهم أجرة جوع، فسيكون لذلك تأثير لا يستهان به في مقادير الفقر.


ويتابع: إن تفضيل شعبة الموازنات إن تدعم قطاعات مخصصة دعما عينيا ليس في محله. أن الدعم من هذا النوع هو أول ما يلغى في كل قانون تسويات للمبتدئين. وفيما يتصل بمعارضة شعبة الضرائب، فان جاكي مسا ورفاقه أشخاص ممتازون، عرفوا كيف يتغلبون على الصعوبات وينشئون جهازا مناسبا. تغلبت سلطة الضرائب على مشكلات أصعب.


ويضيف رتسافي: لست أوهم نفسي، وأعلم أن الطريق إلى التطبيق ما يزال طويلا: وجدان الموازنة، وتحديد معايير واضحة للاستحقاق، وتغييرات في التشريع ستكون مصحوبة بنضالات سياسية وإقامة جهاز تقديم تقارير بسيط، ودقيق وأمين. الخوف الحقيقي هو من الساسة أن يلائموا آراءهم مع الوضع الذي يبقيهم في مقاعدهم. كانت وعود الأحزاب الاجتماعية على الخصوص كثيرة لكنها فشلت في الواقع. ما تزال النضالات كثيرة. أساند وزير المالية هيرشيزون. من معرفتي إياه، عندما يريد يعرف كيف يتغلب على العوائق. لكن يجب أن نتذكر أن الزمن لا يلعب لصالحنا، وانه يجب تقديم هذه الخطة. على حد تعبيره.