قطر تمكنت من تحقيق نمو اقتصادي مضطرد وريادة في صناعة الغاز

يوسف الحرمي

ترأس سعادة السيد يوسف حسين كمال وزير المالية القائم بأعمال وزير الاقتصاد والتجارة اجتماع الدورة الثالثة للجنة القطرية الكوبية المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري في العاصمة الكوبية هافانا بحضور سعادة السيد علي بن سعد الخرجي سفيرنا لدي الجمهورية الكوبية واعضاء الوفد المرافق له وسعادة السيد خوسي انريكي انريكس سفير كوبا في الدوحة.وترأس الجانب الكوبي سعادة السيدة مارثا لوماس موراليس وزيرة الاستثمار الأجنبي والتعاون الاقتصادي.

وفي بداية الاجتماع عبر سعادة وزير المالية عن سروره بزيارة كوبا علي رأس وفد كبير ضم اعضاء من غرفة تجارة وصناعة قطر وشركة الديار القطرية والهيئة العامة للجمارك والهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون واللجنة الأولمبية وقطر للبترول الي جانب الوفد الرسمي لوزارة الاقتصاد والتجارة.وقال سعادته يطيب لي ان اتقدم بالأصالة عن نفسي ونيابة عن زملائي اعضاء الوفد القطري بالشكر والتقدير لما لقيناه من حفاوة وحسن استقبال.

وأنه بالرغم من الظروف المتوترة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط عموماً الا اننا لم نال جهداً في عقد الاجتماع الثالث للجنة القطرية الكوبية المشتركة وهذا ان دل فانما يدل علي حرصنا جميعا علي تنمية وتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بوصفها ركيزة اساسية في تعزيز العلاقات علي مستوي القطاعات الأخري والتقريب بين الشعوب. وتظهر سجلاتنا بأن اجمالي حجم التبادل التجاري بين دولة قطر وكوبا قد ارتفع.ونحن نعتقد بأنه ما زال في الإمكان زيادة هذا الحجم الي مستويات اعلي في المستقبل، كما اننا نعتقد ايضا بأن مثل هذه اللقاءات سوف تعزز بالتأكيد جهودنا المشتركة لتوسيع التعاون الاقتصادي فيما بيننا في كافة المجالات المتاحة.

واضاف سعادة يوسف حسين كمال ان من اهم الملامح الاقتصادية لدولة قطر انها عكفت تحت رعاية حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدي، خلال الأعوام القليلة الماضية علي تحديث بنيتها التشريعية في كافة المجالات وعلي وجه الخصوص المجال الاقتصادي والتجاري والاستثماري وذلك بهدف مواكبة التغيرات الاقتصادية الدولية، وتهيئة المناخ الملائم لجذب رؤوس الأموال الأجنبية للاستثمار في العديد من المجالات ذات العائد المجزي، وتحقيق نمو اقتصادي مضطرد من خلال استراتيجية اقتصادية متوازنة قابلة للتطبيق والتي تقوم اساساً علي التنويع الاقتصادي وتحرير التجارة.

وقال لقد بذلت دولة قطر جهودا كبيرة وذللت الكثير من العقبات حتي أصبحت من الدول الرائدة عالمياً في صناعة وتصدير الغاز الطبيعي والمسال الي العالم، وركزت خلال الفترة الأخيرة في تطوير وتوسيع صناعاتها القائمة بزيادة طاقتها الانتاجية الي معدلات تتوافق والطلب العالمي علي منتجاتها مثل: الأسمدة الكيماوية والبتروكيماوية والكبريت والحديد والصلب، كما اتجهت الي الاستثمار في الصناعات كثيفة الاستخدام للطاقة مثل مصانع الفينيل وتسييل الغاز والميثانول وغيرها وروعي في جميع منتجاتها ان تكون بمستوي المواصفات القياسية العالمية.

كما تمكنت دولة قطر بنجاح من تطوير قطاعات مصرفية ومالية حديثة من خلال انشاء سوق الدوحة للأوراق المالية ومركز قطر المال لجذب وتوظيف رؤوس الأموال والاستثمارات المحلية والأجنبية. وتم اعداد خطة استراتيجية متكاملة لتطوير وترويج خدمات المناطق الحرة بما فيها تطوير أنظمة حديثة وقوانين مرنة لإدارة المناطق الحرة بصورة متكاملة، وتم اصدار القانون الخاص بعمل وادارة المناطق الحرة الاستثمارية بصيغة تتلاءم مع متطلبات المشاريع المختلفة، ومؤخراً تم احداث الكثير من التعديلات التشريعية لتطوير الأداء لمختلف قطاعاتنا الاقتصادية والتجارية لمواكبة المعايير الاستثمارية العالمية. وهيأت الدولة المناخ الملائم للقطاع الخاص للمساهمة في مشاريع البنية التحتية والاستثمار علي نطاق واسع.

وأضاف ان اهتمام حكومتنا بالقطاع الخاص ينبع من ايمانها بالدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه في عملية التنمية الاقتصادية، وتسعي الي زيادة وتفعيل هذا الدور ليشمل انشاء مشروعات مشتركة بين رجال الاعمال في دولة قطر ونظرائهم في كافة البلدان الأخري ونخص منها بلدكم الصديق.

وبهذه المناسبة أدعو رجال الأعمال في البلدين لبحث امكانية تأسيس شركات تجارية مشتركة في المجالات ذات الجدوي الاقتصادية وتحقيق الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة في البلدين.

وانني علي يقين بأن جدول اعمال الاجتماع الثالث لهذه اللجنة سيضع لبنة قوية تجاه تعاون بلدينا المستقبلي في المجال الاقتصادي والتجاري وستتبعه مجالات أخري في القريب، كما وانه سيخرج بنتائج مثمرة ممكنة التحقيق علي ارض الواقع لما فيه خير بلدينا.

وقالت سعادة السيدة مارتا لوماس موراليس وزيرة الاستثمار الاجنبي والتعاون الاقتصادي انه لشرف عظيم لي ان استقبلكم بصفتكم رئيساً بالمناصفة للدورة الثالثة من اجتماعات اللجنة الكوبية القطرية المشتركة، وكما تعلمون انه في شهر اغسطس الماضي اعلن الرئيس فيدل كاسترو للشعب الكوبي عبر رسالته الموجهة عن المشكلة الصحية التي تعرض لها واجبرته عن الابتعاد وعن مسؤولياته لعدة اسابيع نظراً للعملية الجراحية التي اجريت له وتعويضه المؤقت للقيام بوظائفه للجنرال راؤول كاسترو الذي تولي بصفة مؤقتة وظائف القيادة العليا للحزب والدولة والحكومة.

وكما أنه لا مناص من التنويه الي قمة حركة بلدان عدم الانحياز الملتئمة مؤخرا والتي تكللت بنجاحات كبيرة لقد تمكنت هذه الحركة مجددا من انعاش الافكار المتعلقة بالدور التوفيقي الذي يتوجب علي هذا المنير ان يلعبه امام الوقائع الخطيرة المتأتية عن احادية القطب التي تفرضها الولايات المتحدة ومن الضروري ان تحافظ حركة بلدان عدم الانحياز علي وحدتها في سبيل تحقيق القدرة علي اتخاذ القرار في تلك المداولات والدفاع عن مبدأ تعزيز تعددية الاطراف واحترام القانون الدولي.

ونتوجه بالشكر ايضا علي الاهتمام الذي ابدته بلادكم بأن تكون مقرا للقمة السادسة عشرة لحركة بلدان عدم الانحياز التي ستنعقد في عام 2012.

وقالت وزيرة الاستثمار الاجنبي والتعاون في كوبا: تبلغ وتيرة نمو اجمالي الناتج المحلي الحالية في اقتصادنا اكثر من 5ر12 بالمئة وتجاوزت هذه النسبة نمو اجمالي الناتج المحلي 8ر11 بالمئة المحرزة في الفترة نفسها عام 2005 واساس هذه الزيادة هو التطور السريع لخدمات القيمة المضافة نمت محافل البناء والنقل والاتصالات والتجارة.

تمت الصناعات في سبعة قطاعات منها وهي بناء الآلات غبر الكهربائية، الالكترونيات والادوات الكهربائية ،المنتجات المعدنية، المنسوجات ،مواد البناء، صناعة صيد السمك ،الكيمياء.

الانتاج المكافيء من النفط المحلي والغاز وصل الي حوالي مليون و244 الف طن خلال الربع الاول من السنة، اعتبارا من شهر يناير ولغاية شهر ابريل.

ما زالت متوفرة فرص العمل للجميع حيث لا تتجاوز نسبة البطالة 2 بالمئة.

وخلال السنتين الاخيرتين منذ الدورة الماضية من اجتماعاتنا المنعقدة في شهر مايو 2004 في الدوحة واصلنا عملية مراجعة عميقة لنتائج العمل الذي قام به كلا الطرفين.

واضافت اري بأننا قد احرزنا تقدما في جوانب كثيرة من التعاون بين البلدين غير انه ما زال امامنا الكثير الذي علينا القيام به وذلك سعيا لجعل العلاقات الاقتصادية والتجارية بذات مستوي العلاقات السياسية وهو ما تصبو اليه حكوماتنا وقائدانا الاولان ولهذا يجب ان يتوخي هذا الاجتماع تركيزنا علي تلك المسائل الهامة بالنسبة للتعاون الثنائي والتي لم نتمكن من تحقيقها بعد وكذلك البحث عن سبل واشكال تنفيذها الفاعل.

الصحة العامة هي حقل تتمتع كوبا فيه بطاقم عالي المهارة فأكثر من 25 الف مهني كوبي من مجال الصحة يقدمون خدماتهم في بلدان مختلفة من العالم الثالث وفي قطر ايضا هناك تواجد هام لواحد وخمسين متعاونا كوبيا ما بين اخصائيين وفنيين وطاقم تمريض يقومون بعمل بارز في ذلك البلد وبرأي ايضا انه يمكن لكوبا وقطر المشاركة في مجموعة من المشاريع الثلاثية في القطاع الصحي في بلدان فقيرة من العالم الثالث والمساهمة بهذه الطريقة في تحسين الصحة البشرية لهذه الشعوب.

وقالت نورا أننا نعبر عن استعدادنا لزيادة حضور متعاونينا من مجال الصحة في قطر وتغطية الحاجة من العاملين في المستشفي الذي يقام في مدينة دخان النفطية، وفي سبيل ذلك من الهام التجسيد العملي لفكرة تشكيل مجموعة عمل مشتركة، مما يسمح لنا بتحديد وتحضير الطاقم الذي سيعمل فيها، سعياِ لتحقيق أمنية قائدينا الأولين بتحويل هذا المستشفي الي رمز للتعاون بين كوبا وقطر.

ولدي كوبا تطور واسع في الصناعة الصيدلية الحيوية ونتمتع بمجموعة مستحدثة من المنتجات ذات الطراز الأول، والتي نأمل إدخالها الي السوق القطري، لم نحصل علي نتائج ملموسة حتي هذه اللحظة، ولهذا السبب طلبنا دعم السلطات القطرية في تحديد الشركات الصيدلية المهتمة في تسجيل وتسويق هذه المنتجات في ذلك البلد، سعيا لتحقيق هذا الهدف.

وكما أري بأن زيارة الوفد القطري من واحة العلوم والتكنولوجيا لبلدنا ستساهم بقدر كبير في التعرف علي الواقع الكوبي في قطاع التكنولوجية الحيوية، كما ستسمح بتحديد وبدء تطوير مشاريع مشتركة للبحث في هذا القطاع الهام والاستراتيجي.

وقالت الوزيرة الكوبية وكما لابد وأنكم لاحظتم في برنامج نشاطاتكم، أدرجنا زيارات لمركزين هامين، أولهما مركز الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية، وهو مكان يجري فيه بحث وإنتاج أدوية جديدة انطلاقا من الهندسة الوراثية، وجامعة قطر للعلوم المعلوماتية، حيث يتم تأهيل آلاف الشبان في أكثر معارف تكنولوجيا المعلوماتية تقدما.

كما أن الرياضة هي قطاع آخر طورنا فيه التعاون بين بلدينا وننظر بعين الرضا الي تواجد مدربين كوبيين في قطر، وكذلك الي تطوير قواعد تدريب في كوبا ولقاءات رياضية بين فرق البلدين، ولهذا السبب نأمل بأن تتوطد علاقات التعاون في هذا القطاع مع توقيع اتفاق التعاون بين اللجنتين الاولمبيتين لكلا البلدين: وأود أن أنتهز هذه المناسبة لأتمني التوفيق والنجاح لدولة قطر في تنظيم الألعاب الرياضية الآسيوية الخامسة عشرة التي ستعقد في الدوحة وذلك في ديسمبر القادم وهي ألعاب ذات أهمية خاصة للرياضة القطرية.

وأضافت إن مشاركة شركات ورجال أعمال من كلا البلدين في معارض ومحافل ترويجية هو جانب هام جدا أيضا في تعزيز العلاقات، حيث يشكل لحظة مثلي للقاء رجال الأعمال من البلدين وتحديد المنتجات والخدمات محل الاهتمام المشترك.

وفيما يتعلق بالتبادل التجاري، لقد شرعت الشركات الكوبية في تحديد المنتجات محل اهتمامها في السوق القطري، غير أننا لم نتمكن بعد من بلورة تحركات تجارية ملموسة، وذلك في كثير من الحالات لأسباب تتعلق بالتمويل، ولهذا فان الهيئات المختصة ستبحث بشكل مشترك في اطار هذه اللجنة المشتركة السبل والتسهيلات الممكنة لمنح قروض من أجل بلورة التجارة الثنائية.

والسياحة هي قطاع ديناميكي وهام جدا في بلدنا، ولهذا فإننا نقيم الامكانيات الواسعة المتاحة مع اقامة أول شركة مشتركة بين كوبا وقطر لبناء فندق زمَُُّّْ في جزيرة كاير لاغر الصغيرة بأنها رائعة. وكذلك يمكننا بحث رغبات أخري مقدمة من قبل الجانب القطري والتي ستسهل تواجد مستثمرين قطريين في بلادنا من أجل التعريف علي المنتج السياحي في كوبا والترويج له.

وعلي هذا الصعيد، ستساهم الزيارة المقررة لمجموعة التكيف المكونة من ممثلين من شركة الخطوط الجوية القطرية ووسائل صحفية قطرية لبلدنا، في معرفة المنتج السياحي الكوبي والتعريف به.

وقال مسؤولون من ناحية أخري نسعي الي التعرف المتبادل علي ثقافة كل من بلدينا هو أمر ضروري جدا لتعزيز أواصر علاقات التعاون، لقيم إحياء أسبوع الثقافة القطرية في كوبا في نهايات العام الماضي بأنه رائع، حيث سمح بتعريف شعبنا علي الموسيقي والفنون التشكيلية والفولكلور القطري، ونحمل اليوم علي إحياء أسبوع الثقافة الكوبية في قطر خلال عام 2007 الأمر الذي سيشكل، بدون أدني شك، خطوة متقدمة في علاقاتنا.

وأضافت الي أنه من خلال هذه الدورة الهامة من الاجتماعات التي تفتتحها سنوقع اتفاقات هامة مثل الاتفاق من أجل تفادي ازدواجية دفع الضريبة الجمركية والاتفاق التربوي والعلمي واتفاق الخدمات الجوية والاتفاق الجمركي والاتفاق بين هيئات الاذاعة والتلفزيون والاتفاقية بين اللجنتين الاولمبيتين، والتي ستوثق بدون شك العلاقات بين بلدينا.

وأظن أن الخبراء الكوبيين والقطريين المتواجدين هنا سيعملون في هذه الايام في البحث عن حلول ملموسة لتحركات التعاون التي أقرينا بحلها في قطاعات الصحة والتكنولوجيا الحيوية والتجارة والسباحة والصناعة الثقيلة والتربية والثقافة والنقل والرياضة وغيرها. وأخيرا، أود أن أعبر لكم عن قناعتنا بأن هذه الدورة الثالثة من اجتماعات اللجنة المشتركة التي نفتتحها اليوم ستسجل خطوة أسمي في علاقات التعاون بيننا، وهي مسؤولية تقع علي عاتق جميع الحضور.