لإرتباطها بارتفاع اسعار البترول في البدان العربية
حركة الاستثمارات تزدهر في وسط بيروت



ريما زهار من بيروت

تشهد حركة الاستثمارات في لبنان ازدهارًا في وسط بيروت مع مشاريع عالمية، اذ اعلنت احدى الشركات العقارية عن اطلاق مشاريع للشقق السكنية في سوليدير والتكلفة تبلغ نحو 150 مليون دولار اميركي، وفي المقابل اعلنت شركة استثمارية دولية اخرى عن شراء احد المباني في منطقة باب ادريس بما يقارب 13,5 مليون دولار، ووُصف المشروع في اطار تعزيز الاستثمارات في لبنان كمركز اقليمي ودولي للاعمال في الشرق الاوسط.ومع كل هذه الاستثمارات في لبنان يطرح السؤال ما الذي يحتاجه لبنان للمزيد من الاستثمارات فيه، وما هي العوائق التي تقف في وجه الاستثمار في لبنان؟ ولماذا وسط بيوت يشهد مشاريع استثمارية وليس سائر المناطق، وهل سيعود لبنان مركزًا اقليميًا ودوليًا للاعمال في الشرق الاوسط؟


خبير اقتصادي


يقول الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة لquot;إيلافquot; ان الاستثمارات في وسط بيروت تحدث منذ زمن بعيد، ويزيد في ايام الصيف لان لديه الجاذب كوسط اي مدينة، وبالتالي الاستثمارات فيه تكون في العقارات، والسبب الاساسي ان الدول العربية تشهد طفرة بترولية وبالتالي المواطنون العرب لديهم اليوم عشرات مليارات الدولارات الاضافية والتي سيستثمرونها ويوزعونها في البلدان بما فيها لبنان، وكلما كان سعر البترول مرتفعًا، سنشهد استثمارات مزدهرة في لبنان، وعندما ينخفض سعر البترول تقل الاستثمارات.


وما الذي يحتاجه لبنان للمزيد من الاستثمارات؟ يقول حبيقة:quot;لبنان بحاجة الى الاستثمار اكثر في قطاعاته الانتاجية، وليس العقارية، ونحتاج الى استثمارات في القطاع الخدماتي، والقطاع الصناعي والزراعي، وللاسف ليست موجودة، والقطاع السياحي لا يعني فقط الفنادق، بل هناك الكثير من المشاريع منها المؤتمرات وقصور المؤتمرات، ولو كانت الدولة تعرقل قصر المؤتمرات الذي كان مقررًا من الرئيس الراحل رفيق الحريري، ولكن بامكان القطاع الخاص ان يقوم به ونستفيد منه، ونحتاج الى مشاريع سياحية مثل quot;ديزني لاندquot; التي تجلب السياح، ونحتاج الى زيادة الثروة الثقافية التي نملكها، كقلعة بعلبك ومغارة جعيتا، وقلعة صور حيث هي بحاجة الى الكثير من الامور، وبالتالي هذه الامور لا تشهد استثمارًا بل نراه في الشقق فقط، وعلى الوضع السياسي الامني ان يتحسن، كذلك يجب تسهيل الامور الادارية، فاليوم رأينا ما الذي جرى بالنسبة لفندق الحبتور في سن الفيل حيث اعطي رخصة ثم سمعنا بان هناك 4 طوابق زيادة...
وهذه امور تبعد المستثمر، بالاضافة الى النظام الضرائبي، والاداري والقانوني الذي لا يزال بدائيًا وقديمًا.


العوائق
اما العوائق التي تقف في وجه الاستثمار في لبنان فيلخصها حبيقة بالتالي:quot;ادارة الدولة، والاجراءات القانونية والادارية والضرائبية والعوائق الامنية السياسية. اما اي بلدان تستثمر اكثر من غيرها في لبنان، فيقول حبيقة:quot;الدول العربية وبينها في المرتبة الاولى المملكة العربية السعودية، كمواطنين، وقد يأتي الاستثمار العربي باسم لبناني وبالتالي قد لا نعرف المصدر. اما لماذا بالذات وسط بيروت يشهد مشاريع استثمارية وما الذي ينقص المناطق الاخرى حتى يُستثمر فيها؟ quot;وسط بيروت يملك البنى التحتية الجيدة، من طرق ومجار صحية والبنى الجميلة، وكل مدينة في العالم وسطها يجذب الناس والمستثمرين، كباريس مثلًا ونيويورك ولندن، وبالتالي ليس مستغربًا ان تحصل وسط بيروت على كل الاستثمارات، وسوليدير تقوم بتسهيلات للمستثمرين من ناحية الدفع ، والمستثمرون في كل مدينة يرون ان الاستثمار في وسط المدينة مربح على المدى البعيد وفي المناطق الاخرى البنى التحتية ضعيفة، والطرق عاطلة والاتصالات غير مؤمنة، والمواضيع البيئية مهملة وليس هناك تحفيز للاستثمار في المناطق.


هل سيعود لبنان مركزًا اقليميًا ودوليًا للاعمال في الشرق الاوسط؟ يجيب حبيقة:quot;للاسف لا نمشي في هذا الاتجاه، فوضعنا يشبه باخرة في البحر دون قبطان وتسير يمينًا وشمالًا، ولا نملك رؤيا لتوجه لبنان، وكلما تقدمنا خطوة تتقدم الدول المنافسة خطوات الى الامام، واليوم نرى دبي ونرى كم سبقتنا وكذلك قطر والبحرين. وبالتالي في لبنان المايسترو غائب وبالتالي quot;كل يعزف على موالهquot;.
فمؤتمر الحوار لم ينفذ توصياته، وهذا مؤشر، وكذلك الحكومة لا تستطيع تعيين موظفين اكفاء في الادارات العامة وورقة الاصلاح تراجعت ولا بديل عنها، فكيف يمكن ان نأمل خيرًا.


استثمارات المواطن
هل هناك تشجيع للاستثمار المواطن المحلي في بلده؟ quot;كلا لان الثقة مفقودة بين المواطن اليوم والسلطة في لبنان، ولا ثقة له بالنظام الموجود، وليس مندفعًا للاستثمار، بالاضافة الى عدم وجود حوافز للاستثمار بل عراقيل ادارية وسياسية، فيقرف قبل الاستثمار.


العجز
اما هل ازدهار الاستثمارات بامكانها ان تسد عجز لبنان المالي في المستقبل؟
يجيب حبيقة:quot;في المستقبل على مدى 10 سنوات اذا استطعنا انجاز نمو في لبنان بمقدار 5% كل عام متواصلة نكون خطونا الخطوة الصحيحة باتجاه تسديد الديون، ولكن اذا رأينا ما جرى العام الماضي حيث كان النمو بمقدار صفر وهذا العام بانتظار الموسم السياحي لكن النمو لن يكون مرتفعًا، ونترقب السنوات المقبلة، هل ستكون جيدة، وهل سنحقق 5% نمو على مدى 10 سنوات متتالية؟ اشك بهذا الامر لكن سنرى ما يخبئه المستقبل.