السياحة في لبنان تبحث عن مخرج


أربعة مليارت دولار خسائر اعتداءات إسرائيل على لبنان.
وزير السياحة المصري : جذبنا 4 ملايين سائح في ستة اشهر فقط .
وزير السياحة اللبناني : خسائرنا بالجملة وتوقعاتنا أصيبت في مقتل .
حربي عريقات : 2.8% نسبة مقبوضات السياحة العربية من إجمالي العالمية .
وصال ابو علم : المنطقة كلها ستتاثر ولكن في حدود .
هشام زعزوع : على لبنان ان تبحث عن البدائل وتستعيد ثقة سائحيها .

محمد الشرقاوي من القاهرة

رسم خبراء السياحة المصريين روشتة الخروج من الازمة الحالية في الاراضي السياحية من خلال قطاع السايحة باعتبارة قاطرة التنمية في بعض الدول مطالبين القائمين على النشاط السايحي بضرورة استعادة النشاط من جديد كمحاولة لاصلاح ما افسدته عمليات القصف والتدمير على الاراضي اللبنانية ndash; الا انه على الجانب الاخر حذر البخراء من تحول المنطقة الى منطقة قلاقل وعدم استقرار والتى ستؤثر بالسلب على كل الانشطة بما فيها السايحة في البلدان المجاورة ......السطور التالية ترصد الوضع وتصيغ الحلول للخروج من عنق الزجاجة .


في البداية تقول الدكتورة وصال ابو علم استاذ السياحة بكلية السايحة والفنادق جامعة حلوان ان دول العالم كله باتت تنظر الى الشرق الاوسط على انه منطقة قلاقل وعدم استقرار مشيرة الى ان سياحة لبنان لن تتاثر وحدها بل سياحة مصر والمنطقة كلها وسنسمع ونشاهد خلال الفترة المقبلة على تحولات في خريطة السياحة العالمية الى ان تشهد المنطقة استقرارا وامنا .

واضافت الدكتورة وصال الى ان العاملين في قطاع السايحة المصري والقائمين عليه يجب عليهم الاستعداد لجذب نسبه كبيرة من السياح التى تفد الى لبنان حتى لا نسمح للدول الاوروبية الاخرى ان تكون محط جذب هؤلاء السياح .

واوضحت ان مصر يجب عليها البدء في التريج والاستعداد والتنشيط السايحي لها وطمأنة العالم من وجود استقرار وامن في المنطقة وان لديها الامكانيات الكافية لاستيعاب عدد لا محدود من حركة السايحة العالمية والتاكيد على المزايا التى تتمتع بها مصر مقارنة بالدول الاخرى مشيرة الى ضرورة التركيز على ان مصر بها اماكن سياحية وصحية لا تقل عن مثيلاتها في اي بلد اخر ، وسيعتمد زيادة اعداد السايحة على كثافة الدعاية واهميتها خاصة وانها تاتي في موسم الصيف مع تقديم عروض جيدة للموردين السياحيين في المنطقة واقناعهم بالامكانيات المصرية .

وطالب هشام زعزوع مدير عام اتحاد الغرف السايحية المتخصصين السياحيين اللبنانيين والحكومة اللبنانية بتوخي الحذر وعدم الاستسلام للوضع الراهن ومحاولة إعادة صورة لبنان السياحية الى أذهان العالم ومحاولة استيعاب الأزمة الحادثة وأثرها على السياحة اللبنانية كوسيلة لتجاوز الآثار السلبية في اقرب وقت ممكن ،مؤكدا أن مصر تعرضت خلال الفترة الماضية الى 3 اعتداءات إرهابية أثرت بالسلب على سياحتها المحلية ومشيرا الى ضرورة استيعاب الدرس من التجربة المصرية والاتجاه قدما نحو التغلب على الأزمة الحالية للتخفيف من اثارا والبدء ببرامج توعية وتثقيفية لجذب السياح من جديد واستعادة وضع لبنان على خريطة السياحة العالمية والعربية أيضا والعمل على تفعيل كل الجهود للترويج والتسويق السياحي للحد من الآثار السلبية من خلال مجموعة بدائل.

وتقول رانيا سامي المستشار الاعلامي لشركة انتو ايجبت المتخصصة في المواقع السياحية على الانترنت ان الشركة بدأت تروج لاماكن مصر السياحية من خلال الانترنت كوسيلة لجذب اكبر عدد ممكن من السياح خاصة وان احداث لبنان الحالية جاءت في توقيت قاتل في موسم الصيف في المنطقة مؤكدة ان الانترنت بات الوسيلة لنقل الرسالة السياحية الاسرع والاكثر مصداقية لدى السائح .

ارقام مصرية


وقال وزير السياحة المصري زهير جرانه أن عدد السياح الوافدين الى مصر في الشهور الستة الأولى من العام الجاري 2006 وصل الى 4 ملايين و346 ألفا سائح في الفترة المقابلة من العام الماضي أي بزيادة نحو 84 الف سائح .


ووفقا لبيانات وزارة السياحة المصرية التى ظهرت في (مايو) من عام 2005 حول معدلات السياحة من منطقة الشرق الأوسط لمصر فقد وصل عدد السياح في الفترة من يناير / مايو 2005 الى 478260 سائح مقارنه ب 441504 سائح خلال نفس الفترة من العام الماضي (20049 وزيادة قدرها 8.33% ووصلت عدد الليالي السياحية في عام 2005 الى 5211758 ليلة وفي عام 2004 الى 4709594 ليلة بزيادة قدرها 10.66% وشملت قائمة التقرير دول مثل العراق والأردن والكويت وقطر وفلسطين وسوريا والإمارات واليمن .

من جانب آخر قالت وزارة التخطيط المصرية في أحدث تقارير المتابعة التابعة لها أن إيرادات السياحة المصرية قد ارتفعت بنسبة 5.5% لتصل إلي 4.25 مليار دولار في النصف الأول من العام المالي 2005/2006 خلال الفترة من يوليو حتي نهاية شهر ديسمبر الماضي ، كما بلغت قيمة الزيادة في إيرادات السياحة خلال نفس الفترة نحو 250 مليون دولار مقارنة بالعام الماضي له ، وأرجعت وزارة التخطيط الزيادة الي ارتفاع متوسط الإنفاق اليومي للسياح من 86 دولارا إلي 92 دولارا في اليوم مع ثبات القيمة المقررة للإنفاق اليومي في الربع الثاني للعامين الماضيين عند مستوي 102 دولار وأكدت الوزارة تراجع متوسط مدة الإقامة للسائح خلال الفترة من سبتمبر حتي ديسمبر الماضي مقارنة بالفترة المماثلة للعام السابق.


وأكدت حدوث تغيير في هيكل الحركة السياحية حسب الجنسية في النصف الأول عن العام المالي مقارنة بالفترة المماثلة حيث انخفضت نسبة سائحي أوروبا الغربية من 56% الي 50% لحساب الجنسيات الأخرى خاصة السياح الوافدين من منطقة الشرق الأوسط وبدرجة أقل نسبيا للسياح الوافدين من دول أوروبا الشرقية.

الوضع في لبنان
حيث أعلن وزير المالية اللبناني جهاد ازعور أن الأضرار المباشرة التي لحقت بالاقتصاد اللبناني منذ بدء الهجوم الاسرائيلي تقدر بنصف مليار دولار حتى خلال اليوم الثالث للضرب والاعتداء مشيرا الى أن الأضرار المباشرة تقدر بنصف مليار دولار لكن يجب اخذ هذا الرقم بحذر لانه لا امكانية على الارض لتقدير الخسائر، والاضرار تزيد كل لحظةquot;، بسبب مواصلة اسرائيل شن غاراتها على البنى التحتية، لا سيما على الطرقات وشبكات المواصلات.

وأضاف أن لبنان كان ينتظر حركة اقتصادية مع وصول السياح وكان هناك استثمارات جاهزة للقدوم، لكن في ظل الاوضاع الراهنة، سيكون من الصعب تحقيق نمو بنسبة 4 الى 5% الذي كانت الوزارة تتوقعه لهذا العام بفضل الموسم السياحي.
وكانت الحكومة تعول على رقم قياسي للسياح خلال سنة 2006 وهو 1.6 مليون زائر. الا ان ازعور شدد على ان لبنان قادر على الصمود، مؤكدا ان الأوضاع المالية مستقرة، ولا خطر على الليرة اللبنانية .

وأكد وزير السياحة اللبناني ان خسائر الكارثة تقدر بمئات ملايين الدولارات مشيرا الى ان ما كنا ننتظره في مطلع هذا الصيف، هو تدفق السياح الى لبنان بأعداد لم نشهدها منذ توقف الحرب، وهذا ما تبين من بعض البشائر والإحصاءات حين تبين ان عدد السياح الذين وفدوا الى لبنان خلال الأشهر الستة من السنة الجارية هو 631000 سائح اي بزيادة 24% عن سنة 2004 و50% عن سنة 2005. لكن ما حصل اعتبارا من بداية القصف يشكل نوعا من الخيبة على هذا الصعيد، لنا وللقطاع السياحي وللاقتصاد وككل، اذ ان الخسائر لا يمكن تقديرها منذ الآن، لكنها بالتأكيد قد تكون كارثية على كثيرين فضلا عن الخسائر المباشرة الناتجة عن الاعتداءات الاسرائيلية.

وعلى الجانب الاخر قدر بعض الخبراء الخسائر المبدئية للاقتصاد اللبناني بانها تقدر بأربعة مليارات دولار نتيجة الدمار الذي لحق بالبنية التحتية جراء العدوان الإسرائيلي ، في الوقت نفسه خفضت مؤسسة فيتش للتقييمات الائتمانية توقعها للتصنيف الائتماني للبنان من إيجابي إلى مستقر.


وقالت المؤسسة إن الهجمات على لبنان ستضر النشاط الاقتصادي خاصة السياحة كما ستتأثر عائدات الضرائب حيث يعاني لبنان أصلاً من مشاكل اقتصادية عديدة أبرزها ارتفاع حجم الدين العام إلى أكثر من 38 مليار دولار.
وعلى جانب الفنادق أكدت تقارير صحافية دولية وجود انخفاض حاد في نسبة الأشغال في فنادق بيروت والتي وصلت الى صفر.

سياحة عربية
وحذرت دراسة عربية أعدها الدكتور حربي عريقات عميد كلية العلوم الإدارية والمالية بالأردن من تراجع حصة الدول العربية في جذب السياح الأجانب إليها حيث أشارت إحصاءات منظمة السياحة العالمية أن عدد القادمين قد بلغ 698.8 مليون شخص وشكلت حصة الدول العربية منها 30 مليون شخص ويعني هذا أن الدول العربية استقطبت 2.9% من هذا الرقم فقط كما أن إجمالي المقبوضات السياحة العالمية قد بلغت 475.8 مليار دولار مقابل المقبوضات السياحية العربية التي بلغت 13.2 مليار دولار أي بنسبة 2.8% من إجمالي المقبوضات السياحية العالمية وهذا يعني تواضع حصة الدول العربية سواء من خلال الحركة السياحية العالمية أو من خلال المقبوضات السياحية العالمية بالرغم من وجود المقومات السياحية العربية الكبيرة مقارنة بالعالم اضافه إلى ذلك أن الحركة السياحية البينية العربية تمثل نسبة 38% من إجمالي الحركة السياحية وان النسبة البينية العالمية بلغت أكثر من 82% مما يدل على الضعف الكبير في السياحة البينية العربية.

وحول السياحة البينية العربية قالت الدراسة أن نسبتها من مجموع السياحة العالمية بلغت 22% في حيت بلغت السياحة العربية من أوروبا نسبة 60.7% وجاءت أسيا بنسبة 6.6% وأميركا بنسبة 4.4% في حين كانت حصة أفريقيا 1.3% .