مواطنون يشكون لإيلاف غلاءها
الأسعار تحاصر البحرينيين في رمضان


مهند سليمان من المنامة


مازال غلاء الأسعار في الأسواق البحرينية يرهق جيوب المستهلكين فيها ، فقد ساهم دخول شهر رمضان ورغم الرقابة المفروضة على السوق إلى إرتفاع الأسعار لأرقام خيالية وخصوصا في المواد الغذائية الخاصة بالشهر الفضيل ، أصحاب ذوي الدخل المحدود والميسورين أيضا اشتكوا من غلاء الأسعار لهذا العام واكد خلال جولة إيلاف في السوق أن الارتفاع لهذا العام كان كبيرا مطالبين الأجهزة المعنية بوزارة الصناعة والتجارة بتكثيف حملاتها على السوق وضبط الأسعار ومنع التلاعبات فيها. نور احمد المناعي كانت أول من التقت بهم إيلاف حيث قالت التسوق لشهر رمضان يختلف عن بقية الشهور بحكم خصوصية هذا الشهر حيث تنوع السلع وزيادتها، ولكن المبالغة في عملية شراء المواد الغذائية عند البعض أصبحت عادة اقبل عليها الكثيرون وهذه العادة ينبغي أن تكون عبادة وليس منافسة بشراء ما لذ وطاب من المواد الغذائية والتي لا تحتاجها ويكون مصيرها المستودع عند البعض وللأسف الشديد يكون مصيرها صناديق القمامة، فهناك من يتسوق ولكن بشكل معقول وبما يكفي حاجته وحسب ما نشاهده أن التركيز يكون على شراء الأرز لتوقعهم زيادة أسعاره نهاية الشهر بسبب زكاة الفطر، وهذا الأمر محصور لدي بعض كبار السن لأنهم تعودوا علي هذا الشيء منذ القدم وذلك من اجل الصدقات والهبات للفقراء والمساكين اثناء هذا الشهر الفضيل.

المواد في غلاء مستمر

quot;إن أصحاب ذوي الدخل المحدود والذين لديهم اسر كبيرة يعيلونها لم يبق في استطاعتهم تحمل موجات الغلاء المستمرة التي طالت معظم الاحتياجات اليوميةquot; هذا ما قاله المواطن حسين الدرازي عن غلاء الأسعار وأضاف quot; وطال ارتفاع الأسعار معظم المواد الغذائية كاللحوم والأسماك والخضر والفواكه والألبانquot;.


ويؤكد حسين انه لاحظ ارتفاعا في الأسعار بأكثر من 40% تقريبا في بعض الأحيان، فالمواد التي كنت اشتريها بـ 4 دنانير أصبحت الآن بـ 5 دنانير وأكثر، أنها نفس المواد في عربة التسوق ونفس الحجم، إلا ان الفاتورة أصبحت أعلي، وارجع السبب في ذلك الارتفاع الي تزايد الإقبال علي شراء المواد الاستهلاكية، وخاصة المواد الغذائية بمعدل يتراوح بين نسب عالية بسبب حلول الشهر الفضيل، فقد أسهم ارتفاع أسعار النفط الي مستويات قياسية في التأثير في ارتفاع اسعار المواد الاستهلاكية لارتفاع رسوم النقل والشحن.


ويرجع مهدي حسن السبب إلى حدوث الزحام في أكثر المواد الغذائية مما يربك المستهلك ويجعله يقوم بشراء أشياء قد لا يكون محتاجا إليها إلى الوقت الضيق حيث يتم صرف الراتب في نهاية شهر شعبان بخمسة أيام مما يجعل هناك زحاما وعشوائية في الشراء ويري ان هذا لا يقتصر علي محلات المواد الغذائية أثناء قرب شهر رمضان المبارك بل المطاعم كذلك تعاني نفس الشيء فيجب ان يوضع حلا لهذه المسألة بأن يقدم الراتب خمسة أيام أخرى فيسلم في العشرين من شعبان بدلا من الخامس والعشرين كحل استثنائي.

تقلبات في الأسعار

ويرى علي الياسي ان الارتفاع يعود إلى ان تجار التجزئة يضعون هامش ربح مرتفع لا مبرر له ولا يدخل في سلم تكاليف السلعة، فحاليا تمر الأيام ذاتها من كل عام حيث يبدأ أرباب الأسر الاستعداد قبل أيام لشراء حاجاتهم من الأسواق وسط جدل في ما يتعلق بتوفر السلع الغذائية وتقلبات في الأسعار، فالمحلات التجارية أعلنت ان السلع متوفرة في الأسواق وبأسعار معقولة بينما ينصدمون الزبائن حينما يرون عكس ذلك علي ارض الواقع، وكل يبرر حيث ما يشاء فشركات التوريد تلقي باللوم علي المتاجر الكبيرة في موجة الغلاء التي تزيد من هوامش الإرباح بصورة غير مبررة، والعكس كذلك بالنسبة لمبررات المحلات التجارية.

ويؤكد سيد علي العالي ان أصحاب المحلات والتجار لن يتفقوا ويتحدوا علي أسعار ثابتة معينة حيث جاء الارتفاع محصلة لنمو أسعار مجموعة السلع والخدمات الاخري، مثلا كأسعار مجموعة المواد الغذائية مثل الحبوب واللحوم والاجبان ومنتجاتها والزيوت والدهون والسكر والحلويات والمشروبات والمرطبات قد ارتفعت بنسب متفاوتة نتيجة ارتفاع أسعار المنتجين الصناعيين بسبب أسعار العملات وارتفاع أسعار المواد الخام في السوق العالمية، وكذلك قرار الحكومة برفع أسعار المشتقات النفطية ورفع نسبة الضريبة العامة علي المبيعات.

الغرفة واثقة من استقرار الاسعار


بالرغم من الشكاوى المتكررة من المستهلكين إلا أن غرفة تجارة وصناعة البحرين اعربت عن ثقتها في حرص القطاع التجاري في المملكة على استقرار أسعار السلع الغذائية خلال شهر رمضان المبارك، وأبدت تقديرها للجهود المبذولة من القطاع في سبيل توفير مخزون من السلع الغذائية والتموينية خلال الشهر الفضيل، وأكدت في بيانها بأنها تتابع الاستعدادات التي تمت ولازالت فيما يخص توفير المواد الغذائية خلال شهر رمضان المبارك، وهي على ثقة بأن تجار المواد الغذائية من مستوردين ومنتجين مدركين لمسؤولياتهم تجاه متطلبات المستهلكين في الشهر الفضيل، وبذلوا جهوداً طيبة في توفير مخزون غذائي كافٍ ، وأنهم بالإضافة إلي ذلك حريصون على ثبات واستقرار أسعار السلع الغذائية والمواد التموينية خلال الشهر المبارك .