اخر المستجدات العالمية لصناعة الغاز
ايلاف - عواصم
طهران تدفع موسكو إلى تشكيل تكتل يجمع مصدري الغاز
أعلن مرشد الثورة الإسلامية الإيرانية علي خامنئي خلال اللقاء مع أمين مجلس الأمن الروسي في طهران أنه يرى إمكان إنشاء منظمة للتعاون المشترك في مجال الغاز على غرار quot;أوبكquot; مشيرا إلى أن نصف احتياطي العالم من الغاز الطبيعي موجود في روسيا وإيران.
ولا يرى الخبراء إمكانية أن يصار إلى إيجاد المنظمة الخاصة بالبلدان المصدرة للغاز على غرار منظمة البلدان المصدرة للنفط في وقت قريب، ولكنهم لا يستبعدون بالنظر إلى استمرار مناقشة هذه الفكرة من قبل قادة البلدان المعنية أن يتوصل مصدرو الغاز في النهاية إلى اتفاق لتطبيق الفكرة. وفي هذه الحالة ستواجه أوروبا كأهم مستورد للغاز في العالم تكتلا أقوى نفوذا في مجاله من quot;أوبكquot; التي تجمع 11 دولة تملك مجتمعة نحو ثلثي احتياطي العالم من النفط ولا تنجح أحيانا في التوصل إلى اتفاق فيما بينها في حين يمكن أن يكون وضع quot;أوبك الغازquot; احتكاريا في مجال الغاز لأن أكثر من 57% من احتياطيات العالم المؤكدة من الغاز موجودة في ثلاثة بلدان فقط هي روسيا وإيران وقطر.
وأثارت فكرة تشكيل التكتل الذي يجمع مصدري الغاز قلق حلف شمال الأطلسي أيضا. وحذرت لجنة الحلف الاقتصادية من أن تكتلا كهذا من الممكن أن يجمع روسيا والجزائر وليبيا وقطر وجمهوريات آسيا الوسطى وإيران quot;سيضع نصب عينيه استخدام سياسة الطاقة لتحقيق الأهداف السياسيةquot;.
ونفى المسؤولون في روسيا والجزائر صحة افتراضات من هذا القبيل. ولكن خبراء في روسيا اعتبروا أن الفكرة تستحق الاهتمام ويمكن أن تكون مجدية من الناحية الاقتصادية في حال تطبيقها. ويشير أحدهم ألكسي غروموف إلى أنه لا توجد في عالم اليوم منظمة تمثل مصالح البلدان المصدرة للغاز في حين تتكاثر اتحادات البلدان المستهلكة.
ويرى خبير آخر هو أوليغ جيلين، نائب رئيس جمعية الغاز الروسية، أن وجود quot;أوبك الغازquot; سيتيح لمنتجي الغاز فرصة لتحديد الإنتاج المطلوب للسوق حتى ترضي أسعار الغاز المنتجين والمستهلكين على السواء. ويتوقع الخبير أن يثير تشكيل التكتل الذي يجمع مصدري الغاز رد فعل المستهلكين السلبي مشيرا إلى quot;أنهم كانوا قد اتحدوا لكي يملوا الأسعار المناسبة لهم على منتجي هذا النوع من الوقودquot;.
ولم يعلق أي مسؤول روسي على اقتراح مرشد الثورة الإسلامية الإيرانية حتى الآن. وقال موظف في وزارة التنمية الاقتصادية والتجارة في تصريح صحفي إنه لا يرى ما يقتضي تشكيل التكتل الذي يجمع مصدري الغاز quot;خاصة أن إيران تخضع لضغوط خارجية خطيرةquot;.
واعتبرت الباحثة الروسية نينا ماميدوفا من معهد الاستشراق أن quot;إيران مستعدة لتترأس منظمة دولية لمصدري الغازquot;.
واعتبر مصدر في وزارة الخارجية الإيرانية أن اقتراح اية الله علي خامئني بتشكيل quot;تكتل الغاز برئاسة موسكو وطهرانquot; يمثل quot;دليلا آخر على الإقرار بأهمية روسياquot;. ولم يستبعد المصدر إمكانية أن تنضم بلدان أخرى إلى quot;تكتل الغازquot;، خاصة الجزائر مشيرا إلى أن العلاقات الإيرانية الجزائرية تشهد تطورا.
روسيا وبيلوروسيا تتفقان على تحديد أسعار النفط
وقعت شركة quot;بيل نفط خيمquot; المسؤولة عن تزويد المصافي البيلوروسية بالنفط الخام وعدد من الشركات النفطية الروسية بما فيها quot;روس نفطquot; وquot;لوك أويلquot;، اتفاقية تشتري بيلوروسيا بموجبها النفط الروسي بسعر 232 دولارا أمريكيا للطن ابتداء من 1 فبراير 2007. والآن تبيع الشركات الروسية النفط إلى مصانع تكرير النفط البيلوروسية بسعر لا يقل عن 276 دولارا للطن.
وكان الرئيس البيلوروسي الكسندر لوكاشينكو قد وجه تحذيرا إلى الشركات النفطية الروسية قال فيه إنه إذا تمادت في بيع النفط إلى بلاده بأسعار quot;تزيد عن الأسعار العالميةquot; فقد تفرض الحكومة البيلوروسية التعريفة الجمركية على النفط الذي تضخه إلى أوروبا عبر بيلوروسيا. والأغلب أن مصدري النفط الروس تأثروا بالتحذير لأن أكثرهم وقعوا الاتفاقية.
ويرى محللون أن هذه الأسعار ستتيح للمصافي البيلوروسية تحقيق الربح عندما تصدر منتجاتها إلى الخارج.ويذكر أن روسيا تعتزم توريد 5ر21 مليون طن من النفط لبيلوروسيا خلال عام 2007. وتعاملت مصانع تكرير النفط البيلوروسية بالكمية ذاتها في عام 2006.
الكسي فاسيلييف يؤكد على ضرورة تطوير التعاون بين روسيا والسعودية في مجال النفط والغاز
أكد مدير معهد أفريقيا التابع لأكاديمية العلوم الروسية، المندوب الخاص للرئيس الروسي لشؤون الاتصالات مع زعماء الدول الأفريقية الكسي فاسيلييف على وجود إمكانية لتنسيق عمل روسيا والسعودية في مجال إنتاج النفط والغاز والتنقيب عنهما.
وشدد فاسيلييف في مؤتمر صحفي عقده في مقر وكالة نوفوستي على أن مجال الخلافات بين روسيا الاتحادية والمملكة العربية السعودية قد تقلص إلى أدنى حد.
وأشار إلى أن السعودية تملك حوالي ربع الاحتياطي العالمي من النفط في حين تقل تكاليف إنتاج النفط في هذا البلد عن مثيلاتها في البلدان الأخرى. وذكر أن روسيا بمساحتها الواسعة تستطيع مضاعفة صادراتها من النفط والغاز. وأضاف: quot;تعمل حاليا شركات روسية في المملكة العربية السعودية في مجالي إنتاج النفط والغاز والتنقيب عنهما. كما تتمتع روسيا بقدرة تنافسية كبيرة في مجال بناء أنابيب نقل الغاز في السعوديةquot;.
وأعرب فاسيلييف عن الأسف لأن حجم التبادل التجاري بين البلدين مازال دون مستوى الطموح. وذكر أن السبب في ذلك يعود إلى قلة المعلومات الاقتصادية المتوفرة لدى كل طرف منهما عن الطرف الآخر.
تخوف الاتحاد الأوربي من تعاون روسيا والجزائر ربما ناجم عن تزايد نشاط الشركات الروسية في سوق الطاقة
قال مساعد الرئيس الروسي سيرغي ياسترجيمبسكي في مؤتمر صحفي إن تخوفات الاتحاد الأوروبي التي ترتبط بتعاون روسيا والجزائر ربما ناجمة عن تزايد أنشطة الشركات الروسية في هذه السوق بصورة فعالة أكثر.
وأوضح لدى تناول خطط التعاون أنه quot;تجرى مناقشة إمكانية الاستخراج المشترك للغاز أو تبادل الموجوداتquot;.وأشار ياسترجيمبسكي إلى أن قضية تأسيس اتحاد غازي في الغالب مختلقة لأن وسائل الإعلام الغربية تميل إلى إيجاد quot;فكرة شريرة لروسيا في كل شيءquot;.
روسيا تتطلع إلى الدخول في شراكة مع الجزائر
في وقت يحاول فيه الاتحاد الأوروبي ممارسة الضغط على شركة الغاز الروسية quot;غاز برومquot; التي يحصل منها الأوروبيون على كميات كبيرة من الغاز تسعى روسيا إلى الدخول في شراكة إستراتيجية مع أحد أهم مصدري الغاز - الجزائر.
وتنفي المصادر الرسمية أن تكون روسيا تبحث مع الجزائر إنشاء منظمة من شأنها أن تجمع البلدان المصدرة للغاز على غرار منظمة البلدان المصدرة للنفط quot;أوبكquot; كما يقول الصحفيون. وعلى أي حال فإن ما تفعله موسكو يدل على أن روسيا تحاول الدخول في تعاون وثيق مع أحد أهم مصدري الغاز. وإذا حصل ذلك فسوف تصبح أوروبا في وضع صعب. والسؤال هو هل تقدم الجزائر على خطوة من شأنها أن تعقد علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي؟
وقد بدأ الاتحاد الأوروبي يضغط على روسيا لجهة المصادقة على ما يسمى بميثاق الطاقة الذي من شأنه أن ينهي وضع quot;غاز برومquot; الاحتكاري في مجال نقل الغاز الذي يستخرج في روسيا وآسيا الوسطى إلى المستهلك الأوروبي، بفتح أنابيب الغاز المارة بروسيا أمام الشركات الأجنبية.
ووجه مسؤول في شركة quot;غاز برومquot; - الكسندر ميدفيديف، نائب رئيس مجلس إدارة الشركة - بدوره تحذيرا إلى الأوروبيين قال فيه: quot;من الخطأ تجاهل رأي منتجي الطاقةquot;.وفي الوقت نفسه تحاول روسيا استمالة بعض أعضاء الاتحاد الأوروبي، خاصة ألمانيا التي اقترح عليها المسؤولون الروس ان تصبح مركزا لتوزيع الغاز الروسي في أوروبا.
كما بدأت روسيا محادثات مع مصدري الغاز الآخرين، خاصة الجزائر التي تصدر نحو 60 مليار متر مكعب من الغاز إلى أوروبا في السنة. وتورد روسيا 5ر2 مثل ما تورده الجزائر من الغاز للمستهلك الأوروبي. وبصفة الإجمال يستورد الاتحاد الأوروبي ما لا يقل عن 35% من احتياجاته من الغاز من روسيا والجزائر.
وكان وفد روسي برئاسة وزير الصناعة والطاقة يجري المحادثات في الجزائر في الوقت الذي التقى فيه الرئيس الروسي بوتين المستشارة الألمانية ميركل.
ودعت شركة الغاز الروسية شركة سوناطراك الجزائرية إلى المساهمة في عدد من مشاريعها لاستخراج الغاز في روسيا. وقال مسؤول في الشركة الروسية إن الجانب الجزائري اختار أربعة مشاريع من ثمانية مشاريع.ولم تعط الشركة الروسية تفاصيل إضافية. ويرجح ان تقع حقول الغاز التي تريد quot;غاز برومquot; الاستعانة بالشركة الجزائرية في استثمارها في غرب سيبيريا.
وإذا أخذت خطط التعاون بين روسيا والجزائر في مجال صناعة الغاز طريقها نحو التنفيذ فسوف يتزايد تأثير أهم مصدرين للغاز إلى أوروبا. ولكن ليس معروفا بعد ماذا سيكون رد الجزائر وما إذا كانت ستلبي عرضا قدمته روسيا.
التعليقات