دبي: افتتح اليوم رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي في فندق سانت ريجيس في روما quot;لقاء مجموعة الشركاء الاستراتيجيينquot; لمصرف انفستكورب، المؤسسة المالية المتخصصة في ادارة الاصول والاستثمارات البديلة والتي تعمل من نيويورك ولندن والبحرين.
وقد حضر اللقاء وزير الداخلية الايطالي جوليانو أماتو وعدد من اعضاء quot;مجموعة الشركاء الاستراتيجيينquot; والتي تضم خبراء ماليين دوليين ومستثمرين واعضاء في مجلس ادارة المصرف وشركاء وكبار العاملين فيه.

وقد رحب الرئيس التنفيذي للمصرف نمير قيردار برئيس الوزراء الايطالي واعضاء المجموعة لافتاً الى ان هذا اللقاء الدوري قد عقد سابقاً في الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا والمانيا و اليوم روما quot;عاصمة العالم ونقطة التقاء التجارة والسياحة من اوروبا وعبر آسيا والشرق الأوسط، والتي تركت أثراً عظيماً في دول عربية مثل الاردن وليبيا والعراق ولبنان ومصرquot;
واضاف قيردار أن رسالة quot;انفستكوربquot; هي أن يكون جسراً للوصل بين الشرق والغرب لا سيما من خلال خطوط العمل التي تملكها وهي الاستثمار في الشركات الخاصة وصناديق التحوط والاستثمار في التكنولوجيا والاستثمار العقاري في الغرب وحديثاً خط العمل الجديد quot;صندوق الفرص الخليجيةquot;.

اشاد قيردار بصفات رئيس الوزراء الايطالي برودي quot;هذا الرجل العظيم الذي اثار اعجاب العالم لا سيما منه كونه صاحب نجاحات في اربعة مجالات كبرى، وهي أولاً كونه الاكاديمي، استاذ الاقتصاد، وثانياً رجل الاعمال الناجح رئيس احدى كبرى الشركات القابضة، وثالثاً رجل السياسة الناجح ورابعاً رجل الدولة الذي حظي بمكانة مرموقة من خلال ترؤسه للاتحاد الاوروبي.quot;

ومن ثم تحدث برودي فشكر لقيردار مقدمته ثم هنأ quot;انفستكوربquot; على النتائج التي حققتها في السنوات ال25 الماضية. واضاف ان التاريخ ارغمه على التقدم بالاتحاد الاوروبي نحو الشرق ولطالما سئل لماذا لا يكون التقدم نحو الجنوب؟
واعتبر ان سقوط جدار برلين حتّم الاتجاه نحو الشرق لكن الخطوة التالية التي نعمل عليها اليوم هي الاتجاه بالاتحاد الاوروبي نحو الجنوب، أي منطقة البحر المتوسط.
واذ لفت الى وجود بعض الحساسيات في الاتحاد الاوروبي تجاه ذلك، واستحالة بناء اجماع على هذه الخطوة، لكن اكد العمل جار نحو بناء تكامل اقتصادي مع منطقة البحر المتوسط.
واعرب عن سعادته بلقاء هذا العدد من المستثمرين عبر انفستكورب, مضيفاً ان بلاده تعاني بعض الضوابط بسبب الاورو، ومستعيداً انها شهدت تطوراً اقتصادياً كبيراً بعد الحرب العالمية الثانية رغم ما تلاه من تعديل لقيمة العملة بعد ذلك.
واشار الى أن ايطاليا هي اليوم ثاني اكبر دولة صناعية في اوروبا، والى انه يتوقع أن يرتفع معدل النمو في ايطاليا ليصل أكثر من معدل نمو الاتحاد الأوروبي.

ولفت الى ان بلاده تجري اصلاحات اقتصادية لتشجيع الاستثمارات، لافتاً الى أن في ايطاليا الفي شركة متوسطة الحجم تعمل في مجالات صناعية مختلفة، والى أنها تعمل للتقدم في ثلاثة مجالات: البنية التحتية، الابحاث والتطوير والسياحة.
وفي السياسة لفت برودي الى بلاده تعمل مع الاتحاد الاوروبي لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط ولا سيما لجهة اجراء انتخابات رئاسية بسلام في لبنان، والتوصل الى ضمان حقوق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة وحل مسألى اللاجئين الفلسطينيين ، بالاضافة الى وقف العنف في العراق واجراء حوار مع جيرانه ولا سيما ايران وسوريا.
وعن ايران قال ان بلاده لاتمانع حصول طهران على تكنولوجيا نووية سلمية لكن من واجب المجتمع الدولي التأكد من أن هذه التكنولوجيا هي فعلاً سلمية، معتبراً ان أي حل عسكري سيكون كارثة.
وختم برودي بالدعوة الى تشجيع الشركات المتوسطة والصغيرة ولاسيما في مصر وتونس والجزائر في حوض البحر المتوسط، وحض المستثمرين على الاستثمار في التعليم، كاشفاً ان مشروعه هو بناء جامعات تكنولوجية تضم طلاباً بعدد متساو من الشمال والجنوب، مضيفاً ان هذه الجامعات ممكن أن تضم كليات للعلوم الانسانية في مرحلة لاحقة.
واعتبر ان هذا الامر ممكن أن تقوم به ايطاليا، وهو ربما متواضع، لكنه سيغير البيئة السياسية والاقتصادية في منطقة المتوسط.