ميركل تركز على مصادر بديلة والشرق الاوسط في خطط أمن الطاقة
برلين
جعلت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل من أمن امدادات الطاقة للاتحاد الاوروبي أولوية قصوى لرئاسة بلادها للاتحاد ويقول محللون انها ترغب في التركيز على مصادر بديلة للطاقة وإرساء الاستقرار في الشرق الاوسط.
وأصبح أمن الطاقة قضية سياسية كبرى لدى الاتحاد الذي يضم في عضويته 27 دولة منذ قطعت روسيا لفترة وجيزة امدادات الغاز الطبيعي الى أوكرانيا العام الماضي وكذلك بعد إغلاقها الشهر الماضي خط أنابيب يمد أوروبا بعشرة في المئة من احتياجاتها من النفط عبر روسيا البيضاء.
وتقول ميركل ان تنويع مصادر الطاقة لاوروبا على المدى البعيد هو الامر الاكثر أهمية لتحقيق إمداد آمن ومستقر بالطاقة وحتى لا يجد المستهلكون أنفسهم دون مصدر للطاقة.ويقول محللون ان المستشارة الالمانية لن تقدر على حل المشكلة بين عشية وضحاها غير أن بامكانها بالتأكيد البدء خلال الشهور الستة المقبلة.
ويقول هاجو فانكي أستاذ العلوم السياسية بجامعة برلين الحرة ان فكرة الحكومة الالمانية لتنويع مصادر الطاقة تهدف بالدرجة الاولى الى تقليص اعتماد أوروبا على النفط والغاز الروسيين.ويتمثل أحد الاحتمالات في زيادة مشتريات الاتحاد الاوروبي من النفط والغاز من النرويج رغم أن محللين يقولون ان النرويج لا يمكنها وحدها حل المشكلة ومنح الاتحاد الامن الذي يرغب فيه.
وقال فانكي quot;أحد الامور التي تركز عليها حملة أمن الطاقة التي تقودها ميركل هو التوصل الى اتفاق سلام في الشرق الاوسط... هذا هو سبب رغبة الاتحاد الاوروبي في التوصل الى اتفاق مع ايران. وفضلا عن ذلك... فهو يدفع بمصادر الطاقة المتجددة بين أنواع الطاقة.quot;وتمد روسيا الاتحاد الاوروبي بنحو ربع احتياجاته من الغاز الطبيعي والنفط مما يجعلها أكبر مورد خارجي منفرد للطاقة الى الاتحاد وبفارق كبير عن أقرب الموردين.
ورغم أن قلة داخل الاتحاد تعارض السعي وراء مصادر طاقة quot;نظيفةquot; متجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الا أن استيراد المزيد من شمال أفريقيا أو بناء خطوط أنابيب من ايران تمر عبر تركيا تعد من الافكار التي تنطوي على حساسية سياسية.
وتخوض ايران التي تمتلك احتياطيات هائلة من النفط والغاز مواجهة بشأن برنامجها النووي مع الغرب الذي يخشى من أن تكون ترغب في استخدام برنامجها لتخصيب اليورانيوم لانتاج وقود لصنع أسلحة نووية.
وتقول ايران انها غير مهتمة بانتاج أسلحة نووية وانها تريد فقط انتاج اليورانيوم المخصب لتشغيل محطات طاقة نووية سلمية. وحاولت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي دون جدوى اقناع ايران بوقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم مقابل حوافز.
وتتوق تركيا منذ فترة طويلة للانضمام الى عضوية الاتحاد الاوروبي لكن علاقاتها مع الاتحاد ازدادت توترا منذ جمدت بروكسل ثمانية من بين 35 quot;فصلاquot; في المفاوضات الخاصة بانضمام أنقرة للاتحاد.
غير أن الكسندر رار عضو المجلس الالماني للعلاقات الخارجية يقول ان الاتحاد الاوروبي يضع عينيه على خط أنابيب في المستقبل بين ايران والاتحاد.وقال quot;أنت بحاجة فقط لفتح الحدود بين ايران وتركيا. هذا بالضبط ما يريد الاتحاد الاوروبي أن يفعله.quot;
وأضاف رار أن الامر سيستغرق وقتا لتقليل الاعتماد على الغاز الروسي غير أنه أضاف أن ذلك سيكون ممكنا. وقال ان اوروبا نجحت في تنويع مصادر وارداتها من النفط عقب أزمة النفط قبل نحو ثلاثة عقود.
وقال أندرو ستيل المدير الاداري بمؤسسة تصنيف الجدارة الائتمانية فيتش والذي يعمل أيضا مستشارا للامم المتحدة بخصوص قضايا الطاقة ان المخاوف بشأن أمن الطاقة مبالغ فيها جزئيا.وقال quot;اذا حدث عجز... سيسيطر عندئذ أي شخص مستعد لدفع أعلى سعر على الوقود.quot;لكنه قال انه قد يكون من المجدي بالنسبة للاتحاد الاوروبي التفكير في انشاء نظام احتياطي خاص به للتعامل مع الاختناقات.
وتابع قوله quot;من المستحيل أن نشهد سيناريو توافق من خلاله دول على ترك احتياطياتها الاستراتيجية (الوطنية) القائمة تستنفد... يمكن انشاء نظام احتياطي استراتيجي للاتحاد الاوروبي. لكن سيتعين على الدول الاعضاء استثمار أموال فيه.quot;
وتأتي بعد ذلك قضية الطاقة النووية العائدة للانتشار في انحاء العالم وتعد قضية حساسة سياسيا في ألمانيا حيث ينقسم quot;الائتلاف الكبيرquot; الحاكم بقيادة ميركل والذي يضم الحزب الديمقراطي الاشتراكي ذو التوجه اليساري الوسطي والمحافظين المسيحيين الذين تتزعمهم المستشارة الالمانية. ويدور الخلاف حول ما اذا كان ينبغي لالمانيا وقف خطط للتخلي تدريجيا عن الطاقة النووية بحلول عشرينات القرن الحالي.
وقال ستيل quot;أعتقد أنه سيكون للطاقة النووية دورا أكبر في تنوع مصادر الطاقة للدول في المستقبل... انني على يقين من أنه سيكون هناك نهوض للطاقة النووية خلال العشر الى الخمسة عشر عاما المقبلة. لن أدهش اذا وصلت ألمانيا الى المرحلة التي تقرر فيها عدم غلق محطاتها النووية.quot;
التعليقات