السلطة الفلسطينية تعلن خلو قطاع غزة من الحمى القلاعية


سمية درويش من غزة


أعلنت السلطة الوطنية الفلسطينية، بعد أن دب الخوف والفزع في صفوف الفلسطينيين والمزارعين على حد سواء، خلو قطاع غزة من مرض الحمى القلاعية الذي يصيب قطاع المواشي، مؤكدة على قدرة طواقمها البيطرية محاصرة هذا المرض. وتعيش الساحة الفلسطينية، لاسيما قطاع غزة حالة من الفوضى والكوارث المتتالية والتي دشنت بفوضى السلاح وجرائم القتل منذ أكثر من عام ونصف العام، تم انتقلت إلى فوضى مياه المجاري التي أغرقت شمال قطاع غزة وتهدد حاليا مختلف مدنها، إلى أن وصلت إلى مرض الحمى القلاعية.


الدكتور محمد الأغا وزير الزراعة، ناشد المزارعين وتجار المواشي، الالتزام التام بتوجيهات الدوائر البيطرية التابعة لوزارة الزراعة على امتداد المحافظات الفلسطينية، مشددا على ضرورة عدم نقل المواشي من منطقة لأخرى، المصاب منها أو الغير ذلك، حتى يتسنى للفرق البيطرية التابعة للوزارة، القضاء على المرض.


ونفت وزارة الزراعة، أن يكون هذا المرض الذي يصيب المواشي، منتشرا في فلسطين، حيث قال الوزير الأغا، quot; منذ أن سجلت أول حالة للإصابة بمرض الحمى القلاعية، شمال الضفة الغربية منحت أقصى الاهتمام وتم متابعة الأمر باستمرار مع الإدارة العامة للبيطرةquot;، موضحا بان ما سجل من حالات أقل بكثير مما في دول الجوار.


وأوضح الأغا خلال مؤتمر صحافي، أن الإصابات التي تم تسجيلها في فلسطين ليست على درجة عالية من الخطورة، لاسيما وانه تم إحصاء 60% من مواشي الضفة الغربية، مشيرا إلى أن الإصابات التي رصدتها وزارته حتى الآن ليست على درجة عالية من الخطورة.


وأكد الوزير الأغا، وقف نشر مثل هذه الأخبار وعدم التصريح بها إلا من قبل ذوو الاختصاص لنقل الصورة بشفافية ودقة وموضوعية، مستذكرا ما سببه خبر انتشار مرض أنفلونزا الطيور في الأراضي الفلسطينية، من بلبلة ودمار للاقتصاد الفلسطيني.


ولفت الأغا، إلى أن وزارة الزراعة ومنذ أن تم اكتشاف الحالة الأولى من مرض الحمى القلاعية قبل نحو أربعة أشهر، طعمت الوزارة حوالي نصف مليون رأس من المواشي، في خطوة احترازية لمنع انتشار المرض.


وفسر الوزير الأغا، تصريحات الدكتور عزام طبيلة وكيل وزارة الزراعة، والتي اتهم فيها إسرائيل بتعمد تأخير وصول quot;الطعومquot; الخاصة بمرض الحمى القلاعية، المنتشر في مدن الضفة الغربية، وقال الوزير، quot;تصريحات طبيلة جاءت للضغط على الجانب الإسرائيلي للإسراع في توصيل اللقاحات اللازمة للأراضي الفلسطينية، وأضاف اجتياح نابلس وتدمير مبنى البيطرة التابع لوزارة الزراعة، تسبب في عدم توفير الاحتياطي اللازم من اللقاح المضاد لمرض الحمى القلاعية.
ونوه الأغا، إلى أن الاحتلال لم يكتف بهذا الاعتداء فقط، بل إنه يمنع سيارات الوزارة من التنقل بين مدن الضفة.


وفي سياق متصل، تحدث د. إبراهيم الأخرس مدير البيطرة في وزارة الزراعة، عن الجوانب الفنية والبيطرية للمرض، قائلا، quot; الحمى القلاعية مرض فيروسي يصيب المجترات وذات الطرف من الحيواناتquot;، موضحا أن هذا المرض يؤدي إلى اختلال في عملية الهضم والإنتاجquot;.
وأكد الأخرس، أن للمرض خطورة مباشرة اقتصادية تتمثل في نقص إنتاج الحليب في المواشي المصابة، وخطورة غير مباشرة تجارية، تتمثل في هزل المواشي.


وعرج الأخرس، على طرق التصدي لهذا المرض، لافتا الى أن الغرب يعمد إلى إعدام المواشي المصاب، بينما الشرق الأوسط يستخدم المصل أو اللقاح لتحصين المواشي السليمة من الإصابة بالمرض، مبينا أن للمرض سلالات عدة، منها ثلاثة في فلسطين، حيث حددت السلطة الوطنية هذه السلالات، وتقوم بالتحضير لاستيراد اللقاح المناسب.
وقال الأخرس، بان السلطة تحصن حوالي (1200.000) رأس ماشية سنويا، بتكلفة مليون دولار سنويا، موضحا بان هذا الأمر نادرا فدول الجوار تحص

ل رسوم من المزارعين مقابل اللقاح.
وأفاد أنه للاحتراز من المرض هناك ثلاث خطوات لابد منها، quot;حجر منطقة المرض وعدم السماح للمواشي بالتنقل خشية انتقال المرض، وتحصين مواشي المنطقة لمن زاد تحصينها الأخير عن 4 أشهر، بالإضافة إلى إبلاغ منظمة الأوبئة الحيوانية العالمية، بوجود المرض في البلاد.


ولفت الأخرس، إلى أن أكثر من 7 دول في الشرق الأوسط تسجل فيها المرض، وفي إسرائيل سجل في تشرين أول quot;أكتوبرquot; الماضي، بينما لم يظهر في فلسطين أي منذ أربعة أشهر فقط، معتبرا منطقة الشرق الأوسط منطقة موبوءة بهذا المرض.


وأوضح أن المرض لا يعرف الحدود، فهو ينتقل مع الرياح والطيور، إضافة إلى المواشي، مطالبا بتعاون قطري لحصر المرض وتحديد سلالاته، والتحصين الإجباري لكل الحيوانات، في سبيل القضاء على المرض كلية. وكانت وزارة الزراعة نفت صحة الأنباء التي تحدثت عن إخفاءها المعلومات حول مرض الحمى القلاعية، مؤكدة أن طواقمها سيطرت على المرض منذ اللحظة الأولى لظهوره، وتتابع عن كثب كافة المستجدات للحد من انتشاره