قبول الهاجري من الرياض
مع نشاط السوق السعودية في السنوات القليلة الماضية ودخول شرائح متعددة من شرائح المجتمع السعودي في خضم العملية الاستثمارية والنشاط المتوسع الذي شهدته سوق الأسهم،أصبح هناك الكثير من المفردات التي تسمعها لأول مرة،وتبقى مفردات التحليل الفني من أعمق وأكثر المفردات تداولا وأهمية بين أوساط المتعاملين،ولعل أبزر تلك المفردات هي مفردتيquot;نقاط الدعمquot; وquot;نقاط المقاومةquot;.
لقد أصبحت تلك المفردتين هي خيط الأمل الرفيع والمتين في آن معاً للمتداولين في السوق وهذا ليس قصراًُ على السوق السعودية فقط وإنما على كل أسواق المال عامة.ويعتمد تحديد تلك النقاط على مفهومquot;التحليل الفنيquot; وهو quot;دراسة السعر السابق و حركات السوق للتنبؤ بحركات السوق المستقبلية. و محاولة معرفة تحركات السوق المستقبلية عن طريق تحليل معلومات السوق كالرسوم البيانية، اتجاهات الأسعار و حجم التداولquot; .و حول نقاط الدعم والمقاومة فإنها تعني تحرك السوق فوق مستوى الدعم وتحت مستوى المقاومة. فمستوى الدعم يدل على قيم معينة سيجد السهم بعض الصعوبات لتتحرك أقل من مستوها،والعكس بالنسبة لنقاط المقاومة.
وبالعودة للسوق السعودية فلقد أثار تحرك السوق بعكس معطيات التحليل الفني الكثير من اللغط وإن السوق السعودية لا يمكن أن تتماشي مع معطيات التحليل الفني،quot;إيلافquot; التقت عدد من المحللين الفنيين والمتابعين للسوق السعودية والذين أكدوا على أن التحليل الفني علم لا يخطئ من احترفه وأن العلة ليس في التحليل الفني وإنما في تركيبة السوق المالية في السعودية.
فأوضح المحلل الفني ومدير شركة إي ستوك للمتاجرة بالأسهم عبدالرحمن السماري لـquot;إيلافquot; أن التحليل الفني هو مهارة وفن أكثر منه علم جامد،والتحليل الفني لا يغفل التحليل المالي إنما يستوعبه من ضمن معطياته الأساسية ، فالتحليل الفني يحتوى على العديد من المؤشرات والقوانين وهنا تظهر الفروقات الفردية في قراءة حركة السوق واتجاهات الأسهم السعرية الأمر الذي ينتج عنه اختلاف آراء المحللين الفننين باختلاف قدراتهم آخذين في الاعتبار أن التحليل سهل ظاهرياًُ ولا يخلو من الصعوبة للمتعمق فيه، لذا نشهد الكثير من الفروقات في التحليل الفني ومدى صوابه وذلك عطفاً على الفروقات بين المحللين وهذا أمر طبيعي واختلاف آراءهم لا يعني إخفاقاً في التحليل الفني كأداة، إنما ضعف في مستخدم هذه الأداة ودائما هناك من يخطي في توقعاتهم ومثلما هناك محلل يخطي في توقعاته فهناك العكس وبذلك الخطأ ليس من التحليل بل من المحلل ذاته.
وأضاف السماري أن السوق السعودي مثله مثل أي سوق ينطبق عليه التحليل الفني بدقة ولكن مصدر الصعوبة في السوق السعودي يمكن في سرعة حركته والسيولة الهائلة التي يقابلها عدد أسهم قليل،فسرعة الحركة تجعل التحليل الفني صعب ولكن لا تجعله غير ممكن . لكن هناك من يعمد إلى quot;تجهيلquot; المتداولين بالذات من قبل القوى الفاعلة في السوق، الذين يهمهم أن يظهروا التحليل الفني كأداة غير ناجحة مع التعامل في الأسواق المالية،فالتحليل الفني ليس أداة للتنبؤ بأداء السوق ولكن للتنبؤ بكل ماله قيمة رقمية متغيرة.
ومن جانبه يرى المحلل الفني وعضو جمعية الاقتصاد السعودي تركي فدعق أن التحليل الفني هو قياس لسلوكيات المتداولين،لكن البعض يستغلون ضعف هيكلية السوق للتحكم بالسوق وفق أهواءهم،لكن كل ما زاد تنظيم هيكلية السوق وزاد عمقها كل ما توافق سير السوق مع نتائج التحليل الفني. وأوضح فدعق أن السوق السعودية تتسم بالضحالة والهشاشة لمحدودية أسهمه وبهذا يستطيع الملاك الكبار التحكم في السوق.
وعلى نفس الصعيد يقول المحلل الفني عبدالله كاتب لـquot;إيلافquot; أن التوقعات تختلف من محلل إلى آخر بحسب ثقافة كل محلل ومعرفته بالسوق،والتحليل الفني يعتمد على قدرة الإنسان وبراعته في تحليل الأخبار المحيطة و انعكاساتهاquot;. لكن لا يمكن الجزم بأن السوق لا يسير وفق أصول التحليل الفني،فالمحلل الفني عادة ما يتجاهل كثير من العوامل الأساسية،لكن المحلل الناجح هو من يرى نقاط الدعم والمقاومة فلو ظهرت أمور غير متوقعة يرى أين أقصى نقطة يمكن أن يكسرها المؤشر مع ظهور أخبار متفاعلة من شأنها التأثير على حركة المؤشر وإلى أي مدى يمكن أن تؤثر في هذه النقاطquot;
- آخر تحديث :
التعليقات