محمد العلي من الدمام : رسم السعوديون آمالاً عريضة على خطوطهم الجوية للتمتع بالرحلات الجوية بأسعار مناسبة بالإضافة إلى الخدمات المميزة التي تقدمها خطوط الطيران قياساً بأقرب الدول المجاورة ، وذلك بعد دخول عدة شركات جديدة في الملاحة السعودية،كما تبادر إلى أذهانهم أن المنافسة على الطيران الداخلية سوف يدفع الخطوطquot;السعوديةquot; إلى التميز وخدمة العملاء بكل أريحية حفاظاً على علاقة أمتدت لسنوات طويلة منذ تأسيس النظام الملاحي الجوي في المملكة .
ومع بدأ موسم الصيف وضغط الرحلات الداخلية والخارجية أثبتت الخطوط السعودية عجزها عن المنافسة وتقديم الأفضل بأن خدماتها تراجعت بشكل لافت للأنظار، ولم تقف تلك الخدمات السيئة عند حد معين بل تجاوزت الحد المعقول في جميع المكاتب الأساسية والفرعية ، حيث باتت الخطوط السعودية مضرباً للمثل في عدم الالتزام بالوقت المحدد من جهة والاستخفاف بالمسافرين من جهة أخرى ، وبرزت خدمة العفش و خدمة الانتظار كأبرز الخدمات السيئة التي لم تجد لها الخطوط السعودية حلاً حتى الآن .
أحد المطلعين والمراقبين للوضع من داخل الخطوط السعودية أبلغquot;إيلافquot; أن فقدان الخطوط السعودية لعدد كبير من موظفيها المتمرسين وذوي الخبرة هو السبب في تراجع الخدمة المقدمة.
وقال أن عدد من موظفي الشركة قدموا تقاعداً مبكراً مستفيدين من quot;الشيك الذهبيquot; ذلك الشيك الذي بدأ الشركات العملاقة في السعودية باستغلاله للتخلص من بعض الموظفين الكبار وفتح المجال للكفاءات الشابة.وأضاف أن التوقيت كان خاطئاً فعدد الموظفين قليل لا يغطي الكم الهائل من المسافرين يومياً،كما أن الموظفين الجدد يفتقدون أسس التعامل مع الركاب بعكس الموظفين الذين تمرسوا سنوات طويلة.
ويحكي أحد المسافرين لـquot;إيلافquot;عن معاناته في السفر من مدينة الرياض إلى الدمام حيث يقول : حجزت من الرياض للدمام إلا إن حجزي كان على الانتظار فحاولت البحث عن وساطة لضمان مقعد في الرحلة إلا ن جميع الواسطات باءت بالفشل وانتظرت أربع ساعات داخل المطار املاً في الحصول على مقعد ، وبعد مرور أربع ساعات في الترقب و الانتظار ، عاملنا احد الموظفين بطريقة غير لائقة من خلال إغلاق مسار معين وطالبنا بالتوجه إلى مسار أخر ، وأنا هنا أتساءل من سيحمل العفش خصوصاً وان المسار الأخر بعيد بالإضافة إلى إن موظف الآمن طلب مني عدم اصطحاب العفش عن طريق العربة .
ويضيف مسافر أخر قائلاً انه والدته قامت بالسفر من الدمام إلى جدة وحاولت الدخول معها لتوديعها داخل صالة المغادرين إلا إن الأوامر لا تسمح بذلك ولم تكن لدي أي واسطة للدخول ، فغادرت المطار وبعد مرور ثلاث ساعات اتصلت بأخي الأكبر في مدينة جدة لأطمأن عنها إلا إن المفاجأة بانها لم تصل حتى الآن ، وعندما استفسرنا عن الأمر علمنا بان الرحلة تأخرت ثلاث ساعات
فيما يضيف مسافر أخر متحدثاً عن معاناته قائلاً في نهاية الصيف الماضي ومع كثرة الحديث عن السياحة الداخلية والإشادة بها !!! قررت السفر مع عائلتي (زوجة وابن وبنت ) إلى مدينة جدة وبعد انتهاء الرحلة لمدة عشرة أيام (مع ما فيها من منغصات ما يسمى بالسياحة الداخلية) وعند ذهابي لمطار جدة في موعد الحجز فوجئت بموظف الإستقبال يعطيني بطاقتي صعود فقط ويرفض إعطائي بطاقتي الصعود الخاصة بولدي وابنتي بحجة أن حجزهما ملغي، وحاولت جاهداً أن أوضح له أن رقم حجزنا واحد وأننا أتينا على هذا الحجز من الرياض فلا حجة لإلغائه، كما حاولت الحصول على كشف مطبوع يفيد بإلغاء الحجز إلا انه رفض وحولني على آخرين ولم يفيدوني بأي شي أيضا وفي هذه الإثناء تنقلت بين المكاتب بحثاً عن مخرج من مدير إلى موظف إلى مسئول لكن لا فائدة، أخيراً تذكرت رقم جوال زميلي في العمل الذي دائماً ما يعرض خدمات زملائه في مطار جدة فاتصلت به ولم يبق على الرحلة إلا ربع ساعة (مطار جدة ينقل المسافرين بالباصات إلى الطائرة) فبشرني خيراً وما هي إلا دقائق معدودة وبطاقة الصعود لأطفالي تكتب بخط اليد وتعطى لي ويعتذر الموظف عن الخطأ غير المقصود!!!!
هذه النماذج الثلاثة هي فيض من غيض للخدمات السيئة التي لا تليق بسمعة الخطوط العربية السعودية فهي تحظى بمكانة محترمة بين قطاعات النقل الجوي خارجياً إلا إن هذه السمعة السيئة اكتسبتها من خلال خدماتها ورحلاتها المحلية.