محمد العوفي من الرياض : كشف منتجو ألبان سعوديون أن أسعار الألبان مرشحة للزيادة خلال الأشهر المقبلة في حال زيادة أسعار المدخلات في الأسواق العالمية مما سيضطرها إلى رفعها مرة أخرى .

وأوضح مدير عام الصافي دانون في السعودية والخليج كريم منصور في تصريح لـ quot; إيلافquot;، أن استمرار زيادة الأسعار في الأسواق العالمية سيضطر منتجي الألبان إلى رفع الأسعار، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن جميع المؤشرات والمعطيات تشير إلى ارتفاع في تكاليف الإنتاج ( المدخلات ) خلال الأشهر القادمة من العام الجاري .

وأضاف أن نحاول السيطرة على الأسعار، وأن رفع الأسعار هو آخر الحلول التي يلجأ إليها المنتج، لافتًا إلى أن مجموعة الصافي دانون تحاول السيطرة على الأسعار من خلال عدة وسائل أبرزها الشراء بكميات كبيرة لكونه يساعد في تخفيض التكاليف، ورفع الإنتاجية على الرغم من إنتاجية الشركة تعتبر من أعلى الإنتاجيات في العالم .

وتابع أن وزير التجارة والصناعة تفهم خلال لقائه مع منتجي الألبان موقف شركات الألبان، وطالب الشركات بإعادة النظر في الموضوع، وترك الباب مفتوح دون تحديد موعد للقاء آخر مع وزير التجارة والصناعة .

وزاد أن غياب ثقافة الهلل لدي التاجر والمستهلك السعودي جعل المنتجون يعزفون على استخدام الرفع التدريجي البسيط في الأسعار ( الهللات ) خلال السنوات السابقة ممّا دعا الشركات المنتجة إلى رفع أسعارها بوحدة كاملة كالريال أو نصف الريال.

ومن جانبه، أرجع رئيس اللجنة الوطنية لمنتجي الألبان ومدير عام ألبان العزيزية محمد أنور جنان لجوء الشركات المنتجة للألبان إلى رفع أسعارها إلى ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج إلى مستويات قياسية.

وبين جان أن الارتفاع شمل معظم العناصر التي تساعد في إنتاج الألبان، مشيرًا إلى أن الأعلاف المركزة المستوردة ارتفاع في العام الماضي 2007 خصوصًا في النصف الثاني بأكثر من 60 % عما كانت عليه في 2006، وكذلك العبوات البلاستيكية التي زادت بأكثر من 20 % .
وأضاف أن الارتفاعات في الأعلاف شملت الذرة الصفراء التي صعدت أسعارها بنسبة 60%، وفول الصويا الذي قفزت أسعاره 100%، والشعير بنسبة 80%، وبذرة القطن بنسبة تتراوح بين 15-18 %، في حين أن الذرة البيضاء كانت أسعارها أعلى من المتوقع حيث كانت التوقعات أن يكون سعر الطن 400 ريال لكنه وصل إلى 700 ريال للطن الواحد، إلى جانب الفيتامينات والأملاح المعدنية التي تراوحت ارتفاعاتها بين 40- 100% .

ولفت إلى أن من الأسباب التي دعت منتجي الألبان إلى رفع ألأسعار هو ارتفاع تكاليف الصيانة وقطع الغيار بنسبة 55 % لكون معظم قطع الغيار مستوردة من دول الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن ذلك يعود إلى زيادة الأسعار بصورة طبيعية بسبب ارتفاع أسعار الحديد في العالم، وكذلك فرق العملة بالنسبة لليورو، إلى جانب ارتفاع تكاليف العملة مابين 18 ndash; 20 % نتيجة لعدم توفر العمالة لماهرة وذات الخبرة، ومطالبة الموجودين من العمالة بطلب أجور عالية، وكذلك زيادة تكاليف النقل والشحن.

أوضح أسعار الألبان في السعودية مرت من بداية الثمانينيات الميلادية حتى العام الجاري بتقلبات سعرية بين الانخفاض والارتفاع تبعًا لارتفاع وانخفاض تكاليف الإنتاج، ففي بداية الثمانينات كان سعر الليتر الواحد 5 ريالات واستمر ذلك حتى عام 1987م، وفي العام 1987م قام بعض المنتجين بتخفيض السعر إلى 4 ريالات واستمر ذلك حتى نهاية العام 1994، ثم زاد السعر إلى 4.5 ريال وظلت على ذلك حتى يوليو 2001 ثم نزلت الأسعار إلى 2003، مبيناً أن الشركات منذ 2005 وحتى 2007 وهي تعاني من زيادة متكررة في تكاليف الإنتاج مما دفها إلى رفعها أسعارها في الأسبوع الماضي.

وقد أبلغت شركات الألبان الطازجة الكبرى في السعودية منافذ البيع التابعة لها برفع أسعار منتجاتها من الحليب واللبن الطازج للعبوات سعة نصف ليتر، وليتر، وليترين، اعتبارًا من 3 كانون الثاني/يناير الجاري، بمتوسط 20% على السعر الحالي.

وفي المقابل دعت وزارة التجارة والصناعة منتجي الألبان إلى لقاء وزير التجارة في حينه، إلا أن اللقاء قدانتهي دون أن تحقق الوزارة إي تقدم في جعل الشركات تتراجع أو تعيد النظر في قرارها. لتصدر وزارة التجارة والصناعة بيانًا أكدت فيه على ضرورة إعادة شركات الألبان النظر في قرار رفع الأسعار مشددة الوزارة على مراعاة حاجة المستهلكين للحصول على منتجات الألبان بأسعار مناسبة خصوصًا في الوقت الذي تشهد فيه عدد من السلع ارتفاعا في الأسعار بالأسواق المحلية. وقالت الوزارة إنها استمعت في اجتماعها مع ممثلي منتجي الألبان إلى مبررات ممثلي الشركات التي دفعتهم إلى رفع الأسعار نتيجة زيادة تكاليف مدخلات الإنتاج، مبينة أن شركات الألبان أشارت بدورها إلى أن أسعار منتجات الألبان في السوق المحلي تعتبر الأقل مقارنة بالأسعار في العديد من الدول.