وجاء قرار البنك الفيدرالي الأميركي بتخفيض الفائدة كمحاولة سريعة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وحماية الاقتصاد الأميركي من كساد متوقع خلال الربع الأول من العام الحالي، وهو ما اعتبره الخبراء في مصر بصيص أمل، على اعتبار أن تخفيض الفائدة من الممكن أن يعطي دفعة قوية للأسهم ومن ثم استكمال مسيرتها .
وفي تعاملات اليومين الماضيين يكون مؤشر السوق المصرية قد فقد نحو 1395 نقطة أي بنسبة 12.5 في المئة، منذ أن حقق أعلى مستوى له في تاريخه خلال 13 كانون الثاني/يناير الجاري، عندما وصل إلى 11035 نقطة وهو أعلى مستوى وصل إليه في تاريخه. وانخفض المؤشر عن بداية العام 909.25 نقطة بنسبة 11 في المئة، متأثرًا بعمليات بيع قوية من قبل المستثمرين العرب والأجانب بسبب الانهيارات الحادة في معظم الأسواق الأوروبية والأميركية والعربية .
وحمل الخبراء التراجع الأميركي مسؤولية ما يحدث بالسوق المصرية والأسواق العربية والأوروبية والآسيوية، مؤكدين أن التراجع كان له رد فعل عنيف على أداء المستثمرين المصريين مما أدى إلى حالة من الانفلات والعشوائية في اتخاذ القرارات وردود الفعل المبالغ فيها. وتوقعوا أن تستمر فترات الهبوط لفترة محدودة يتخللها تحركات عرضية بالنسبة إلى التعاملات، إلى أن يعود الاستقرار والهدوء.
يقول خبير التحليل الفني عضو الجمعية الأميركية للمحللين الفنيين ورئيس قسم التحليل الفني في شركة الجذور للسمسرة أحمد حنفى لـquot;إيلافquot;، إن السوق تعرضت لعمليات تصحيح قوية للغاية، مستبعدًا أن تكون مجرد جني أرباح مما أدى إلى حالة من التوتر والقلق في تعاملات المستثمرين، مشيرًا إلى أن الاندفاع البيعي من قبل العرب والأجانب أدى بشكل كبير إلى هبوط البورصة متأثرة في الوقت نفسهبالانهيارات الحادة في السوق الأميركي وغالبية الأسواق الأوروبية والعربية .
وتوقع حنفي أن يستمر الهبوط خلال الفترة القليلة المقبلة، إلى أن تعاود البورصات العالمية استقرارها مرة أخرى. وأشار إلى أن السوق خرج عن التوقعات مشيرًا إلى أنه وفقًا للتحليل الفني كان من المفترض أن يواجه المؤشر حائط صد قوي وعنيف عند مستوى 9850 نقطة حيث كان متوقعًا ألا يتجاوز المؤشر الرئيس للبورصة case 30 هذا المستوى للأسفل، كما كان من المفترض أن يستقر فوقها لمدة يومين ومن ثم الارتداد إلى أعلى بقوة . ولكن ما حدث أمس الثلاثاء كان غير متوقعًا وخرج على المألوف والمنتظر. وتوقع أنه من خلال قراءة الواقع الحالي للبورصة أن يستمر الهبوط لفترة وجيزة وبأقل حدة، مما حدث خلال اليومين الماضيين .
كما تحدث لـquot;إيلافquot; محمد عثمان رئيس قسم التحليل المالي بشركة اورونايل للاستشارات المالية، فقال إن ما حدث بالبورصة من انخفاضات حادة ومؤلمة خلال تداول أمس الثلاثاء، أعاد إلى أذهان المستثمرين أحداث شباط/فبراير من عام 2006 الماضي وهو ما أدى إلى حدوث حالة من الارتباك بين المتعاملين، والذي تجلى من خلال قراراتهم البيعية التي سيطرت عليها العشوائية.
وأضاف أن البورصات العربية سبقتنا إلى الهبوط ببضعة أيام، وكان من المفترض أن نتوقع الهبوط في البورصة المصرية خلال هذه الأيام، ولكن جاء الهبوط أشد وطأة وأكثر حدة. كما أيد الرأي السابق للخبير أسامة حنفي الذي أكد فيه أن ما شهدته البورصة ليس عمليات جني أرباح، وإنما عملية تصحيحية عنيفة نوعًا ما. وتوقع أن يستمر الهبوط لعدة أيام إلى حين الانتظار لما ستسفر عنه الأيام المقبلة بالنسبة إلى الاقتصاد الأميركي ومعاودته لاستقراره وهدوئه مرة أخرى .
واعتبر عثمان أن التصحيح الحالي بمثابة فرصة جيدة للسوق والرجوع إلى الوضع الطبيعي من جديد لاسيما بعد وصول أسعار الأسهم إلى مستويات قياسية للغاية على مدار الأشهر الماضية . وأضاف أن هذا الوقت فرصة جيدة بالنسبة إلى المستثمرين لإعادة تأهيل محافظهم المالية وانتقاء للأسهم القيادية والنشطة، بعيدًا عن الأسهم الصغيرة والمجهولة .
- آخر تحديث :
التعليقات