إيمان العلمي من غزة: لليوم الثاني على التوالي لا زال الآلاف من الفلسطينيين المنهكين من الحصار الاسرائيلي المضروب على قطاع غزة منذ نحو ثمانية أشهر ، يتدفقون على نحو متسارع إلى مدينتي العريش ورفح المصريتين، وذلك للتزود بالاحتياجات الإنسانية من مواد أساسية غذائية وتموينية، التي انقطعت عن غزة منذ فرض إسرائيل الحصار عليها.

وبدا لافتاً التزايد المتوقع في عدد المغادرين صوب العريش، حيث قدرت مصادر فلسطينية ودولية متطابقة وصول نحو 700 ألف فلسطيني إلى العريش ورفح طوال اليوم وأمس، في خطوة منهم للتزود باحتياجاتهم، علما بأن القطاع يقطنه أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني.

ويأتي هذا التوافد الفلسطيني الذي سمحت به السلطات المصرية، بعدما فجر مسلحون الجدار الاسمنتي والحديدي الذي يفصل قطاع غزة عن مصر، ما أتاح الفرصة لمئات آلاف الفلسطينيين من سكان قطاع غزة إلى التوجه الأراضي المصرية، طوال ساعات النهار والليل.

ومنذ فجر أمس الأربعاء، وحتى ساعة كتابة هذا التقرير لا زال الفلسطينيون يتزودون بالمواد الأساسية من مدن رفح والعريش والشيخ زويد في شمال سيناء بالقرب من الحدود مع غزة ، حيث يعمل الفلسطينيون على نقل الكثير من الأصناف من البضائع والسلع إلى قطاع غزة.

وكان المواطنون الفلسطينيون خلال عودتهم إلى القطاع مثقلين بكميات كبيرة من البضائع والسلع الغذائية، والأدوية، والوقود، التي جلبوها معهم من الشطر الآخر من الحدود، حيث أوضح العديد منهم ممن التقتهم quot;ايلافquot; أن الأسواق في محافظة شمال سيناء ومدينة العريش المصرية شهدت حركة تجارية نشطة، لكنهم اشتكوا من سرعة نفاد السلع والبضائع من تلك الأسواق، معربين عن أملهم بأن يدفع التجار المصريون بكميات جديدة، تغطي حجم الطلب.

وتكاد شوارع قطاع غزة تخلو من المارة والسيارات كون معظم السكان توجهوا الى رفح في طريقهم الى العريش. وقام عدد من الفلسطينيين بشراء خراف واغنام من مدينة العريش بينما حمل مئات منهم اكياسا مليئة بمواد تموينية واساسية وغذائية، تقلها سيارات وعربات تجرها الحمير تدخل فارغة الى مصر وتعود الى غزة محملة بشتى مستلزمات الحياة.

ورغم الانفتاح الذي شهد القطاع منذ يومين إلا أن هذا الأمر لا يروق لإسرائيل، حيث هددت بقطع الاتصال مع غزة والانفصال عنه بعدما باتت حدوده مفتوحة على الجانب الاخر.

وشددت السلطات الاسرائيلية حصارها واغلاقها للمعابر المؤدية الى قطاع غزة خصوصا معبر رفح الحدودي، المنفذ الوحيد لسکان القطاع ، في حين توعد رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت سكان غزة بان لا يعيشوا حياة طبيعية في الوقت الذي تسقط فيه صواريخ على اسرائيل، مؤكدا عزمه على ملاحقة النشطاء وقادتهم دون هوادة في القطاع والضفة الغربية.

ويقول العائدون من العريش أن الفلسطينيين يقومون بشراء كل ما تقع عليه عيونهم، حتى أن المواد والبضائع نفدت من بعض المحال التجارية المصرية بسبب الاندفاع غير المسبوق لعملية الشراء من قبل الفلسطينيين.

ورغم أن الأسعار في بعض المحلات التجارية المصرية ارتفعت في ساعات المساء مقارنة مع ساعات صباح امس بفعل الاقبال الشديد على الشراء، إلا أن ذلك لم يمنع الفلسطينيون من الشراء، لأن اسعار الكثير من البضائع والمواد الاساسية والتموينية في مدينتي العريش ورفح بمصر اقل من مثيلاتها في الاسواق الفلسطينية، حيث يقبل غالبية الفلسطينيين على شراء مواد تموينية وغذائية وادوية ومواد بناء مفقودة في القطاع منذ سبعة اشهر تقريبا اضافة الى السجائر.