بروكسل: أيدت الدول الاوروبية دعوات من فرنسا وبريطانيا يوم الاربعاء لاصلاح جذري للنظام المالي العالمي في حين يلوح الكساد في أفق غرب أوروبا نتيجة لأسوأ أزمة ائتمان منذ الكساد العظيم.
وفي حين تجمع زعماء الاتحاد الأوروبي لعقد قمة في بروكسل دعا رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون الى إعادة تشكيل صندوق النقد الدولي باعتباره حجر الزاوية في تنظيم السوق العالمية ووضع نظام للإنذار المبكر للاقتصاد العالمي.
وقال براون الذي وضعت خطته لانقاذ البنوك البريطانية نموذاجا لاوروبا والولايات المتحدة quot;اذا كنا سنعالج المشكلات المالية العالمية... فاننا نحتاج لأساليب أفضل للقيام بذلك.quot;
وأضاف بعد محادثات مع رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو quot;يتعين إعادة تشكيل صندوق النقد الدولي ليفي بأغراض العالم الحديث.quot;
وتأسس صندوق النقد الدولي بناء على اتفاقية بريتن وودز التي حددت أسس التعاون الاقتصادي الدولي بهدف تجنب تكرار الكساد العظيم في العشرينات. والهدف منه هو ضمان استقرار النظام المالي العالمي وتقديم النصح لأعضائه البالغ عددهم 184 دولة وتقديم المساعدات المالية حيث توجد حاجة لذلك.
ومنذ عام 1944 تغير شكل الاقتصاد العالمي بدرجة كبيرة.
وقال براون ان شركات متعددة الجنسيات قبلت الحاجة لرقابة عابرة للحدود بدلا من الرقابة الوطنية لكنه لم يورد أي إشارة الى ما اذا كانت بريطانيا قد تخفف من عداوتها طويلة الامد للرقابة المالية الامريكية.
وفي أحدث بادرة على ان كسادا عالميا سيعقب أزمة الائتمان الراهنة أظهرت بيانات بريطانية حديثة ان معدل البطالة ارتفع الى 5.7 بالمئة بأعلى معدل ارتفاع له منذ عام 1991 وتوقع الخبراء الأسوأ.
وأكد كل من براون وباروزو على ان الاتحاد الاوروبي يجب ألا يتراجع عن خطط طموحة لمكافحة التغيرات المناخية عن طريق خفض انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري والحفاظ على الطاقة وتشجيع مصادر الطاقة المتجددة على الرغم من الأزمة المالية.
وقال وزير المالية الهولندي فوتر بوس ان دورا قويا لصندوق النقد الدولي مطلوب quot;في ظل غياب القيادة الامريكية في الوقت الراهنquot; وان المؤسسة المالية يجب ان تساعد في تطوير هيكل رقابي للأسواق العالمية.
وتمكن زعماء منطقة اليورو من وقف انهيار أسواق الأسهم العالمية بالاتفاق يوم الاحد الماضي على خطة انقاذ منسقة بلغت قيمتها 2.2 تريليون يورو للبنوك الاوروبية الكبيرة التي تضررت من أزمة الرهون العقارية عالية المخاطر في الولايات المتحدة.
والآن يقول الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وبراون ان هذه الأزمة أظهرت ان الهيكل المالي الذي وضع بعد الحرب العالمية الثانية لم يعد قادرا على القيام بمهمته ودعا آخرون الى تبني قواعد جديدة تتعلق بكل شيء من صناديق التحوط الى رواتب المسؤولين التنفيذيين.
وتبنت مسودة بيان ختامي حصلت رويترز على نسخة منها دعوة ساركوزي من أجل quot;إصلاح حقيقي وشاملquot; للنظام المالي العالمي الذي ارست قواعده اتفاقية بريتون وودز لكن المسودة لم تذكر بالتحديد فكرته عن عقد قمة مالية دولية طارئة هذا العام.
وقال جان كلود يونكر رئيس وزراء لوكسمبورج ورئيس مجلس وزراء مالية مجموعة اليورو ان المناقشات المكثفة بشأن اعادة هيكلة النظام المالي غير ممكنة quot;في ذروة الأزمة المالية.quot;
قال اندرس فو راسموسن رئيس وزراء الدنمرك ان بلاده دفعت ثمنا باهظا يتمثل في فقد النفوذ السياسي وارتفاع أسعار الفائدة بسبب بقائها خارج منطقة اليورو.
وقال يونكر انه يتوقع من بريطانيا أن تعيد النظر بشأن انضمامها لليورو بعد الأزمة لأنها ستريد دورا كاملا في جميع أجهزة صنع القرار.
وتجاهل براون أي حديث عن الانضمام لليورو في مؤتمر صحفي في لندن يوم الثلاثاء وقال ان موقف بريطانيا لم يتغير.
- آخر تحديث :
التعليقات