الظهران: أكد رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين عبد الله بن صالح بن جمعة في كلمة ألقاها أمام مستشاري معهد الدراسات الشرقية والأفريقية التابع لجامعة لندن مؤخرا على أهمية التنوع الثقافي والتعاون المعرفي بين الشعوب وذلك لما لنشر العلم والمعرفة من أهمية كبرى في فهم التحديات التي يواجهها العالم حاضراً ومستقبلاً خاصة وأن العلوم الاجتماعية على وجه التحديد باتت تساعد أكثر في فهم عالمنا الذي يزداد تعقيدا يوما بعد يوم وفي اتخاذ قرارات أفضل في ضوء زيادة الفهم لأبعاد تلك التحديات.


وجاء حديث رئيس الشركة لدى استضافة مؤتمر مستشاري المعهد له ضمن عدد من كبار القادة في المجالات الصناعية والفكرية والاجتماعية بغية تدارس وبحث آليات جديدة لتطوير التواصل بين الشعوب والثقافات المختلفة بالاستفادة مما تتيحه العولمة الصناعية والاقتصادية من جسور جديدة تسهل ذلك التواصل المنشود.
وفي هذا السياق عبر عبدالله جمعة في كلمته بوصفه قائدا لشركة تنتشر أعمالها ومصالحها في مختلف أنحاء العالم عن عميق إدراكه لأهمية التطورات الكبيرة التي حدثت في هذا الاتجاه ونشهدها اليوم بوضوح في قارتي أفريقيا وآسيا وإدراكه للحاجة العامة والملحة لفهم أثر العولمة الاقتصادية والتغيرات السياسية والتطورات التقنية في تشكيل الثقافات والمجتمعات في هاتين القارتين.quot;


وقال جمعة// باعتباري من العاملين في مجال النفط فإنني أعتقد أن تحقيق درجة أعلى من الاستقرار العالمي والتفاهم فيما بين الثقافات يعتبر عنصرا لا غنى عنه لتعزيز أمن الطاقة وتطوير صناعتنا وبصفتي أبًا لأبناء لا يزالون يشقون طريقهم في هذا العالم فإنني أرى من الضروري أن نعلم شبابنا أن يحتفوا بالتنوع الثقافي وأن يثمنوا الجهود التعاونية في إطار مجتمع عالمي تزداد أوصاله ترابطا يوما بعد يوم.


وأردف قائلاً // يفرض المستقبل على البشر أن يفكروا بطرق جديدة لا تعتمد على اكتساب المعلومات والأفكار وتبادلها في مجالات أنشطة معينة فحسب وإنما تتطلب كذلك كسر الحدود الأكاديمية واللغوية والثقافية بل وحتى الحدود التي تفصل بين الأجيال المتعاقبة فليس بإمكاننا تقسيم العالم من حولنا إلى أقسام محددة الملامح نضع عليها عناوين مثل quot;سياسةquot; أو quot;اقتصادquot; أو quot;تقنيةquot; أو quot;ديموغرافيةquot; أو quot;ثقافةquot;، وإنما نجد أن ما يحدث في قطاع ما من قطاعات المجتمع تمتد آثاره إلى القطاعات الأخرى بطرق قد يصعب تصورها أو فهمها أو تتبعها أو قياسها بل وقد يكون من المستحيل توقعها أو التنبؤ بها.

وأثنى رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين على إنجازات المعهد قائلا// لقد تبنى معهد الدراسات الشرقية والأفريقية نهجا يتسم بالشمولية لإدراكه بأن العلاقات المتداخلة فيما بين مجالات المعرفة المختلفة لا تقل أهمية عن التطورات التي تحدث داخل مجال أكاديمي منفرد.


كما تطرق الجمعة في كلمته بإسهاب عن مشاريع التوسع التي تنفذها أرامكو السعودية ثم انتقل إلى الدور الذي تلعبه الشركة في تأسيس جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية ومركز الملك عبدالعزيز للإثراء المعرفي .
وقال// لقد عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى أرامكو السعودية مسؤولية تطوير هذه الجامعة التي ستكون عندما تفتح أبوابها بعد 11 شهرا من الآن بإذن الله جامعة دراسات عليا مكرسة لإجراء الأبحاث والتدريس في المجالين العلمي والتقني تجتذب أساتذتها وموظفيها وطلابها من مختلف أنحاء المعمورة.
وأضاف رئيس الشركة قائلاً // إن هناك مجالاَ للتعاون بين المعهد ومركز الملك عبد العزيز للإثراء المعرفي حيث سيقوم هذا المركز - الذي هو منحة دائمة قدمتها أرامكو السعودية إلى المجتمع المحلي بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيسها - بالربط بصورة أفضل بين شعب المملكة وحضارتها الغنية وتاريخها المجيد وفي الوقت نفسه بتعريف المملكة بالحضارات الأخرى في العالم // .


وتوقع أن يقوم هذا المركز بتحفيز الأفكار ووجهات النظر والعلاقات الجديدة مما سيدفع بعجلة الإنجازات الفكرية في المملكة والمنطقة بأسرها.
واستطرد عبدالله جمعة قائلا// إنني أعتقد أن هناك مجالات كثيرة للتعاون بين المركز الثقافي الجديد ومعهد الدراسات الشرقية والأفريقية وآمل أن يتم استطلاع مجالات التبادل المعرفي هذه فيما يواصل مركز الملك عبد العزيز للإثراء المعرفي النمو والتطور // .


وأعرب عن أمله أن تقدم أرامكو السعودية ومعهد الدراسات الشرقية والأفريقية - كل بطريقته الخاصة - إنجازات كبيرة في تحقيق التفاهم العالمي حيث اوضح إنه بالإضافة إلى مسؤولياتنا الأساسية المتمثلة في توفير الطاقة المهمة التي يحتاجها العالم اليوم وغدا فإن أرامكو السعودية تعد مثالا حيويا على التنوع فيما تتخذه من إجراءات وعلى فوائد التعاون فيما بين الشعوب المختلفة وما ينطوي عليه من إمكانيات هائلة في تحقيق الأهداف المشتركة.


بعد ذلك شارك رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين في حلقة نقاش ضمت لفيفاً من قادة الأعمال والأكاديميين وتناولت هموم وشجون الصناعة بوجه عام.