الياس توما من براغ : نبه اتحاد صناعة السيارات التشيكية إلى أن عدد العمال الذين ستضطر الشركات المنتجة للسيارات في تشيكيا لتسريحهم هذا العام وبداية العام القادم سيكون نحو 12000 عامل بسبب تداعيات الأزمة المالية العالمية.


وأشار رئيس الاتحاد انتونين شيبيك إلى أن الاتحاد كان يتوقع في منتصف هذا العام أن يفقد عمله مابين 2500ــ 3000 عامل بسبب تنامي قوة العملة التشيكية تجاه اليورو غير أن هذه التوقعات أعدت قبل نشوب الأزمة المالية العالمية .
وعلى خلاف تقديرات رئيس الاتحاد يرى بافيل يورجيتشكا من شركة برانو غروب أن التسريح قد يشمل 20 ألف عامل من اصل نحو 12000 عامل يشتغلون في صناعة السيارات إذا ما استمرت الأوضاع على هذا النحو في الأشهر القليلة القادمة .
وفي دليل ملموس على بدء الشركات المنتجة للسيارات في تشيكيا مواجهة المزيد من المصاعب في عملها أعلنت شركة شكودا أو ما تعرف عالميا بسكودا أن أرباحها الصافية خلال التسعة اشهر الأولى من هذا العام انخفضت إلى 8,66 مليار كورون أي أن الانخفاض كان بمقدار 24,7% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي . وقد تم الانخفاض رغم أن مبيعات الشركة ارتفعت في هذه الفترة بنسبة 14,8% .
وارجع الناطق باسم الشركة ياروسلاف تشيرني سبب تراجع الأرباح ليس فقط إلى تنامي قوة العملة التشيكية تجاه الدولار واليورو وإنما أيضا إلى التنافس القوي بين الشركات المنتجة للسيارات وتراجع الطلب على السيارات بالصلة مع الأزمة المالية العالمية .


وكانت اتحاد صناعة السيارات قد دعا الحكومة قبل فترة إلى الحد من القواعد القانونية التي تزيد النفقات على الشركات والى التدخل لمنع استمرار العملة التشيكية من تعزيز قوتها والى الإعلان عن موعد بدء العمل باليورو في البلاد غير انه لم يتم الاستجابة إلى هذه الدعوة.


وعلى خلاف العمل الجاري في شركة سكودا الآن للحد نسبيا من الإنتاج بسبب صعوبات التصريف أعلنت شركة هيونداي الكورية الجنوبية أنها بدأت الآن تجريبيا إنتاج سياراتها في معملها الجديد في منطقة نوشوفيتسه في مقاطعة مورافيا بإنتاج 4000 سيارة يوميا .


وتعتزم الشركة وفق مصادرها إنتاج نحو 18000 سيارة وتصديرها إلى الأسواق الأوربية حتى نهاية هذا العام الأمر الذي يعتبره المحللون تطورا ايجابيا يمكن له أن يحد من عملية التراجع القائمة في أداء الاقتصاد التشيكي غير أنهم نبهوا إلى أن انضمام الشركة إلى شركة شكودا ومعمل كولين الذي ينتح سيارات بيجو وتويوتا وسيترون سيجعل الاقتصاد التشيكي أكثر تبعية لصناعة السيارات وبالتالي فان أي إشكالات كبيرة يمكن أن تنشا مستقبلا في موضوع تصريف هذه السيارات سيكون تأثيره اكبر على أداء الاقتصاد التشيكي .
يذكر أن صناعة السيارات تعيش ليس فقط في تشيكيا وإنما في العالم كله حالة متقدمة من الأزمة أما في أوروبا فقد انخفضت مبيعات السيارات عدة نقاط خلال الأشهر القليلة الماضية .