فالح الحمـراني من موسكو: تتطلع العديد من الدول العربية إلى روسيا كشريك يمكن أن تتعاون معه لتخفيف تداعيات الأزمة المالية العالميـــة. وباتت تلك الدول ترى أن روسيا التي حققت في السنوات الأخيرة نموًا إقصاديًا، وإستطاعت أن تستعيد بعض مواقعها المفقودة على السياسية الدولية، يمكن أن تكون شريكًا للتعاون للخروج بسلام او بأقل الخسائر من الازمة المالية.
ومن الواضح ان الدول العربية تحتاج إلى رسم استراتيجية جماعية واضحة تجاه روسيا ذات بعد في التطوير والتقدم العربي، لأن التعاون على هذا المستوى سيكون مثمرًا لروسيا ولكل دول عربية. وتوسع في السنوات الأخيرة الحوار السياسي بين موسكو والعواصم العربيـة والتعاون بمختلف المجالات. ووفقًا للمعطيات فقد حدثت في عام 2007 طفرة نوعية في العلاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي، التي وفق تقديرات الخارجية الروسية quot; تؤدي دورًا مهمًا في ضمان أمن الطاقة الدولي وتمتلك قاعدة مالية رصينة لتنفيذ مشاريع اقتصادية كبرىquot;. وبلغ حجم التبادل التجاري في العام الماضي اكثر من 1،2 مليار دولار.
وشهدت موسكو في الفترة تكثيف توافد مسؤولين عرب من على مختلف المستويات لبحث القضايا الثنائية والاقليمية والدولية مع القيادة الروسية. وكان من بين زوار موسكو الزعيم الليبي معمر القذافي ورئيس الحكومة المصرية أحمد نظيف ووزير الاقتصاد السوري ووزير الدفاع السوداني وتنتظر روسيا في الفترة القريبة وصول عدد من المسؤولين العرب الاخرين. ووفقًا للبلاغات الرسمية عن نتائج تلك الزيارة فإنها دشنت مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي بين روسيا والدول العربية. ولوحظ في الفترة الاخيرة تصاعد وتائر التبادل التجاري بين موسكو والدول العربية وجرى التوقيع على العديد من المذكرات والاتفاقيات لتنفيذ العديد من المشاريع بما في مجال الطاقة والتعاون الفني/العسكري.
وقامت شخصيات روسية رفيعة المستوى بزيارة العديد من الدول بما فيه زيارة عمدة موسكو ورئيس الفيدالية الروسية سيرغي ميرونوف لسلطنة عمان. وفي اخر زيارة لمسؤول عربي رفيع المستوى وصل عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة الاثنين لموسكو في زيارة هي الاولى من نوعها على هذا المستوى.
ويجمع المراقبون على زيارة العاهل البجريني تشهد بلوغ العلاقات بين البلدين الى مرحلة تستدعي تدشين نقلة نوعية واغناءها بمضامين اقتصادية وسياسية جديدة. وكان البلدان قد اجلا اجتماع قمة كان من المفترض ان يجري في 2001 برغبة ثنائية.
واقيمت العلاقات بين روسيا الاتحاد السوفياتي والبحرين في 29 سبتمبر عام1990 وجرى تبادل السفارات بين البلدين في مطلع 1993. وتلتزم روسيا والبحرين بمواقف متطابقة او قريبة بشأن القضايا الدولية والاقليمية. ويجري البلدان مشاورات سياسية على مستوى وزارة الخارجية، كما زار خلال الفترة عدد من المسؤولين الروس المنامة وقام وزير الخارجيية البحريني خالد الخليفة بزيارة لموسكو في يناير 2006 وقع خلالها على مذكرة للتعاون بين وزارتي خارجية البلدين. وتربط موسكو بالمنامة باتفاقيات للتعاون الاقتصادي والفني وحماية الاستثمارات والتعاون بين غرفتي التجارة والصناعة للبلدين . ويتطلع البلدان إلى تعميق التعاون الثنائي في مختلف المجالات والاقليمي لدعم الاستقرار في المنطقة. وطرحت روسيا مؤخرا افكارا بشان الامن الجماعي لمنطقة الخليج.
التعليقات