أسامة الحنفى من القاهرة
أصبحت شهادات الإيداع الدولية للشركات المصرية المقيدة ببورصة ( لندن ) GDRS تتحكم بشكل كبير في حركة البورصة المصرية،وتؤثر فيها من خلال أسهم الشركات المصدرة لها .وهو ما ظهر بوضوح خلال فترات الهبوط التي شهدته بورصة الأوراق المالية خلال الأسبوع قبل الماضي وفى أحيان كثيرة مضت . ودلل خبراء سوق الأوراق المالية على ذلك في ضوء الانهيارات الدراماتيكية التي شهدتها أسواق المال العالمية خلال الأيام القليلة الماضية، و التي أدت إلى عمليات بيع واسعة في المحافظ الاستثمارية العالمية وداخل بورصة لندن ومن بينها شهادات الإيداع المصرية.
وتعد شهادات الإيداع الدولية (GDRs) أداة مالية قابلة للتداول في أسواق المال الدولية ويقوم بإصدارها إحدى المؤسسات أو البنوك الدولية مثل بنك (أوف نيويورك) أو (دويتش بنك) وذلك بالدولار الأمريكي أو أي من العملات الأجنبية الأخرى المتداولة بالسوق الحرة مقابل الاحتفاظ بغطاء يقابلها من الأسهم المحلية،ومن ثم فإن الشهادات يتم تداولها كبديل عن الأوراق المالية الأصلية في أسواق المال الدولية مثل بورصة لندن أو بورصة لوكسمبورج أو بورصة نيويورك.
وتسمح تلك الشهادات الدولية بدخول الشركة إلى الأسواق العالمية بما ينوع من حملة أسهم الشركة وتساعد على اتساع السوق للأسهم المحلية عن طريق توسيع وتنويع قاعدة المستثمرين مما يساعد على زيادة أو استقرار سعر السهم. كما تساعد على زيادة رأس المال زيادة كبيرة الشيء الذي قد يكون صعبا في السوق المحلي،وتقوي من وضع الشركة المصدرة على مستوى الأسواق العالمية، ويعزز من منتجات الشركة المصدرة وخدماتها خارج بلد المنشأ. وشهادات الإيداع يمكن استخدامها كأداة لتمويل الاستحواذات والاندماجات.
يقول محمود شعبان رئيس مجلس إدارة شركة الجذور لتداول الأوراق المالية في حديث لإيلاف أن شهادات الإيداع تلعب دورا قويا ومؤثرا في البورصة المصرية في الوقت الحالي، واستشهد بالارتباط القوي بينهما على ضوء الانهيارات الدراماتيكية التي شهدتها أسواق المال العالمية خلال الأيام القليلة الماضية، و التي أدت إلى عمليات بيع واسعة في المحافظ الاستثمارية العالمية وداخل بورصة لندن ومن بينها شهادات الإيداع المصرية.
وأضاف أن شهادات الإيداع الدولية أصبحت ذات تأثير متبادل سواء في حال صعودها وأدائها القوي والعكس صحيح حيث يؤثر انخفاضها سلبا في بورصة لندن على أداء وأسعار الأسهم المتداولة في البورصة المصرية.
وأشار إلى أن هناك خطورة واضحة من شهادات إيداع الشركات المصرية المتداولة ببورصة لندن نظرا لارتباطها الوثيق بالأحداث العالمية اقتصاديا وسياسيا مما يجعلها تتأثر بشكل مباشر بهذه الأحداث لتسحب معها أسهمها بالبورصة المصرية،ومنها الأسهم القائدة في السوق وعلى رأسها أوراسكوم تليكوم و هيرميس وأوراسكوم للإنشاء والصناعة . مشيرا إلى أن الوزن النسبي لشركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة نحو 24.49 في المئة من مؤشر case30 وأوراسكوم تليكوم القابضة 22.12 في المئة أما المجموعة المالية هيرمس فيبلغ الوزن النسبى لها 9.56في المئة .
وأكد أن( GDR ) للمجموعة المالية هيرمس تساوى نصف سهم من المتداول في السوق المصري، أما ( GDR ) أوراسكوم للإنشاء والصناعة فتساوي نصف سهم و ( GDR) أوراسكوم تليكوم فتساوى 5 أسهم ،وشهادة البنك التجاري الدولي (مصر) تساوى سهم واحد في بورصتي القاهرة والإسكندرية. وأشار إلى أن هناك عملية يقوم من خلالها المستثمرون بالتحكم في البورصة المصرية وهى quot; الاربتراجquot; وهي أن يقوم المستثمر ببيع بعض الأسهم التي يتم التداول عليها في البورصة المصرية، والتي يكون لها شهادات إيداع ثم يقوم بشراء الشهادات من الأسواق الخارجية نظرا لأن سعرها يكون أفضل وأقل من المتعامل عليه داخل السوق الفعلي للورقة ثم يقوم بتحويلها إلى أسهم عادية مرة أخرى
ومن جانبه أشار كريم عبد العزيز نائب المدير التنفيذي بشركة الأهلي لإدارة صناديق الاستثمار أن شهادات الإيداع الدولية التي يتم التداول عليها في أسواق المال الخارجية مثل بورصة لندن وما يحدث لها من ارتفاع أو انخفاض يؤثر بالضرورة على الأسهم المصدرة للشهادات نظرا لما يقوم به وذلك بس عمليات الاربتراج.
وأضاف أن التوازن بين السعر المحلى والأسهم المدرجة في بورصة لندن يرجع بالنفع على السهم ويحقق مزيد من التوازن على السوق ،كما أن شهادات الإيداع الدولية تجذب أنظار المستثمرين الأجانب إلى الاقتصاد المحلى للبحث عن فرص الاستثمار المباشر وغير المباشر المتواجدة فيها .
- آخر تحديث :
التعليقات