محمد الشرقاوي من القاهرة : أكد معاذ بركات المدير التنفيذي لمجلس الذهب العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وباكستان في تصريح ل quot; إيلافquot; انه رغم ارتفاع أسعار الذهب إلا أن المدخرين يقبلون على شرائه واقتنائه لأنه الملاذ الآمن لهم ، مشيرا إلى وجود عدة أسباب وراء ارتفاع الأسعار وليس لها من قريب أو بعيد بالأوضاع المحلية في بعض البلدان واغلبها عالمية .

و قال معاذ بركات خلال زيارة للقاهرة للإعلان عن انطلاق مسابقة quot;اودشنز اربياquot; والتي تتم بالتعاون بين مجلس الذهب العالمي و مجموعة هامر أن المسابقة تعد فرصة ذهبية لأصحاب المواهب لإظهار مما يتمتعون به من قدرات على الابتكار والتجديد وتعد مسابقة quot; اودشنز اربياquot; جزءا من مسابقة quot; اودشنز العالمية quot; الخاصة بتصميم المجوهرات الذهبية والتي تجري حول العالم بجنوب أفريقيا والبرازيل والصين والهند وللمرة الأولى تطلق في العالم العربي حيث تهدف المسابقة لإظهار التصاميم العربية المبتكَرة والمصمّمين العرب على مستوى عالمي.

وأضاف أن ما يميز المسابقة هو أن التصاميم ال 30 المختارة سيتم صياغتها لقطع مجوهرات حقيقية ليتم عرضها في أكثر من فعالية على المستوى العالمي وسيحصل الفائز الأول على جائزة تعادل 5 ألاف دولار أميركي ، والثاني 3 ألاف دولار أميركي ، ثلاثة فائزين سيحصلون على جائزة تعادل ألفي دولار. كما أنها تعتبر فرصة لنشرها الثقافة والفن العربي في تصميم الحلي والمجوهرات في العالم. و هذه المسابقة تلبي حاجة الأسواق العربية لمزيد من التصاميم والإبداعات خاصة مع الحركة التوسعية التي تشهدها وازدياد عدد محبي الذهب والقطع المميزة، إلى جانب خلق فرص عمل جديدة للشباب وإفساح المجال أمام المصممين الموهوبين لإظهار ما لديهم وتصنيع وتسويق أعمالهم وصقل مواهبهم.

وقال أن استهلاك المنطقة العربية من الذهب بات كبيرا فوفقا للإحصائيات يصل حجم الاستهلاك في منطقة الشرق الأوسط من الذهب 700 طن منها 110 أطنان حصة سوق الإمارات العربية المتحدة التي احتلت المركز الثاني بعد المملكة العربية السعودية التي سجلت نحو 170 طنا تلتها مصر بحوالي 75 طنا إلى 80 طنا ، مشيرا إلى أن استيراد المنطقة من الذهب بلغ 800 طن خلال بدايات العام الجاري 2008 ، كما أن هناك آفاقا كبيرة خلال العام الحالي مع ارتفاع أسعار النفط وعائدات المنطقة خاصة دول الخليج في ظل ارتفاع أسعار البترول ووجود فائض نقدي يصل في بعض التقديرات إلى 3 مليارات دولار في دول الخليج وحدها .

فتحتل السعودية المرتبة الرابعة عالمياً في حجم الطلب على الذهب بعد الولايات المتحدة والهند والصين والذي يصل إلى نحو 200 طن سنوياً. و لم تعد السعودية سوقاً ناشئة لكنها بدأت بشكل واضح في التحول إلى ميدان إنتاج المجوهرات الذهبية واكتسبت ذلك من اعتبارها من بين الأسواق الاستهلاكية البارزة في ميدان تجارة الذهب الأمر الذي مكنها من أن تكون سوقاً مصنعة ومنتجة للمشغولات الذهبية. و تعتبر السعودية في المرتبة الأولى في دول الخليج في حجم الطلب على الذهب والذي يصل إلى نحو 200 طن سنوياً، وجاءت الإمارات التي حققت نموا بنسبة 21 المائة ليبلغ إجمالي المبيعات 401 مليون دولار مقارنة مع 333 مليون دولار ثم الكويت في المرتبة الثالثة لكنها الأولى من حيث نسبة النمو البالغة 28في المائة. لتبلغ المبيعات 137 مليون دولار مقارنة مع 107 ملايين في الفترة المناظرة من عام 2003، ثم البحرين بنحو 48 مليون دولار مقارنة مع 40 مليونا بنسبة نمو 20 الم المائة., ثم سلطنة عمان بواقع 27 مليون دولار مقارنة مع 23 مليونا بنسبة صعود 18أما قطر فقد حققت نموا محدودا نسبته 5 المائة نتيجة لارتفاع المبيعات من 22 مليون دولار إلى 23 مليون دولار. بدون شك أن حالة انخفاض سعر صرف الدولار أدت إلي تعزيز وضع الذهب كملاذ آمن للاستثمارات في مواجهة ضغوط التضخم التي تواجه الاقتصاد العالمي خاصة مع ارتفاع سعر الطاقة، هذا بالإضافة إلي أن المضاربة به في البورصة قد تكون هي العامل الأساسي وراء ارتفاع أسعاره.

و ارجع بركات أن السبب في ارتفاع أسعار الذهب والمشغولات الذهبية يعود إلى العرض والطلب والأحداث العالمية مؤكدا أن ارتفاع الأسعار في مصر ليس له أي علاقة بالسوق المحلي وإنما هو ارتفاع عالمي يتأثر سلبا وايجابيا بعوامل خارجية قد تكون اقتصادية أو عوامل العرض والطلب أو عوامل جيوسياسية ، فالعوامل الاقتصادية قد تأتي من ضعف أسعار الدولار وانخفاض فوائدة ووفقا للبنك الفيدرالي الأميركي أو عجز في الميزان الأميركي وكذلك ارتفاع أسعار النفط .

و أضاف أن إنتاج المناجم في العالم ينخفض سنويا بنسبة 2 في المائة وبالتالي يتأثر إنتاج الذهب عالميا خاصة مع زيادة الطلب من جانب جمهور المستهلكين رغم ارتفاع أسعاره خاصة وان ارتفاع الطلب على الذهب يأتي كونه سلعة استثمارية ويعد أداة استثمار وادخار في ذات الوقت .

أما الأسباب الجيوسياسية فإنها تؤثر في العالم من خلال المشاكل السياسية المحيطة بالعالم سواء بين إيران وأميركا أو في فلسطين أو العراق حيث يعد الذهب سلعة آمنة في الاستثمار والملاذ الأخير لجميع المدخرين .

وقال أن ارتفاع أسعار الذهب له تأثيرات اجتماعية فقد يدفع البعض إلى الاستغناء نهائيا عن شبكة العروسين أو القيام بتأجيرها مقابل مبلغ من المال،واصفا هذه الظاهرة بأنها ظاهرة صحية نظرا لارتفاع الأسعار ، ففي أول 9 شهور من العام الماضي كان هناك زيادة في أسعار الذهب بقيمة 13 في المئة والتي تقدر بـ93.2 طن خلال تلك الفترة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي وصاحبها زيادة في معدلات المبيعات وصلت إلى 30 في المئة . و لم تضعف أسعار الذهب المتزايدة هذه الفترة من إقبال المستهلك على أسواق الذهب والمجوهرات في المنطقة ككل حيث أن الزيادة في أسعار الذهب والتغيرات في الأوضاع السياسية والاقتصادية في العالم شجعت على شراء الذهب في قطاع التجزئة، حيث يعتبر الذهب عامل أمان مقابل التضخم، كما أنه يشكل عنصراً هاماً جداً في تقليل المخاطر ضمن أية محفظة استثمارية.

ونفى بشدة أي تدخل لمجلس الذهب العالمي من قريب أو بعيد في تحديد سقف لأسعار الذهب عالميا أو حتى محليا ، مشيرا إلى أن مجلس الذهب العالمي هو منظمة عالمية تهدف لترويج الذهب بكافة اشكاله خاصة وان استهلاك المجوهرات الذهبية في العالم تقدر بنسبة 75 في المئة مشيرا إلى أن المجلس ليس له أي علاقة من قريب أو بعيد بأسعار الذهب أو تحديدها وإنما هي أسعار عالمية وفقا لأسعار الاونصة والتي تصل إلى 920-925 دولار وسعر الذهب يتحدد وفقا لأسعار البترول ، فهناك معادلة رياضية تؤكد أن سعر البترول مضروبا في 12 يساوي سعر الذهب ، مؤكدا أن هناك حالة من الثقة بين المستهلكين وبين اقتناء الذهب والضرر يقع حينما ترتفع الأسعار .