فالح الحمراني من موسكو : ستكون نتائج زيارة وزير الخارجية العراقي هوشيار الزيباري التي بدءها الاثنين لموسكو فعلا نقطة حاسمة في مستقبل العلاقات بين موسكو وبغداد، ولكن هذا التطور سوف يعتمد على ما يحمله الزيباري في جعبته لموسكو. الروس كشفوا عن اوراقهم بانهم سيشطبون على 90في المئة من الديون المترتبة على العراق، فما هو الثمن الذي ستقدمه بغداد لموسكو؟.


وسيجري خلال زيارته مباحثات مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، ويشارك في اجتماع لجنة التعاون التجاري والاقتصادي المشتركة التي يترأس فيها الوفد العراقي.وسيجري خلال زيارة الزيباري التوقيع على مذكرة ثنائية تقضي بشطب روسيا على 90في المئة من الديون المترتبة على العراقي اي حوالي 12 مليار دولار. ومن المرتقب ان تسفر الزيارة عن التوقيع على مذكرة لتطوير التعاون الاقتصادي والعلمي الفني التي ستحدد توجهات التعاون بين البلدين. وستتطرق المباحثات ايضا الى مسالة عقد غرب القرنة الذي كانت شركة النفط الروسية الكبرى قد ابرمته مع النظام السابق، فيما الغته الحكومة العراقية الحالية وافادت بانها ستجري مناقصة بين الشركات العالمية بصدده وفق شروط جديدة، الامر الذي لم توافق عليه روسيا، وتطالب باعادة النظر بذلك القرار لصالح لوكويل.


وتنتظر مو سكو من الجانب العراقي تسوية القضية العالقة بشان عقد استثمار لوكويل لحقول غرب القرنة الواعد.فهل سيكرر الزيباري نفس المقولات التي ذكرها وزير النفط العراقي حسين الشهرستناني اثناء زيارته لموسكو؟، التي اثارت استياء القيادة الروسية. فالشهرستاني افهم الروس بان يتخلوا عن حلم الحصول على استثمار حقل غرب القرنة الذي قدمه لهم صدام حسين كهدية لقاء دعمهم لنظامه ووقعت شركة quot;لوك أويلquot; على اتفاقية مدتها 23 عاما لاستثمار حقل النفط quot;غرب القرنة 2quot; في عام 1997. والآن تأمل الشركة في معاودة العمل في هذا الحقل الذي يعد واحدا من أغنى حقول النفط العراقية.


. وفسخ نظام صدام العقد بعد ان امتنعت شركة لوكويل متعهدة المشروع في المباشرة بالعمل قبل الغاء العقوبات الدولية على العراق، لانها لم تود ان تجازف بمشاريع واعدة في امريكا والغرب.الحكومة الروسية تنتظر من زيباري ما هو اكثر، او تحديدا التزاما بان حقل غرب القرنة سيكون لروسيا. وعبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أمله في أن تحترم الحكومة العراقية العقود والاتفاقيات التي تم توقيعها مع الشركات الروسية في أوقات سابقة. وقال لافروف في مؤتمره الصحفي في منتصف يناير السابق إن هذا ينطبق أيضا على الاتفاقية التي وقعتها شركة quot;لوك أويلquot;. وأشار لافروف إلى أن شركة quot;لوك أويلquot; مستعدة لاستئناف العمل في العراق بالتعاون مع شركة quot;كونوكو فيليبسquot; الأمريكية.


وأكد أنه يرى ضرورة أن تستند العلاقات الروسية العراقية إلى أساس من المنفعة المتبادلة. وهذه على مايلوح احد اهم شروط تفعيل العلاقات بين البلدين. وحينها يمكن ان تفتح روسيا صفحة جديدة في العلاقات مع بغداد، ويكون برهانا قاطعا على ان حكومة المالكي تمتلك قرارا مستقلا بعيدا عن وصايا المستشارين الامريكيين. وماهي الضمانات التي سيوفرها العراقيون للشركات الروسية في حال الاتفاق على مشاريع في اطار لجنة التعاون الاقتصادي بين البلدين. ويعرب الروس عن الاستعداد لارسال شركاتهم للعمل بالعراق ولكن بشرط توفير ظروف آمنة اكيدة. ويرفضون اقتراح حكومة المالكي بالتعاقد مع شركات امنية. واشار وزير الخارجية البروسية سيرجي لافروف الى التاريخ غير المشرف لمثل تلك الشركات بالعراق، مضيفا ان quot; الروس لا يريدون ان يلطخوا اياديهم بدماء العراقيينquot; كما فعل الاخرون.