تحليل محمد العنقري من الرياض: حاولت الشركة السعودية للصناعات الأساسية(سابك) دعم ثقة مستثمريها في السوق المحلية، والتأكيد على مضيها قدماً في مشروع (شركة سابك للبلاستيكات المبتكرة) وتبرير التراجع في الأرباح المتوقعة للشركة، وذلك عبر بيان نقلته وكالات الأنباء للرد على ما أثير مؤخراً في الصحف المحلية،بحسب وصفه.ولعل القارئ للتطورات الأخيرة التي حظي بها سهم الشركة من بعد إعلان أرباح في 19 يناير الماضي يجد أن البيان جاء متأخراً بكل المقاييس، ويضفي بعداً جديداً على سلبية التعامل مع السوق المالية وأحداثه الدراماتيكية المتلاحقة. ومن المثير أن يأتي توضيح الشركة quot;العملاقةquot; في وقت متأخر بعد أن أفرطت في صلواتها وتقرباتها،وبعد أن خانتها تكنولوجيا العصر ووسائل الاتصال الحديثة.

وأوضح البيان المنشور أهمية الاستحواذ على وحدة البلاستيك التي اشترتهاquot;سابكquot; قبل خمسة أشهر من جنرال إلكتريك في صفقة وصفت بأنها اكبر استثمار عربي بأميركا وصلت قيمته إلى قرابة 44 مليار ريال.وحاولت quot;سابك quot;من خلال هذا البيان الرد على كل المطالبات التوضيحية حول سبب تراجع أرباحها بالربع الرابع للعام 2007، ففي الوقت الذي توقع المحليين وصولها إلى ما يفوق 8مليارات ريال أتت الأرباح عند مستوى 6.8مليار ريال.

ولم تقدم سابك أي توضيح في حينها عن سبب هذا التراجع الكبير عن توقعات السوق.وتزامن مع ذلك تناقضات في تصاريح مسئولي سابك حول أرقام ميزانيتها ،مما تسبب بتراجع حاد على سعر سهم سابك بسوق المال السعودية .وبعد ثلاثة أسابيع من إعلان نتائج عام 2007 يأتي هذا البيان متضمنا معلومات تسويقية حول صفقتها الأخيرة وإعادة لما سبق ترديده عن الجدوى الاقتصادية للاستحواذ على وحدة البلاستيك،وذلك كي لا تقع quot;سابكquot; بموقف محرج مع مطالبات المحللين والمستثمرين بمزيد من الإيضاحات.

وقد تطرق البيان لأسباب تراجع الربع الأخير ،والذي برر بإحتساب بعض النفقات لعملية نقل الملكية، ورسوم إعادة الهيكلة،والتي وصفها البيان بأنها نفقات غير متكررة ،وكذلك وتكاليف التمويل،والذي شددت الشركة على ضرورة تسويتها بنتائج العام النهائية .

ويتضح في البيان مدى التخبط الذي أفرزته تصريحات إدارة سابك المتواترة،ويعاب على البيان الحديث،تأخره لمدة ثلاث أسابيع،من وقت إعلان الأرباح،كما أنه لم يأتي بجديد فالمعلومات لم تكن تطورات جديدة بل هي وقائع أثرت على نتائج الشركة وبالتالي كان يفترض صدورها مع إعلان الأرباح فورا.اظهر البيان صدق توقعات المحليين عن نتائج الشركة واظهر ضعف التبريرات التي حاولت إدارة سابك تسويقها لتراجع الأرباح بين الربع الرابع والثالث وغاب عنها،أي الشركة،أن الأسواق لا يخفى عليها شيء .وضح البيان عدم قدرة إدارة سابك على تقدير أهمية الإفصاح والشفافية على أسواق المال ولم تدرك اثر سابك الحقيقي على سوق الأسهم السعودية ،مما يضعف الجاذبية الاستثمارية للشركة.أوضحت سابك معلومات عن وحدة البلاستك بهذا البيان أفضل مما افصحته بالسابق وقت إتمام صفقة الاستحواذ، إلا أن عدم ذكر أي أرقام يلقي بمزيد من الضبابية حول ما تعانيه هذه الوحدة من عقبات ،و يبدو أن سابك تفضل إخفائها بالوقت الحالي.كما أن ظهور أرقام لنتائج وحدة البلاستك وهي بهذه الأحوال السيئة أو كما تسميها سابك إعادة هيكلة يعتبر ايجابي، لأن المستثمر سيلاحظ الفرق عند تحسن الأرقام مستقبلا فغابت هذه الجزئية المهمة عن البيان ،كتكريس لأسلوب التعتيم على المعلومات.

وحسب أداء السوق المالية في السعودية فقد أثرت أرباح quot;القياديةquot; سابك على أداء السوق الذي خسر 1200 نقطة من أصل 3100 نقطة،بلغت قيمتها السوقية أكثر من 400 مليار ريال سعودي .كما فقد سهم الشركة 76 ريالا من أعلى قمة وصلها سعر السهم عند 221 ريال حتى آخر أقفال يوم أمس الاثنين عند 145 ريال.

إن النجاح الذي حققته سابك بتوسعاتها ومشاريعها الجبارة يحسب لإدارتها ولا يمكن أن ينكره احد، ولكن يجب أن يتذكر مجلس الإدارة دائما أن الشركة مدرجة بسوق مالية تمثل فيه 26 في المئة من حجمه الكلي. وهناك مستثمرين وثقوا بإمكانيات الشركة ومستقبلها فوضعوا أموالهم فيها ،فيجب أن تراعي الشركة جانب الثقة التي أوليت لها. كما يفترض أن يراعى تأثير سابك البالغ باتجاهات السوق، فما ننتظره من سابك هو ريادتها بالتعامل مع سوق المال بالإفصاح والشفافية بالتوازي مع ريادتها التي تتحققها يوما بعد يوم في مجال الصناعات البتروكيماوية التي تعتبر عصب الصناعة السعودية واحد ركائز اقتصادها المستقبلية .

نص البيان كما نقلته وكالة الأنباء السعوديةquot;واسquot;

أكدت الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) ثقتها بجدوى استثماراتها في (شركة سابك للبلاستيكيات المبتكرة) وفقاً لخطتها الاستراتيجية بعيدة المدى حيث يعتمد نموها المستقبلي على التوسع في المنتجات المتخصصة والتكامل بين استثماراتها المحلية والعالمية ، مشيرة إلى أن هذه الصفقة من شأنها تعزيز قدراتها التنافسية في الأسواق العالمية وتهيئة آفاق أرحب لنمو الصناعات السعودية التحويلية بوجه عام حيث أشاد بها العديد من خبراء الصناعة العالميين ووصفوها بأنها عملية تكامل مثالية بين (سابك) التي تعد من كبريات الشركات العالمية في مجال الصناعات البتروكيماوية وقطاع رائد من أهم روافد الصناعات التحويلية خاصة في مجال المنتجات المتخصصة والمبتكرة .

وأوضحت / سابك / في إيضاح لها اليوم حول ما نشر مؤخرا في الصحف المحلية بشأن صفقة استحواذها على قطاع الصناعات البلاستيكية في شركة / جنرال الكتريك / وتأثيرها على نتائج سابك المالية أن عملية الاستحواذ قامت على دراسات جدوى مستفيضة أجريت بدرجة عالية من العناية والدقة التي تتطلبها عملية استحواذ بهذا الحجم ، وبينت هذه الدراسات اتفاق الصفقة مع استراتيجية (سابك) للتوسع العالمي ، وتعزيز حضورها في دول مختلفة من خلال شبكة مصانع ومراكز بحثية منتشرة في مختلف أنحاء العالم ، إلى جانب الحصول على التقنيات المتخصصة لمساعدة الشركة في تنفيذ استراتيجيتها طويلة المدى (سابك 2020) ، التي تستهدف أن تشكل المنتجات المتخصصة نحو (20 في المائه) من إجمالي إيراداتها كما تعزز الصفقة قدرات (سابك) من خلال تشغيل وإدارة المزيد من العمليات في أمريكا وأوروبا ومنطقة آسيا الباسيفيك ، حيث يضم القطاع العائد حالياً إلى (شركة سابك للبلاستيكيات المبتكرة) نحو (44) منشأة صناعية وتقنية ، ومشاريع مشتركة في (21) بلداً حول العالم ، مما يمثل نقلة نوعية في عملية نمو (سابك) وتنامي قدراتها لخدمة زبائنها وتزويدهم بحلول مبتكرة في استخدامات البلاستيكيات ، وتلبية احتياجاتهم لمواد تمكنهم من زيادة القيمة المضافة لمنتجاتهم .

وذكرت (سابك) أن امتلاك هذا القطاع الجديد لا يعزز قدراتها التنافسية فحسب ، بل هو أيضاً يهيىء آفاقاً واسعة للصناعات التحويلية السعودية ، ويفتح أمامها مجالات جديدة متقدمة ، حيث تدخل منتجاته في صناعات أجزاء السيارات ووسائط النقل ، ومعدات الرعاية الطبية ، والأجهزة الإلكترونية ، ومستلزمات التعبئة والتغليف ، والبناء والإنشاءات ، والاتصالات ، وتطبيقات الوسائط الإعلامية البصرية ، وغيرها مما يشكل قيمة مضافة عالية للصناعات الوطنية ، ويمكنها بشقيها (الأساسي) و(التحويلي) من رفع نسبة إسهامها في الناتج المحلي الإجمالي وتحسين ميزان المدفوعات الوطني ، ودعم الاقتصاد وتنويع مصادره ، إضافة إلى تهيئة المزيد من الفرص الوظيفية للعناصر الوطنية .


وأفادت (سابك) أن أداء (شركة سابك للبلاستيكيات المبتكرة) تأثر خلال عام 2007م بارتفاع أسعار المواد الأولية ، خاصة البنزين ، ما أدى إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج ، فضلاً عن تراجع الطلب في النصف الثاني من العام في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الغربية نتيجة التباطؤ الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية ، وأوروبا الغربية إلى حدٍ ما .. ومع ذلك اتخذت الشركة إجراءات حاسمة لتقليص التكاليف التشغيلية ، وتخفيض رأس المال العامل لتوفير النقد ، ونجحت خلال النصف الثاني من العام في تحقيق تدفقات نقدية فاقت خمسة أضعاف التدفقات المحققة في النصف الأول من نفس العام ، غير أن النتائج النهائية تأثرت بنفقات عملية نقل الملكية ، ورسوم إعادة الهيكلة وهي نفقات غير متكررة ، وتكاليف التمويل التي كان لزاماً إتمامها خلال الربع الأخير من العام وفق المعايير المحاسبية المتعارف عليها ، ورغم تلك الأوضاع ، مع ظروف السوق الصعبة ، تواصل الشركة جهودها لتحقيق النجاح للمدى الطويل .


وأشارت / سابك / إلى أن الأشهر الخمسة الماضية شهدت اجتماعات وجهوداً مكثفة لتحقيق تكامل العمليات بين (سابك) ، و(سابك أوروبا) ، و(سابك للبلاستيكيات المبتكرة) ، لهدف استثمار الإمكانات الموحدة لبلوغ أرفع مستويات الأداء ، وتواصل فرق التكامل العمل على المشاريع في جميع الوحدات والتخصصات .


وينتظر أن توفر مشاريع (سابك) ، وشركة (كيان السعودية) وشركة (بتروكيميا) طاقات إضافية ، وقدرات تنافسية من حيث التكلفة في مجال صناعة (البولي كربونات) ومركب (الأكريلونيتريل بيوتادايين ستايرين) ، دعماً لخطط نمو شركة (سابك للبلاستيكيات المبتكرة) ، وتعزيزاً لوضع (سابك) التنافسي في هذا المجال , كما تواصل شركة (سابك للبلاستيكيات المبتكرة) تركيزها لاستقطاب زبائن جدد للمواد المبتكرة وتطبيقاتها ، وقد أدخلت حوالي (200) مادة جديدة عام 2007م في تعاون وثيق مع صناعات السيارات والمعدات الأخرى ، وقطاعات الصناعات التحويلية حول العالم ، حيث تخصص نحو 6 بالمائة من إيراداتها للأعمال البحثية وتطوير المنتجات ، ويضم الفريق العامل في هذا المجال حوالي (2500) خبير ميداني ، يعملون مباشرة مع الزبائن للوقوف على حاجاتهم المتجددة من الراتنجات واللدائن الهندسية .


وتوقعت (سابك) أن يشهد العام القادم مزيداً من التحديات في ظل ارتفاع أسعار المواد الأولية ، واحتمالات تراجع الطلب نتيجة تباطؤ اقتصادات الولايات المتحدة الأمريكية ، وأوروبا الغربية إلى حدٍ ما ، غير أن السوق الآسيوية تشكل حوالي 40 بالمائة من أعمال الشركة في آسيا ، علاوة على حضورها المتوازن في الأسواق العالمية الأخرى ، وحيث تعد أسواق صناعات السيارات ، والبناء والتشييد أبرز مجالات الاهتمام ، فقد اتخذت الشركة إجراءاتها لتحسين القدرة التنافسية من حيث التكلفة .


من جهة أخرى تظل أسواق المنتجات البلاستيكية الهندسية جذابة ، حيث يتوقع نمو الطلب بنسبة 5 بالمائة ، مع وجود هامش مرتفع نسبياً ، إلا أن الطاقات الإنتاجية الزائدة عن الحاجة حالياً تؤثر سلباً في معدلات هذا الهامش ، ما قد يؤدي إلى حدوث بعض التغيرات في الساحة التنافسية ، ويتوقع أن تشهد الصناعة مزيداً من التكامل والاندماج ، فيما يتباطأ الاستثمار ، ويبدو أن العرض والطلب على البنزين سيكون إيجابياً خلال السنوات القليلة القادمة ، مع توافر طاقات جديدة منه في منطقة الباسيفيك .


وتكثف (سابك) جهودها لتعزيز عمليات (شركة سابك للبلاستيكيات المبتكرة) ، التي تم تأسيسها وفقاً لرؤية استراتيجية بعيدة المدى ، امتداداً للنجاحات السابقة التي حققتها إثر امتلاك القطاعات الصناعية الأخرى العاملة الآن بنجاح تام تحت مظلة (شركة سابك أوروبا) ، حيث تنامت أرباح هذه الشركة بصورةٍ مضطردة ، وتصاعدت قيمتها لتصبح نحو عشرة أضعاف مبلغ شرائها ، وواصلت نجاحاتها ــ ولله الحمد ــ لتتمكن بإمكاناتها الذاتية من تمويل صفقة شراء شركة جديدة هي (شركة هنتسمان في المملكة المتحدة) التي استحوذت عليها (سابك) ، وتعمل هي الأخرى الآن بنجاح تام تحت مظلة (سابك أوروبا) .
واليوم تتبوأ (سابك أوروبا) المركز الثالث بين كبريات الشركات البتروكيماوية الأوروبية ، واستحواذها على الفى زبون جديد .


ومن الدلائل الواضحة على نجاحات هذه الشركة اختيار رئيسها التنفيذي رئيساً للاتحاد الأوروبي لمصنعي البتروكيماويات ، ما يعكس موقعها المميز على خريطة الصناعة الأوروبية ، ويؤكد قدرة (سابك) على التعامل السديد مع الاستثمارات العالمية ، وإدارتها بالأساليب العلمية بجهودها الذاتية ، وهو النهج الذي تمارسه في استثمارها الجديد .