بعنوان quot;من البيت إلى العالمquot;
منتدى جدة يبث رسائل التسامح من حمى البيت العتيق

إيلاف من جدة،وكالات: يلتقي أكثر من 3000 مشارك من شتى أنحاء العالم، بينهم 60 متحدثًا عالميًا في فعاليات منتدى جدة الاقتصادي، والذي يعده مراقبو الشأن الإقتصادي في السعودية صورة من دافوس العالمي، ومن المقرر طرح 18 ورقة عمل عبر جلسات المنتدى الست خلال ثلاثة أيام بدأت صباح اليوم. وأوضح رئيس المنتدى سامي البحراوي في كلمة الافتتاح أن المنتدى سيناقش محاور تتناول بناء المجتمعات والتحالفات مع العالم وموضوع إعادة التفكير في مفهوم العقار والتنمية الحضارية، مؤكدًا أن بناء المجتمعات السليمة يتطلب مد الكثير من الجسور والائتلافات إضافة إلى طرح أنواع جديدة من الشراكات.

وكان عنوان جلسات اليوم الأول quot;من البيت إلى العالمquot; يترأسها الصحافي العالمي Alastair Stewart، والذي يعد من أبرز مقدمي البرامج في أميركا، ويشارك في الجلسة الرئيس البوسني الدكتور Haris Silajdži، والأمير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودي السابق، والدكتور سلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني. وتناقش الجلسة الأولى محور quot;نظرة جديدة للتنمية: من بيتنا إلى العالمquot; وتناقش الجلسة الثانية محور quot;التطوير العقاري والعمراني والمشاريع العملاقةquot;. وقد ركز المتحدثون في الجلسة على أن يتكاتف المجلس الدولي لأجل حل المشاكل العالقة في العراق وأفغانستان وفلسطين، وأهمية بث روح التسامح بين دول الجوار.


وأشار الأمير تركي الفيصل إلى الانفتاح الذي تعيشه السعودية مع العالم الخارجي خاصة بعد انضمامها إلى منظمة التجارية العالمية، مؤكدًا ضرورة تعزيز الفهم المشترك بأن الطريق الوحيد لتحسين ظروف الدول هو الاتصال بالآخرين. وقال إن التطورات الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط والتدافع الاقتصادي بفضل ارتفاع أسعار النفط أدى إلى تنشيط الاستثمار ودفع السعودية إلى تنويع مصادر الدخل والبعد قليلاً عن محور النفط. وناشد الأمير المجتمع الدولي بتسريع الخطى لوقت ما أسماه (باحتراق جدران الجيران) في العراق وأفغانستان وفلسطين، مؤكدًا في الوقت نفسه أن بلاده تعمل لجمع الأطراف من أجل السلام ولها إسهامات كبيرة في المساعدة في الكوارث الطبيعية. وأوضح أن السعودية تدعم ضحايا الكوارث في أفريقيا ودارفور وإعصار تسونامي، وأنها كانت في مقدمة البلدان التي ساعدت في إعصار كايزر وقدمت النجدة بشكل أسرع من باقي الدول الأخرى. ودعا إلى الالتزام بالقيم وانتقالها من البيوت إلى العالم يحقق الكثير للمجتمع الدولي مبينًا أن نمو الدول مرتبط بالتمسك بتقاليدها، وأن الكراهية والتطرف يهمشان على مستوى العالم.

من جانبه، إعتبر رئيس البوسنة الدكتور حارس سلازيك quot;نموذجًا للتعايش بين الثقافاتquot; مشددًا على أهمية الحوار بين جميع الطوائف والجماعات المختلفة لحل الخلافات الطارئة لاستمرار التعايش السلمي. وشكر الرئيس البوسني في كلمته التي ألقاها اليوم في منتدى جدة الاقتصادي المملكة العربية السعودية على دورها الذي وصفه بالحكيم لحل قضية البوسنة والهرسك. ودعا رجال الأعمال والفعاليات الاقتصادية إلى الاستثمار في إمكانيات البوسنة والهرسك خاصة في مجال الحديد والصلب والسياحة. وفي المقابل أعلن مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية عن عقد لقاء اقتصادي سعودي بوسني غدًا الاثنين بحضور الرئيس البوسني حارس سيلادجيتش وتشارك فيه عدد من المؤسسات الاقتصادية البوسنية ورجال الأعمال بالبلدين .

وسيناقش اللقاء الفرص الاستثمارية بجمهورية البوسنة والهرسك ومناخ الاستثمار فيها حيث تستعرض وكالة ترويج الاستثمار الأجنبي البوسنية تلك الفرص وتقدم عرضًا حول مناخ الاستثمار وبيئة قطاع الأعمال، كما سيتم تقديم عرض عن التجارة الخارجية البوسنية مع المملكة العربية السعودية والتعريف بغرفة البوسنة والهرسك للتجارة الخارجية وأنشطتها ومشاريع الشركات البوسنية . كما سيستعرض الجانب السعودي واقع الصادرات السعودية غير النفطية حيث يقدم المدير التنفيذي لمركز تنمية الصادرات عيد القحطاني عرضًا مفصلاً عن أهم السلع والصادرات السعودية وجهود المركز في تنشيط وتنمية هذا القطاع الصادرات والفرص الاستثمارية المتاحة به. وسيشهد اللقاء توقيع اتفاقية تعاون بين مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية وغرفة البوسنة والهرسك للتجارة الخارجية لتنشيط حركة التبادل التجاري وتعزيز التعاون في مختلف المجالات الاقتصادية .

من جانبه، أكد رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض أن عنوان المنتدى (إنماء الثروة عبر الشراكات والتحالفات) يرتبط كثيرًا بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني موضحًا أن السلطة الفلسطينية لا يمكن أن تناضل وحدها. وقال فياض في كلمة له في فعاليات منتدى جدة الاقتصادي التاسع الذي افتتح يوم أمس quot;نحن نريد قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس بأقصى سرعةquot;. وأعرب وزير الاقتصاد الوطني الفلسطيني كمال حسونة عن تطلع السلطة الوطنية الفلسطينية إلى إنشاء ثلاثة مدن فلسطينية جديدة في فلسطين برأسمال وخبرة سعودية وتبني رجال الإعمال السعوديين إنشاء هذه المدن.وقال حسونة في مؤتمر صحافي اليوم على هامش فعاليات المنتدى وذلك نيابة عن رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض quot;إن رسالتنا التي حملناها إلى رجال الأعمال السعوديين هي التأكيد أن فلسطين تملك فرص استثمارية كبيرةquot; .

وأضاف quot;إننا نقول لكل رجال الأعمال العرب ينبغي لكم ألا تهملوا فلسطين ولا تنتظروا حلولاً سياسية وفك حصار قد يطول، وعليكم المبادرة بمساعدة الشعب الفلسطيني من خلال إقامة مثل هذه المشاريعquot;. وأعلن وجود دراسات جدوى لإقامة ثلاث مدن فلسطينية جديدة quot;نسعى إلى إقامتها وسنعرضها على رجال الأعمال السعوديين بهدف مساعدتنا على تشييدها حيث نأمل الاستفادة من الخبرات السعودية وكذلك الاستفادة من رأسمال السعوديةquot;.

وكان وزير التجارة السعودي الدكتور هاشم يماني قد أكد في كلمته أثناء حفل الافتتاح مساء البارحة أن المنتدى أصبح سمة من سمات مدينة جدة التي تزخر بالنشاط الاقتصادي والسياحي والمالي والتجاري منذ قرون باعتبارها البوابة التاريخية إلى مكة المكرمة. واعتبر اختيار المنتدى لموضوع (من البيت إلى العالم) وجعله موضوعًا أساسيًا لأهمية مكة المكرمة حيث الكعبة المشرفة وقبلتهم في كل مكان ورمز وحدتهم. ونوه الدكتور يماني بالمركز المتقدم الذي حققته السعودية في سباق الحضارات من خلال تبني استراتيجيات الإصلاح الاقتصادي بهدف تحقيق التنمية المستدامة على المدى الطويل سعيًا للوصول إلى مصاف دول العالم الأول بتحقيق مؤشرات الأداء المتعارف عليها دوليًا.

من جهته، اعتبر رئيس مجلس إدارة شركة جبل عمر للتطوير الشريك الرئيس للمنتدى عبد الرحمن عبد القادر أن الحضور الكثيف من القيادات السياسية والفكرية والاقتصادية والعالمية يمثل إثراء للمنتدى وتفعيلاً لدوره في تبادل التجارب والخبرات وإقامة الشراكات العالمية، وتجسيدًا لوجه جدة الحضاري ولمنطقة مكة المكرمة كمركز أساسي لتلاقح الحضارات. وأشار إلى مكانة جدة التاريخية والجغرافية عبر العصور كمنطقة عبور لملايين الحجاج والمعتمرين والتجار والزوار واستمرار نجاحها في ذلك لتصبح سوقًا محلية ودولية على مدار العام. وأكد بهذا الصدد سعي السعودية لتحقيق نقلة نوعية في الاقتصاد والصناعة والعلم والمعرفة مستشهدًا في ذلك بإنشاء مدينة الملك عبد الله الاقتصادية وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية.