مع فتاوى بالمقاطعة وتجنب الدعم
المرأة أولاً في محاذير الإقبال على منتدى جدة الاقتصادي

منى سلطان من جدة: تحفل مسيرة المرأة السعودية بكثير من المشاهد الدرامية الدامية في بعض مشاهدها،وذلك مع مسيرة التطور المعرفي والاقتصادي والتقني التي يشهدها البلد. ولعل المشاهد والمتابع للشأن الداخلي في السعودية من الخارج يلمس أن وضع المرأة يختلف من منطقة لأخرى تماماً كما يتخلف التوزيع الجغرافي في المملكة المترامية الأطراف.
ولعل السيدة الحجازية تشتهر بشدة البأس والنضال لتحقيق مكانها جنباً إلى جنب مع شريكها الرجل. وفي جدة ،غرب السعودية، تعيش المرأة تحرراً نوعياً تحسده عليه نظيرتها في المدن الأخرى،ويعود ذلك إلى طبيعة الثقافة المجتمعية التي يتميز بها أهل الحجاز ذوي الثقافة والعلم والتاريخ العريق.
وتشهد المدينة الساحلية هذا الأسبوع فعاليات منتدى جدة الاقتصادي الدولي في نسخته التاسعة بحضور نحو 3000 آلاف شخصية،قدرت الإحصائيات أن 20 في المئة منهن سيدات،و60 متحدثاً منهن أربع سيدات واحدة منهن ذات أصول سعودية.وكان المنتدى يعيش حرباً ضروساً في السنوات الأخيرة بسبب مشاركة المرأة فيها واعتراض التيار الإسلامي المحافظ على تواجد المرأة ومشاركتها في فعالياته،مع ظهور فتاوى تدعو إلى مقاطعة المنتدى وتجنب دعمه والحضور إليه.
وفي محاولة لاحتواء الأصوات العالية عمدت غرفة صناعة وتجارة جدة،الجهة المنظمة، إلى فصل السيدات عن الرجال عبر مدخل خاص ومقاعد منفصلة تطل على خشبة المسرح التي تحتضن المتحدثين. وكان المنتدى في نسخته السابقة قد عمد إلى وضع حاجز زجاجي أسود لا يفرق عن أرضية عباءات الحاضرات والمزركشة بالألوان.
وتعليقاً على ذلك قالت الإعلامية السعودية نورة الشبل لـquot;إيلافquot; إن منتدى جدة الاقتصادي ليس المناسبة الوحيدة التي تحظى بتواجد سيدات الأعمال والسيدات بشكل عام،وأن كانت هناك حرب إعلامية على المرأة على هامش المنتدى،فليست إلا حرباً مبطنة بسبب النجاح الكبير الذي حققته السعودية في المجالات الاقتصادية،وليست كما يزعمون بدعوى الاختلاط.وأضافت الشبل أن أصداء المنتدى إعلامياً أكدت تواجد السيدات وهن مرتديات للعباءة السعودية ولم يتخلين عنها.
و كانت تقارير صحافية عدة أشارت إلى أن سيدة الأعمال السعودية والمصممة زاكي عبود قد تبنت فكرة تصميم عباءة سوداء تحمل شعار المنتدى(الكرة الأرضية) وتنفيذها لتقديمها إلى السيدات المشاركات في فعاليات المنتدى.
وقالت بن عبود في تصريح لصحيفة quot;الشرق الأوسطquot; إن العباءة السعودية هي فكرة اقتصادية من الدرجة الأولى ،بمعنى أن المرأة العاملة بدلا من صرف مبالغ إضافية على أزيائها،يمكنها أن تشتري ملابس بسيطة وعملية،على أن تجعل من عباءتها مسألة أنيقة،ومميزة،ومحتشمة،مشيرة إلى أنها تقوم بارتداء عباءة عصرية في أوروبا،وتجد قبولا من المجتمع الغربي.
وعلى صعيد متصل،تناقلت وكالات الأنباء تصريحات لسيدات سعوديات مشاركات في المنتدى،وإنما بعيدا من نظرائهن الرجال أن العوائق أمام تعزيز مشاركتهن في الحياة العامة في السعودية تأتي بشكل أساسي من المجتمع وليس من الحكومة.وهو الرأي الذي صادق عليه رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في جدة صالح التركي بقولهquot;المهم هو الاستفادة من جميع طاقات المجتمع السعودي فلا يستطيع أي مجتمع مهما كان أن يعتمد فقط على جزء من أبنائهquot;.
وقالت إحدى سيدات الأعمال في حديث صـحافي إن المنتدى الأول شهد حضور عشر سيدات في غرفة منفصلة لم تتح لأحد الفرصة لإدراك وجودهن،وأضافت سيدة أخرى أن حضور المرأة يزداد سنة بعد أخرى ومنتدى بعد منتدى تدخل مواضيع المرأة ولا يوجد هناك تهميش لكن خطوة بخطوة سنصل للهدف وهو النهوض بالمرأة اجتماعيا واقتصادياً.
يُشار إلى أن غرفة جدة هي الأولى في منح سيدات الأعمال حق الترشح والاقتراع ،على الرغم من مشاركة النساء في ما نسبته 14.11 في المئة من القوى العاملة في السعودية،وامتلاكهن لنحو 20 في المئة من الأموال الموظفة في صناديق الاستثمار السعودية،ونحو 20 ألف شركة ومؤسسة صغيرة ومتوسطة. وتبلغ نسبة استثماراتهن نحو 21 في المئة من حجم الاستثمار الكلي للقطاع الخاص في المملكة، وهناك حوالى 43 ألف سجل تجاري بأسماء سيدات أعمال في مختلف مناطق المملكة.
ومن المشاركات في المنتدى هذا العالم الدكتورة السعودية حياة سندي الباحثة الزائرة في جامعة هارفرد والمتخصصة في الكيمياء البيولوجية،ومنى مرشد الشريك في شركة ميكنزي،والشيخة لبنى القاسمي وزيرة الاقتصاد الإماراتية السابقة.