الكويت: ابدت شريحة كبيرة من المتداولين في سوق الكويت للاوراق المالية (البورصة) عدم استغرابها من الحركة التصححيحة التي طالت مجريات الحركة منذ بداية جلسة اليوم وحتى قرع جرس الاغلاق ماجعل الترقب يتسيد موقف الاداء .
وقال عدد من المتداولين وبخاصة من انتقد شريحة المحللين الماليين الذين كانوا قد تنبأوا بقدوم هذه الحركة ان تراجع اليوم ربما يكون استباقا لهبوط حاد بدا يلوح في الأفق بدليل تخلي بعض صناع السوق عن ايجاد حالة التوازن للأداء واتجاههم الى المضاربة بشكل صريح على الاسهم الرخيصة.
ومابين متفائل بمجريات التداولات فيما تبقى من الاسبوع وآخر يرى الصورة غير ذلك سيطرت حالة من العزوف المؤقت على سيناريو الاداء اليوم بسبب تلكؤ بعض المحافظ والصناديق الاستثمارية في الشراء بدليل حجم وقيم وأعداد الصفقات المبرمة.
وعبر المتداول نايف الشمري عن تخوفه من أن تكون الحركة التصحيحية التي طالت الاسهم اليوم مقدمة لتراجعات أكبر ماقد يقلب الموازين لدى شريحة المتداولين الذين ينشدون الارتفاعات يوما بعد يوما حيث تدل هذه الفورة على quot;عافية البورصةquot; من وجهة نظرهم .
واضاف الشمري ان تداولات السوق منذ ان بدأ المؤشر السعري بتحقيق قفزات قياسية مرت بحالة من التباين في الاداء رغم بلوغ السوق ارقاما تاريخية تسجل للمرة الاولى وهو الامر الذي جعل البعض يبحث عن اسهم آمنة دون المجازفة على الاسهم المضاربية.
واشار المتداول ناصر الهاملي الى عوامل بارزة في تداولات اليوم تمثلت في التركيز على الاسهم التي تتعامل وفق احكام الشريعة الاسلامية والتي شهدت أيضا حركة ساهمت في تحويل الدفة اليها من جانب محافظ قيادية عارفة بأهمية أدائها خاصة في اوقات التصحيح.
ولفت الهاملي الى تعرض المؤشر السعري الى ضغوط في منتصف التداولات حيث ظل يواجه مستوى ال14132 نقطة مدة طويلة مايدل على انه كان متماسكا في ذروة الحركة حيث غلب على الاداء حالة التريث بعدم الولوج في اي أوامر لاستقراء مسار القطاعات القيادية في السوق.
وقال المتداول انس البدر ان الحركة التصحيحية التي طالت السوق على مدار الجلسة في مصلحة السوق لاسيما بعض الاسهم المظلومة التي لم تأخذ حاصلها بعد لاسباب كثيرة تتعلق بعمليات التوزيعات نقدية كانت او منحة علاوة على ضرورة غربلة الاسهم المتضخمة.
وعزا البدر تذبذب اداء أسهم بعض الشركات الريادية في البورصة الى امتلاك مجموعات قليلة لزمام الحركة مايعني أن السوق أصبحت تحكمه أهداف خاصة لصناع السوق الذي من المفترض أن يكون الميزان الحقيقي للأداء خاصة في الاوقات التي تشهد تراجعات . يذكر أن البورصة تضم 194 شركة بقيمة سوقية تصل الى 62 مليار دينار كويتي وتعتبر أحد الاضلاع المهمة في مشروع الحكومة تحويل الكويت الى مركز مالي وتجاري اقليمي.(