سابع شركة طيران إماراتية:
دبي تنافس نفسها وتطلق شركة طيران جديدة

تاج الدين عبد الحق من أبوظبي
يبدو أن دبي التي تتقدم بعدة مراحل على اقرب منافسيها في كثير من المجالات الاقتصادية والعمرانية والخدمية ، تتجه الآن لمنافسة نفسها حيث أعلنت أنها ستؤسس شركة طيران جديدة في دبي بناء على أمر من الشيخ محمد بن راشد المكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي . ولا يعكس القرار الجديد مدى الحيوية التي يتمتع بها قطاع الطيران في دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام ودبي بشكل خاص ، بل مدى رسوخ النجاح الذي حققته شركة طيران الإمارات إقليميا ودوليا بحيث لم تعد تخشى منافسة وافد جديد على الميدان .
وذكر الشيخ في أمر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم فإن الشركة الجديدة تأخذ طابع الشركة الاقتصادية وسيكون نطاق عملها الرئيس ضمن منطقة الخليج والشرق الأوسط بالإضافة إلى محطات قريبة في آسيا . وحسب ما ورد في توجيهات الشيخ محمد بخصوص الشركة الجديدة فإنها ستكون جسرا للمحبة والتواصل بين دولة الإمارات ومختلف الدول الشقيقة والصديقة .. وأن تراعي في أسعار خدماتها التي توفرها للمسافرين الظروف الاقتصادية والمعيشية لهم بحيث تتناسب ودخولهم المالية.

وذكر الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات..إن أمر الشيخ محمد سيبدأ تنفيذه فورا ..وستكون الشركة المزمع تأسيسها اقتصادية ومنخفضة التكاليف لمن يستخدمها من المسافرين حرصا من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على مساعدة الناس والتخفيف من أعباء معيشتهم وحياتهم وتمكينهم من التواصل مع أقربائهم وذويهم في أوطانهم.

و لم يحدد اسم للشركة الجديدة إلا أنها قد تسمى حسب بعض المصادر باسم دبي القديم وهو (الوصل) أو باسم دبي الحديث الذي أصبح بمثابة علامة معروفة على نطاق عالمي وقد أمر الشيخ محمد بن راشد بتعيين غيث سعيد الغيث الذي كان يعمل في طيران الإمارات رئيسا تنفيذيا للشركة الجديدة .
وبإطلاق شركة الطيران الجديدة تكون دولة الإمارات قد أضافت سابع شركة طيران تحمل جنسية دولة الإمارات. واكبر هذه الشركات شركة طيران الإمارات المملوكة لحكومة دبي والتي تم إطلاقها قبل ما يزيد على عقدين وتمتلك الشركة أسطولا ضخما يربو عن 100 طائرة بينها طائرات عملاقة من طراز بوينج وايرباص تصل إلى محطات بعيدة تمتد من ريو ديجانيرو في البرازيل وتشمل أكثر من محطة في الولايات المتحدة فضلا عن محطات في آسيا واستراليا .
والشركة الثانية هي شركة طيران الاتحاد المملوكة لحكومة أبوظبي والتي تم تأسيسها بعد انسحاب حكومة أبوظبي من المساهمة في طيران الخليج الذي كان مملوكا لحكومات 4 دول خليجية هي أبوظبي وقطر والبحرين وسلطنة عمان وقد انسحبت هذه الحكومات تباعا من مساهمتها في هذه الشركة التي واجهت تعثرا ماليا وتشغيليا .
وتعد شركة طيران الاتحاد من أسرع شركات الطيران نموا على المستوى الإقليمي ومن المنتظر أن يتجاوز أسطول الشركة التي لم تكمل بعد عامها الخامس أكثر من 50 طائرة بينها طائرات عملاقة تصل إلى محطات عديدة في أميركا الشمالية فضلا عن العديد من المحطات الآسيوية البعيدة .
والى جانب هذه الشركة أطلقت حكومة أبوظبي قبل سنوات قليلة شركة متخصصة في خدمات الطيران لرجال الأعمال والمسؤولين الحكوميين والعائلات الثرية باسم شركة رويال جيت . وقد حققت هذه الشركة التي يرأسها الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان نجاحا كبيرا منذ تشغيلها حيث استفادت من التدفق المستمر لرجال الأعمال والمستثمرين على أبوظبي التي تشهد طفرة تنموية كبيرة .
إلى جانب ذلك تمتلك حكومة أبوظبي ومساهمون آخرون شركة طيران أبوظبي وهي شركة مساهمة عامة أسست أصلا من اجل تقديم خدمات النقل بين مدينة أبوظبي والجزر التابعة لها ومواقع حقول النفط الإماراتية في البر والبحر . ومع أن العمود الفقري لهذه الشركة هو طائرات الهليكوبتر فإن نظامها الأساسي يسمح بتسيير رحلات لطائرات ذات أجنحة ثابتة ونفاثة مما يتيح لها الفرصة للتحول إلى شركة نقل جوية دولية في اي لحظة . وقد يغري انتعاش حركة الطيران الاقتصادي طيران أبوظبي للتحول إلى شركة طيران اقتصادي .
وأطلقت حكومة الشارقة شركة طيران اقتصادية باسم طيران العربية ما لبثت أن طرحت جزءا منها للاكتتاب العام وتعمل العربية في مناطق قريبة وتمتاز برخص أسعار تذاكرها حيث تقتصر الخدمات التي تقدمها للمسافرين عليها على النقل دون اي خدمات ضيافة كتلك التي تقدم في شركات الطيران الأخرى . وقد استفادت العربية من كثافة حركة سفر اليد العاملة الأجنبية خاصة الآسيوية منها والتي تشكل ما يقرب من 80% من قوة العمل في البلاد.
وقبل عدة اشهر أطلقت إمارة رأس الخيمة شركة نقل جوي على أساس المعايير الاقتصادية . وتركز شركة طيران رأس الخيمة على السوق الهندية والسوق الخليجية مع احتمال التوسع لاحقا للوصول إلى محطات أوروبية.
ومع تزايد عدد شركات الطيران الإماراتية فإن هذه الشركات تواجه مشكلة الحصول على حقوق النقل الوطني في المحطات التي تصل إليها إذ إن كثيرا من الدول التي لا تملك إلا شركة طيران واحد ترفض اعتبار جميع الشركات الإماراتية ناقلات وطنية وبالتالي ترفض منحها الحقوق المترتبة على هذه الصفة . وهو ما قد يحرم بعض الشركات الإماراتية من الوصول إلى بعض المحطات . وتتبع دولة الإمارات سياسة الأجواء المفتوحة وتسعى لعقد اتفاقيات مع الدول الأخرى من اجل المعاملة بالمثل.