د. محمد بن عبدالله العجلان
قلما تجد شخصاً في الآونة الأخيرة لم يدخل سوق الأسهم سواء كان بالشراء المباشر أو عن طريق الاكتتابات ومع أن الغالبية وللأسف خاسرون ويدفعون ثمن انهيار فبراير إلا أن الكثير منهم لا يزال لديه أمل أن السوق قد يعود لسابق عهدة. يقول احد الأصدقاء مازحا إن السوق لن يعود كما كان إلا حين الانتهاء من تسديد القروض التي منحت للمواطنين في عام 2004ومن ثم الاقتراض مره أخرى للحاق بركب الأسهم ونعود كما كنا في السابق، لأن السوق وبكل بساطة لن يرتفع بقوة حتى تعود له أموال صغار المساهمين مرة أخرى.
واجد في هذا الكلام المنطق حيث إن غالبية من في السوق الآن عالقون بأسعار عالية أو مساهمون جدد يطمحون في الربح السريع، ونحن الآن بدون شك في السنة الرابعة بعد اقتراض الغالبية من المواطنين مما يعني أن سوق الأسهم السعودي على وشك الصعود مرة أخرى وبسيناريو مختلف بعدما أعطت السيدة أنعام القابضة دروساً لمن يعشق المغامرة ولمن لا يرى إلا الأسهم الخاسرة.

السوق الآن يعيش فترة حرجة حيث إن غالبية الأسواق العالمية تعاني من أزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة ونحن بلا شك جزء من العالم ولكن لن يكون هناك تأثير كبير وقد امتص سوق الأسهم هذه الأزمة بشكل سريع حينما هبط سريعا وبشكل مخيف قرابة 3000نقطة واستقر عند مستويات 9500نقطة وهي مستويات مقبولة وعادلة في الوقت الراهن، أرى أن القطاع المصرفي سيكون اقل القطاعات جاذبية وان كان هناك هبوط للسوق فسيكون هذا القطاع اللاعب الرئيس في الهبوط نظرا لارتباطه بشكل أو بآخر بأزمة الرهن العقاري.

السوق في الفترة الحالية يخضع لعملية تجميع في الكثير من شركاته وبالذات قطاع العقار والبتروكيماويات وأرى أن أسعار الكثير من الشركات عند مستويات مقبولة ومناسبة للمستثمر المتوسط والطويل الأجل، حيث إن القطاع العقاري سيتفاعل وبقوة مع إقرار نظام الرهن العقاري ولا زالت أسعار الشركات متدنية بالرغم من زيادة أصول غالبية الشركات بشكل كبير خلال السنتين الماضيتين تماشيا مع ارتفاع العقار في المملكة بشكل عام.

انخفاض أسعار الفائدة وارتفاع النفط وانخفاض الدولار وبالتالي هبوط قيمة الريال تجعل من أسعار الكثير من الشركات في سوق الأسهم اقل بكثير من قيمتها العادلة وهذا بلا شك سيدعم السوق في الفترة القادمة. يعاني السوق حاليا من انخفاض السيولة مع هبوط في الأسعار وهذا مؤشر ايجابي للسوق ولكن ليس كل ما في السوق جيد فيجب على المساهمين اختيار الأفضل والصبر قليلا فالسوق لديه الكثير في الفترة القادمة وأما من يعتقد أن السوق سيذهب إلى أرقام دنيا جديدة وبعيدة عن مستوياته الحالية فقد جانب الصواب ولم يوفق في التقدير لان التحليل الأساسي والاقتصادي يرفض ذلك وهنا يجب أن نعمل بالتحليل الأساسي والاقتصادي وليس التحليل الفني.


خاتمة:

إن من سلبيات الأسهم أن الكثير لا يفهمون ما يحدث إلا بعد فترة زمنية وبالتالي يكون السوق دخل مرحلة جديدة وهكذا، لذا علمتني أسواق المال quot;الصبرquot; وأن لا أصدق إلا ما أرى، وأن أفضل قرار يتم اتخاذه هو القرار الشخصي المبني على الحقائق والأرقام، حتى وإن تأخرت ايجابية القرار ولكن في النهاية يكون القرار الشخصي هو الأفضل وهذا بالمناسبة لا يتعارض مع الاستماع للآخرين من الخبراء وأصحاب المشورة والرأي السديد.

@ رجل أعمال وأستاذ الإدارة والاقتصاد وعضو جمعية الاقتصاد السعودية