مازن السديري
يكثر النقد.. ويكثر العتب على المسؤولين، وبكل وضوح تلاحظ حالة الشكوى حين تلامس حياة المواطن المالية أو الصحية أو التعليمية أو المعيشية والخدماتية.
ماذا عن علي النعيمي وزير النفط والثروة المعدنية؟
لقد عرفت خبر التجديد له عن طريق نشرة الأخبار الرسمية الفرنسية وأنا في باريس وبالإضافة إلى ذلك لا أبالغ عندما أقول إنه أكثر شخصية عربية على الاطلاق تتناولها الصحف الفرنسية ويكون بمعدل كل ستة أشهر على غلاف مجلة (لاشالنج) الاقتصادية وبعناوين مثل (مهندس أسعار أوبك).
ماذا تقول الصحف الفرنسية عن هذا الرجل؟
تقول إنه عندما استلم المنصب كان سعر النفط في تذبذب مخيف للدول المنتجة وأخذت مراكز الأبحاث الاقتصادية في الغرب تقول بكل سخرية: إن الماء أصبح أغلى من النفط؟
وتفكك طوق التنسيق والترتيب بين دول (أوبك) وخرج سعر النفط عن نفوذها بل زاد التدهور بأن تبيع الدول المنتجة أكبر كمية ممكنة لكي تحصل على أي سيولة مالية بعد أن يئست من ارتفاع الأسعار.
جاء هو، وأعاد الترابط بين أعضاء (أوبك) وكانت قمة (كراكاس) في فنزويلا التي أعادت بناء بيت (أوبك) والتأسيس الثاني له.
والخطوة التالية هي سيطرة السعودية على (أوبك) وأصبحت السعودية مزار زعماء العالم مثل بوش وساركوزي وبوتين.
هذا ما قالته الصحف الفرنسية عن هذا الرجل وما لم تقله هو: أن أغلب المسؤولين جاءوا إما من الجامعة (أساتذة) أو موظفين تحت الوزير إلا هذا الذي كان رئيس إحدى أكبر شركات العالم (أرامكو) وأفنى فيها أكثر من أربعين عاماً من التجربة، فهو ابن الخبرة وليس ابن النظرية.
يحب المسؤولون كثيراً زيارة المرافق العامة وأخذ أكبر عدد من مصوري الصحف معهم، ليصرحوا سوف.. وسوف..
النعيمي أكثر من يزور المرافق ولكن بدون تصوير وهو بين تلامذته وزملائه في (أرامكو) فهو لا يلاحق الإعلام، ولكن الإعلام الغربي يلاحقه.
عرف النعيمي تلاعب الغرب المستهلك للنفط الذي يحلم باليوم الذي يتخلص فيه من الاعتماد عليه فإذا عاتبوه على سعر النفط قال: اسألوا المضاربين.. وإذا تحاججوا عن أخطار التلوث والمنتجات الكربونية قال: إن الفقر أخطر من التلوث.
يعرف النعيمي كيف يروض الأسعار ويهديها ثم يحافظ على ارتفاعها.
عادة بعض الكتاب أن يكتب عن وزير تربطه علاقة به، وهذا رجل لم التق به ولا علاقة له بمجال عملي ولكن رأيت فيه - عن بعد - ما لم أره في الكثير من الآخرين، ويكفي أن أقول ما قالته إحدى الصحف الفرنسية في صورة قديمة عن النعيمي عندما كان عاملاً بسيطاً: السعودية بلاد الفرص التي جعلت هذا العامل مهندساً ثم وزيراً لنفطها.. وأنا أضيف عصاميته وصبره أيضاً.
@ محلل مالي سعودي يعمل في بروكسل
- آخر تحديث :
التعليقات