اعتدال سلامه من برلين: يمكن للمرء أن يلمس بوضوح التغييرات التي طرأت منذ أكثر من ثلاثة أعوام على الطقس في ألمانيا وعدد من البلدان الأوروبية، مما دفع بالبعض إلى المطالبة بتغيير تواريخ فصول السنة الأربعة. فمنذ عام 2004 تتداخل الفصول ببعضها وتعيش ألمانيا اليوم فصل الربيع مع تساقط للثلوج ودرجات حرارة منخفضة جدا وتحت الصفر أحيانا، بينما أشرقت الشمس ووصلت الحرارة في الأشهر الثلاثة الماضية أي فصل الشتاء الى16 درجة وهذا أمر ليس عادي.
لذا ركز مؤتمر حماية البيئة الذي أنهى أعماله الجمعة في هامبورغ وكان تحت عنوان quot; مؤتمر الوضع المناخي الشديد quot; وشارك فيه حوالي 700 خبير في حماية البيئة والمناخ، ركز على تأثيرات التغيير المناخي على الحياة والصحة والبيئة. كما طالب المجتمعون بإلحاح الدول الصناعية الالتزام باتفاقية كيوتيو لأنها قد تكون زورق النجاة للعالم أيضا لإيقاف ارتفاع نسب مياه البحار،لأن مدنا كثيرة في ألمانيا مثل هامبورغ وبريمن وبريمارهافن وفي أوروبا كهولندا بالكامل معرضة للغرق حتى عام 2100 بسبب ذوبان الثلوج وزيادة الإمطار، ومن المتوقع أن تزيد الحرارة حوالي خمسة درجات مئوية.
لكن عدا عن النتائج الوخيمة المتوقعة فان هذا التغيير سيكلف الخزينة الألمانية المليار، فحسب دراسة وضعتها البروفسورة كلوديا كمبفير خبيرة الطاقة في المؤسسة الألمانية للبحوث الاقتصادية DIW التي شاركت في المؤتمر فان مواصلة إهمال الإنسان للبيئة وما يتأتي عنه من كوارث طبيعية سوف يكلف الاقتصاد الألماني أكثر من 800 مليار يورو في السنوات الخمسين القادمة. و برأيها قد تتمكن ألمانيا من تحمل هذا المبلغ الهائلة بعكس البلدان الفقيرة التي لن تتمكن من ذلك ووقع الكارثة عليها وانعكاساتها لا يمكن حصرها حاليا.
لكن في الوقت الحاضر نرى كيف تزداد أوضاع سوءا في بلدان بأميركا اللاتينية أو آسيا فحتى الآن لم تتمكن البلدان الأسيوية التي تعرضت لكارثة تسونامي من تعويض خسائرها المادية. و أصيب القطاع الاقتصاد الذي يعتمد على الطبقة الفقيرة والمتوسط بالانهيار الكامل. لكن توجد أيضا في ألمانيا أقاليم فقيرة في الشرق لم تتمكن إلى الآن من التعويض عن خسائرها الاقتصادية والمادية نتيجة التغيير المناخي مثل إقليم ساكسن انهالت وراينلاند بفالس وتورنغن. فهذا التغيير سبب فيضانات متتالية وقلة في المياه وزياد الحرائق في الغابات في فصل الصيف. ويشهد شمال ألمانيا ارتفاع في درجات الحرارة وفي وسطها وجنوبها زيادة نسبة هطول الأمطار في الخريف والشتاء واحتمال خطر زيادة مدة القحط في الجنوب والشرق.
وحسب تقدير البروفسورة الألمانية فان درجات الحرارة العالية في الصيف وتجاوز في العامين الماضي ال35 درجة سيكون لها مستقبلا انعكاسات سلبية على قطاع الزراعة وقطاع الغابات، وقد يسبب تزايد التغيير المناخي مستقبلا انقطاع التيار الكهربائي في كل الأقاليم الألمانية خلال الصيف ، والسبب في ذلك الاضطرار إلى تشغيل كل المحركات الكهربائية بأقصى طاقاتها وهذا سيسبب عدم توفر مياه باردة لتبريدها أو تعطل مصانع لإنتاج الطاقة نتيجة الصواعق.
ولن يكون قطاع السياحة بمنأى عن انعكاسات التحول المناخي السلبي لان تزايد ارتفاع الحرارة سوف يذيب في المستقبل الثلوج في المنتجعات التي تعتمد على سياحة الشتاء والتزلج. وفي المنتجعات السياحية الجبلية من المنتظر أن تزداد الأمطار والرعود البرق.
- آخر تحديث :
التعليقات