كامل الشيرازي من الجزائر: أعلنت الجزائر، الأربعاء، عن إجراءات جديدة لتحقيق ما سمته quot;الإدماج المهنيquot; لملايين من شبابها العاطل عن العمل، وكشف متحدث باسم الحكومة الجزائرية أنّ مجلسها أقرّ مرسومًا تنفيذيًا يتضمن إدماج جمهور العاطلين في فروع مهنية مختلفة بنسبة تصل 33 في المئة من إجمالي العاطلين البالغ عددهم بحسب بيانات غير رسمية حدود 30 بالمئة من الطاقات النشيطة في البلاد.

وقال وزير الإتصال الجزائري عبد الرشيد بوكرزازة، إنّ المرسوم المذكور يهدف إلى مضاعفة إجمالي مناصب الشغل الدائمة، وأوضح الوزير في مؤتمر صحافي، إنّ الآلية الجديدة تقضي بترقية منظومة التشغيل ومحاربة البطالة باعتماد مقاربة جديدة تهدف إلى تحسين مفعول البرامج المعمول بها في الجزائر منذ العام 1993، وتلافي مجموعة من النقائص المسجلة.

وتأتي الخطوة الحكومية الجديدة بعد أقل من شهر على إقرار الجزائر شروطا على المتعاملين الاقتصاديين ألزمتهم فيها بتوظيف مواطنيها، بعدما ظلت اليد العاملة الجزائرية مستبعدة، وهو ما كان له أثره البالغ في تفاقم معدلات البطالة محليًا، ما دفع وزارة التشغيل الجزائرية على إجبار جميع الهيئات والمجموعات ذات الطابع التجاري على وجوب منح الأفضلية للجزائريين، إثر الاطراد المتسارع للعمالة الأجنبية في البلاد واستيعابها لحوالى 60 ألف شخص.
وتتطلع السلطات الجزائرية إلى إيجاد مخرج لأزمة التشغيل المتفاقمة في البلد، وتجاوز تذمر مواطنيها سيما الآلاف من حاملي الشهادات العليا، باستحداث ميكانيزمات مرنة تساعد على إزالة إشكالات الراهن، وما يلف عمليات التوظيف من بيروقراطية متكرسة ومحسوبية لجمت آمال الشباب، وجعلت تلبية طلبات الشغل المتزايدة من سنة إلى أخرى، لا تتعدّ عارضة 12 في المئة كوعاء عام للوظائف الدائمة، وهي نسبة ضعيفة هللت لها الحكومة، بينما رآها خبراء دلالة على فشل ذريع.
وتقول السلطة التنفيذية إنّ نسبة البطالة مستقرة عند مستوى 13.8 في المئة، على عكس إحصائيات منظمات محلية وعديد الهيئات الدولية، التي ترفع النسبة إلى زهاء ثلاثة أضعاف المعطى الحكومي، علمًا أنّ عدد السكان في سن العمل الذين يعانون البطالة أو يبحثون عن عمل قد بلغ استنادًا إلى تحقيقات ميدانية، منحنى ثلاثة ملايين شخص، كما يصل عدد طالبي العمل إلى 230 ألف كل سنة، وتتحدث تقارير عن بلوغ نسبة البطالة عند الأشخاص تحت سن الـ30، منحنى الـ 72 في المئة من إجمالي البطالين، وترتفع إلى حدّ 85.6 في المئة عند شباب تتراوح أعمارهم بين 30 و35 سنة، فيما يصل عدد العاطلين عن العمل من ذوي الشهادات إلى 430 ألفًا، يضاف إليهم 50 ألف طلب عمل جديد سنويًا.
وتمثل النساء 22 المئة من إجمالي السكان البطالين في سن العمل، وتكمن أهم السلبيات المسجلة في quot;تسجيل نسبة عالية من البطالة وسط الشباب، وعدم إدماج النساء في سوق العمل خاصة في الوسط الريفي، وكذا الشغل غير المستقر وعدم توافق التكوين مع عرض العمل ونقص المؤهلاتquot;.

من جهتها، أوردت هيئة ''أوكسفورد بيزنس جروبquot;، في تقريرها الأخير، إلى أنّ السلطات الجزائرية لم تنجح في معالجة جوهرية لأزمة التشغيل المطروحة بحدة، بصورة ذكية، ما جعل الظاهرة تتعملق إلى ما يزيد عن الـ30 في المئة، وهو ما جعل خبراء يحذرون من مغبة إهدار طاقات ملايين من الشباب العاطل في بلد يبلغ معدل أعمار نصف سكانه -30 مليون نسمة-، أقل من 25 سنة، بيد أنّ البطالة تنتج فريقًا واسعًا من quot;فاقدي الأملquot;، وهم أولئك الشبان الذين يشعرون أنهم مهمشون في المجتمع، وانغلقت الآفاق أمامهم، رغم كونهم يحملون شهادات جامعية عليا.