المنامة - سهير المهندي :
الاقتصاد الزراعي أحد أهم القضايا التي تشغل بال المختصين في محاولة منهم للاكتفاء الذاتى للمحاصيل الاستراتيجية، والحد من الانفاق في استيراد المنتجات الزراعية التي تحمل الدول عامة ودول الخليج خاصة تكاليف باهظة، حتى يمكنها توفير احتياجاتها الزراعية.
ملايين الدولارات تنفق دون الوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي للأمن الغذائى، الا ان بعض دول الخليج نجحت مؤخرا في اتباع سياسة زراعية حديثة استطاعت من خلالها تحقيق نوع من التقدم في إنتاج بعض المحاصيل الاستراتيجية، رغم ان ظروفها لا تختلف عن دول الخليج الاخرى. واستطاع بعض رجال الاعمال والوزارات انتهاج سياسة جديدة في إنتاج العديد من المحاصيل الزراعية التي اقبل عليها السوق المحلى بصورة كبيرة بالمقارنة بالمنتجات الزراعية المستوردة من الخارج.
ولكن يبقى السؤال ... ماهى الطرق الزراعية الحديثة التي تمكن دول الخليج بوزاراتها وهيئاتها ورجال اعمالها التغلب على المشاكل التي تواجه إنتاج المحاصيل الزراعية التي يتطلبها السوق المحلى؟ في ظل ندرة وملوحة المياه بدول الخليج .. بجانب مشكلة التصحر وقلة المساحات الزراعية؟
بداية فان quot;الشرقquot; التقت مع الخبير الزراعي المصري الدكتور أشرف عمران بمملكة البحرين والذى قال ان استخدام التقنيات الزراعية الحديثة ستفتح الباب على مصراعيه امام دول الخليج في انتهاج سياسة زراعية جديدة يمكن من خلالها تحقيق الاكتفاء الذاتى في العديد من المحاصيل الزراعية الاستراتيجية وتوفير نفقات هائلة نتيجة استيراد المنتجات الغذائية من الخارج بجانب العمل على التوسع في الإنتاج الحيوانى بصورة خاصة بعد ان اصبح من الممكن لأى مزرعة إنتاج العلف الحيوانى في اسبوع واحد باستخدام أقل كمية من المياه وبحد اقصى 300 لتر مياه لكل 2 طن علف من الشعير في مساحة قدرها 100 متر مربع باستخدام الزراعة بدون تربة.
يقول الدكتور أشرف عمران إن لكل دولة استراتيجايتها التي تعمل على تنفيذها لحماية أمنها القومى ومن اهمها الاستراتيجية الزراعية حيث عكفت بعض الدول على رسم سياسة زراعية لها خلال العشرين سنة القادمة لتحدد فيها ملامح الرؤية الزراعية لمواجهة بعض الازمات والالتزام بالاتفاقيات الدولية وادارة الازمات التي قد تتعرض لها المنظومة الزراعية خلال هذه المدة من هنا لن نتناول في حديثنا تفاصيل الاستراتيجيات ومعوقاتها ولكن الحلول الملحة التي يتطلبها الوضع الراهن.
الغذاء والأمن القومي
وفي هذا الصدد قال:quot;إن توافر الغذاء ليس فقط بل الغذاء الآمن هو من أهم اولويات الامن القومى للبلاد باختلاف اجناسها ومواقعها وما تعانيه العديد من دول منطقة مجلس التعاون الخليجى من ظروف جوية متشابهة وندرة في المياه يشكل صعوبة في توفير الامن الغذائى وهذا ما يهمنا هنا في مملكة البحرين.
واضاف انه ليس من السهولة الاكتفاء الغذائى في ظل مساحات زراعية صغيرة وتدهور وملوحة الأراضى والمياه رغم وجود مشروع مياه الصرف الصحى المعالج ورغم تطور اساليب المعالجة إلى معالجة ثلاثية الا أن ذلك لا يكفي وان ما يهمنا هو ناتج تحليل المنتج المعروض حيث إن بعض الانواع النباتية لها القدرة على امتصاص العناصر النادرة بصورة اكبر من مثيلاتها وهذه الامور مازالت تحت البحث وتحليل النتائج ولذا كان لزاما علينا تطوير اساليب الإنتاج في ظل ندرة المياه وتدهور التربة.
طرق حديثة
وبذلك أوضح أهم الطرق الحديثة لتطوير الإنتاج الزراعي والمتمثلة في الزراعة المائية (بدون تربة) والتي لا تستهلك من المياه اكثر من 2.5 % من الاحتياجات المائية لنفس المحصول في ظروف الزراعة التقليدية. وكذلك استهلاك الاسمدة منه لا يزيد عن 7% من معدلات الاضافة في الزراعة التقليدية. هذا بالاضافة إلى جودة المنتج وسرعة نموه لأن الظروف المناسبة لامتصاص الماء متوافرة بصورة مستمرة وما يحويه من عناصر غذائية وقلة التعرض للافات الزراعية وقلة العمالة المستخدمة.
واضاف انه من المتعارف عليه صعوبة مضاعفة الرقعة الزراعية لما تعانية دول الخليج من قلة الأراضى الصالحة للزراعة وما يستلزم التوسع الأفقي من استثمارات وزيادة في البنية الاساسية وعدد العمالة وهدر لمستلزمات الخدمة الزراعية من مياه وأسمدة ولكن باتباع أساليب الزراعة الراسية يمكن مضاعفة إنتاج المتر المربع حيث وصلت الانتاجية في بعض الاصناف إلى 100 نبات بالمتر المربع اذ نجحت الزراعة الراسية لكثير من المحاصيل مثل الفراولة والخس والطماطم والكرفس وكثير من المحاصيل وكذلك زهور القطف مثل الورد والجربيرا والتيولب والاروكيد وفى كل مراحل الإنتاج تم استخدام أحدث الاساليب العلمية في عملية الزراعة بكل صورها من تقنيات مغنطة المياه حيث إنه لا يمكن ذكر عنصر المياه بمعزل عن الطاقة فهى اما ان تكون في صوره غازية أو سائلة أو صلبة بحسب طاقتها الحرارية وتكون في صورة جزيئية أو ايونية بحسب الكهربائية ولذلك لابد اولا ان نقتنع بأن الماء يتأثر بطريقة فعالة بكل صور الطاقة سواء كانت طاقة ميكانيكية أو حرارية أو كهروكيميائية أو ضوئية.
واضاف ان الطاقة المغناطيسية ليست استثناء بل تؤثر في خواص المياه سواء الخواص الكيميائية أو الفيزيائية سواء كان ذلك في تغيير معدلات الذوبان أو السيولة أو التوتر السطحى . لذلك بدأنا الاهتمام بتقنية مغنطة المياه للاستفادة من تأثيرات المجال المغناطيسى وتسخيرها للصالح العام، وبما ان الأجسام سواء كانت بشرية أو حيوانية أو نباتية تتكون من مجموعة من الخلايا وان كل خلية تعتبر مولدا مغناطيسيا. وأجسامنا تقوم بارسال نبضات من الطاقة الكهرومغناطيسية من المخ إلى الخلايا عن طريق الجهاز العصبى وهذا ما يحدث للحيوان والنبات مع اختلاف الآليات.
والماء الممغنط له فوائد عدة ولكن ما يهمنا الان هو فوائده في المجال الزراعي ويتم ذلك من خلال مرور مياه الرى من خلال أنبوب يحدث مجالات مغناطيسية تفك جزىء املح بالماء وبذلك تقل نسبة الملوحة في المياه وتساعد في غسيل التربة من الاملاح ويساعد النبات على الامتصاص الجيد لقلة اسموزية الوسط المحيط بالجذور . كما ان الماء الممغنط يذوب فيه الاوكسجين بنسبة كبيرة بالاضافة إلى ان المغنطة تزيد من سرعة ايونات المياه وبالتالي تزيد من حيوية الخلايا النباتية وتحسن القيام بوظائفها. كما أنه كلما زادت سرعة الايونات نتيجة المغنطة عملت على تثبيط كل من عنصرى الرصاص والنيكل وبالتالي لا يدخل في الدورة الغذائية .
اذن المغنطة تعمل على حل مشكلة المياه بصورة نسبيه وتحل جزءا من مشاكل التربة وهذا يعتبر أخطر المشاكل التي تواجه دول الخليج.
كما ان المغنطة تبكر وتزيد معدل نمو المحصول بنسبة 25% وكذلك يمكن مغنطة البذور لما لها من أهمية كبرى في زيادة حيوية الجنين وقوة الإنبات وقدرة النبات على مقاومة الامراض.
كما انه من الممكن استخدام طاقة القمر لتحديد مواعيد الخدمة الزراعية لكل محصول من خلال الاجندة الكونية لتحدد لنا موعد عمليات الخدمة من بداية زرع البذور حتى قطف المحصول مرورا بمواعيد الرى وجميع مراحل الخدمة حيث يوفر القمر من خلال طاقة هائلة يرسلها للأرض وهذه الطاقة تختلف في تأثيرها حسب وضع القمر امام الأبراج في دورانه الشبة دائرى صاعدا أم دورانا هابطا امام الابراج محدثا المد والجزر الذي يرفع فيه ملايين من الأطنان من المياه بارتفاع من متر إلى مترين وهذه الطاقة تؤثر في المياه والتربة والضوء والحرارة والتي تعتبر أهم عناصر العملية الانتاجة.
ويستطرد الدكتور أشرف حديثه قائلا إنه عند صعود القمر يرسل طاقة تؤثرفى المياه فتصعد العصارة النباتية في النبات ويعتبر هذا وقت مناسب لأخذ العقل الطرفية عند الاكثار وفترة مناسبة ايضا لمقاومة بعض الآفات المحبة للسكر العالى مثل الندوة المتأخرة في الطماطم وامراض الصدا . وعند صعود العصارة تنشط هذه الافات لوجود السكر العالى بالعصارة النباتية. وهنا يكون هو الوقت المناسب لمقاومة الآفه فيوفر جهدا واستخداما لأقل نسبة من المبيدات. وفترة صعود القمر تعتبر فترة مناسبة لجمع المحاصيل الورقية لزيادة تركيز المواد الفعالة بأوراق النباتات الطبية العطرية والتي تؤثر في التربة بما تحتوية من تنوع حيوى ينشط ويزيد من سرعة الايونات في التربة وبالتالى تذوب كثير من العناصر الغذائية بسهولة لانها تعتبر فترة جيدة للزراعة في الارض المستديمة مباشرة وهى ايضا فترة جيدة لعمليات تقليم الاشجار وخاصة العنب والتين والسدر وهنا ايضا لابد من التعرض لإنتاج منتج آمن من خلال اتباع اساليب الزراعة العضوية التي لا تستخدم فيها أى اسمدة كيميائة أو مبيدات.
معوقات الاستثمار الزراعي
اما عن معوقات الاستثمار الزراعي فقد قال :quot;إنه برغم وجود معوقات في العملية الزراعية من ندرة المياه وملوحتها الزائدة وتدهور الأراضى الزراعية الا اننا تغلبنا على هذه المعوقات مستخدمين التقنيات العلمية الحديثة لتطوير الإنتاج، ومن المعوقات الرئيسة هى عدم توفرالأراضى للاستخدام للزراعى. فهناك كثير من المستثمرين الذين لديهم الرغبة في الاستثمار في المجال الزراعي وعمل مشاريع رائدة ولديهم دراسة جدوى وخطوات جدية للتنفيذ ولكن ينقصهم الارض لتنفيذ مشاريعهم لذا ننادى بوضع آلية بتخصيص أراض لهم بمساحات مناسبة لقيام مشاريع زراعية كبرى حتى نستطيع رسم سياسة زراعية انتاجية والخروج من دائرة العشوائيات الانتاجية. حيث ان المزارع المستغلة في البحرين لا تتعدى اكثر من20% من طاقاتها الانتاجة لأن المزارع غير مستغلة الاستغلال الامثل.حيث إن المزارع لا تنتج اكثر من 20% من طاقاتها الانتاجية لان المزارع غير مستغلة الاستغلال الامثل ولا تتبع تقنيات حديثة في الزراعة.
خطورة المبيدات
واضاف د . أشرف عمران ان الدعم يوجه بصورة قد تضر بالعملية الزراعية والمنتج الغذائى الآمن اذ ان هناك جزءا كبيرا من الدعم موجه للمبيدات رغم خطورتها على سلامة المستهلكين وهذا ليس بعيب في المبيدات أو القائمين بقسم الوقاية بهيئة الزراعة ولكن لسوء استخدام العاملين بالمزارع لجهلهم بمعايير الاضافة وفترة الأمان للمبيد حيث ان لكل مبيد فترة من تاريخ الرش حتى قطف الثمار وهذه الفترة تختل من مبيد لاخر والحل ننادى بعمل بطاقة لكل مزرعة مكونة من 12 صفحة بعدد اشهر السنة يحدد بالبطاقة مالك المزرعة ومساحتها وموقعها ومعدل الملوحة السنوىة للمياه وقراءة الاستهلاك السنوى لعداد المياه الجوفية وطرق الرى المستخدمة وكمية المساحة المزروعة وعليه يكون لدينا قاعدة بيانات متجددة .تحدد كميات المبيدات المنصرفة للمزرعة شهريا طبقا للمساحات المزروعة ونوعية المحاصيل من خلال المشرف الزراعي لذا يمكن الحد من الاستخدم المفرط للمبيدات.
وقال :quot; ان ما تم توفيرة من المبيدات الكيميائة يوجه إلى دعم المبيدات العضوية وحل مشكلة ملوحة التربة والمياه بتوفير تقنيان مغنطة المياه والجبس الزراعي لحل مشكلة الملوحة وكذلك هناك العديد من المركبات التي تضاف للتربة لتقليل ملوحتها ،عمل خطة بحثية أى يوجه العاملون بالزراعة لعمل ابحاث لحل المشاكل التي تعوق العملية الزراعية من ملوحة مياه وتربة تحسين كفاءة المياه المعالجة وادخال اصناف غير تقليدية تعود بالربح على المزارع ،الاهتمام بنشر الوعى الزراعي العضوى وتشجيع المزارع من خلال توفير المستلزمات العضوية.
أزمة الغذاء والأعلاف
واشار إلى ان ارتفاع اسعار البترول و الدعوة للحد من التلوث البيئى اتجهت كثير من الدول الآوربية وامريكا والبرازيل لإنتاج الوقود العضوى من المحاصيل الزراعية . فعلى سبيل المثال قامت البرازيل بالتعاون مع امريكا بإنتاج كميات كبيرة من الايثانول العضوى من مزارع قصب السكر مرورا بالعديد من المعاملات وكذلك التوجه الامريكى الأخير بانشاء 33 مصنعا للوقود الحيوى لإنتاج 25 مليار جالون سنويا وذلك باستخدام فائضها من حبوب المحاصيل كالقمح والشعير والذرة الصفراء. ولنا ان نعلم ان كل 1 جالون ايثانول ينتج من 4 كيلوات من الحبوب وكذلك التوجه إلى إنتاج الجازولين العضوى من المحاصيل الزيتية مثل بزور النخيل والقطن والكتان واللفت والفول السودانى ودوار الشمس وقد ادى هذا الاتجاه إلى احجام كثير من الدول عن تصدير فائض البذور ادى إلى قلة العرض مع اتساع سوق الطلب ترتب على ذلك ارتفاع اسعار الحبوب والاعلاف و تسبب كذلك في وجود ازمة الغذاء في دول العالم الثالت واعاقة عملية الإنتاج الحيوانى نظرا لارتفاع اسعار العلف.
حلول المقترحة
واضاف اننا وبهدف حل ازمة الغذاء انه من الممكن إنتاج علف الشعير الاخضر لتغذية الابقار بالطريقة الزراعة المائية بدون تربة في دورة زراعية مدتها 7 ايام وباتباع التوسع في الإنتاج الراسى بطريقة الارفف. وهذه طريقة بسيطة يستطيع أى مربى للحيوان ان يقوم بها في أى مكان من مزرعته.وفى مساحة 100 متر مربع يستطيع المزارع إنتاج 2 طن علف يوميا ولا يستهلك اكثر من 300 لتر مياه خلال دورة الإنتاج . وهذه الطريقة بعيدة عن أى تكلفة اضافية وهناك تقنيات اخرى لإنتاج الأعلاف بوضعها في غرف مضاءة .ولكنها تعتبر مكلفة بالنسبة للمزارع. حيث ان إنتاج طن الاعلاف يستهلك 50 1 لتر مياه فقط وجارى التجارب على اصناف اخرى من الاعلاف ،وتم تجربة اصناف اخرى من الاعلاف لمواجهة الازمة القادمة حيث تم إنتاج علف صنف البلوبانيك ويجود بنظام الرى بالتنقيط ويتحمل ملوحة المياة ويعطى وفرة في الإنتاج ومستساغ بالنسبة للمواشى.
مشكلة التصحر
وقال د.عمران :quot; ان مناخ الوطن العربى ودول مجلس التعاون مناخ ذو ظروف جافة حيث انه اذا قلت كميات المياه المتساقطة فيه عن طريق الامطار عن كمية المياه المفقودة من خلال عمليتى البخر وندح النبات يكون المناخ جافا وبهذه النظرية قسمت حالة المناخ من جاف وبالغ الجفاف وشبه جاف ورطب وشبه رطب. ومناخ دول مجلس التعاون يتراوح ما بين جاف وشبه جاف وهيأ هذا المناخ مع عدة ممارسات بشرية إلى زيادة نسبة التصحر بدول المجلس.
واضاف تبلغ نسبة التصحر في شبه الجزيرة العربية 94% من مساحتها (في سنة 1997) والتصحر في شبه الجزيرة يزداد بصفة مستمرة نتيجة ارتفاع الحرارة وندرة الامطار حيث بلغت الخسائر الناتجة منذ ظاهرة التصحر من 2.5 - 9 مليار دولار ( البياتى 1997).
قطروالبحرين
واوضح ان مناخ مملكة البحرين مناخ جاف حار يبلغ معدل المطر السنوى ما بين 72ملم إلى 80 ملم ومعدل بخر سنوى 1650ملم وعندما نلاحظ الفرق بين المعدلين يتضح لنا العجز في الموارد المائية وارتفاع تركيز الاملاح في المياه الجوفية وهذا ادى بدورة إلى زيادة ملوحة التربة وقلة الغطاء النباتى لذا اتخذت مملكة البحرين خطوات جادة لمواجهة التصحر واصدرت عدة تشريعات اهمها تشريعات لحماية ماتبقى من أراضى زراعية وقننت عمليات حفر الابار حفاظا على المخزون الاستراتيجى للمياه الجوفية اهتمت بتنفيذ مشروع معالجة مياه الصرف الصحى وهو أحد المششاريع الرائدة لايجاد تنوع في الموارد المائية ولكن نطمع بتحسين ادوات المعالجة ضمانا لسلامة المياه رغم تطور عمليات المعالجة الثلاثية.
واضاف اما أراضى دولة قطر فهي أراضي سهل صحراوى تتراوح تضاريسها بين 50 إلى 100 متر فوق سطح البحر وطبيعة الأراضى صخرية جيرية في اغلب المناطق تتجمع في المنخفضات رواسب من التربة العميقة وتنتشر الكثبان الرملية بالجنوب ،المعدل المطرى أقل من 100 ملى متر في السنة.
وتعتبر المياه الجوفية هى المصدر الرئيسى للمياه حيث بها حوضان حوض بمنطقة الشمال ويقدر مخزونة 2500 مليون متر مكعب من المياه ذات الجودة والحوض الآخر بالجنوب وهو يتصل بحوض الدمام ولكن مياهه أقل جودة من حوض الشمال اذ قامت الحكومة القطرية بعدة مشاريع زراعية للحد من التصحر مثل مزارع النخيل في المسحبية وكذلك مزارع وادى العريق واقامة محمية طبيعية في منطقة التمبك شمال الدوحة وكذلك مشاريع تثبيت الكثبان الرملية.
ويواصل قائلاً :quot;إننا لسنا من المتشائمين في ظل التوجه الفكرى والخطوات في العمل على زيادة رقعة المساحات الخضراء التي لن تصبح رفاهية بل ضرورة من ضروريات الحياة تحتمها علينا المسؤولية الانسانية لكوكب الارض لما نعانى من جراء التلوث الناتج من ثقب طبقة الاوزون بفعل الزيادة الكبيرة في نسب الغازات المسئولة عن الدفينة وبالتالى ارتفاع درجة حرارة الارض وماسوف يترتب عليها من تغيرات في استراتيجيات الدول هذا فضلا عن ندرة المياة وملوحتها وكذلك ملوحة التربة ومعدلات البخر العالية فاننا لابد من تجميع كل هذه الدراسات وتجميعها في قاعدة بيانات ونخرج بعد تحليلها بتحديد اى الانواع النباتية الملائمة لظروف كل منطقة تبعا لاختلاف طبيعتها طبقا لمثلث قوام التربة اذ ان من الملاحظ اختلاف ملوحة التربة من منطقة لاخرى ولذا فكل منطقة لابد وان تدرس وتحدد الاصناف التي تناسبها حتى لانضيع الوقت والجهد والمال في التشجير بأسلوب عشوائى بعيد عن الاسس العلمية ولا يقتصر هذا على تشجير الطرق فحسب بل ايضا الزراعة بالمؤسسات الصناعية الكبرى التي انفقت مبالغ طائلة في التشجير وكأنها منتجعات فهناك للأسف تشجير ومساحات خضراء لا ننكر أهميتها ولكن بعيدة في اختيار الانواع النباتية عن المفهوم البيئى وطبيعة منتج المؤسسات الصناعية وايضا نفس الشئ للمدارس والمستشفيات حتى داخل الحدائق الخاصة.
واضاف ان الحديث عن الاستراتيجيات امر اكبر من ان يتناول هكذا فلكل نقطة تشعباتها ولابد من عرض وضعها الحالى ومعدل الاداء السنوى ومقارنتنا بالوضع العالمى فهناك امور عدة للاستراتيجية منها توفير الامن الغذائى والثروة الحيوانية والسمكية ومايعترض هذا من معوقات مثل تطوير اساليب الإنتاج وادارة ازمة الاعلاف والحبوب التي تهدد الثروة الحيوانية وبالنسبة للإنتاج السمكى وكيفية التخلص من بقعة الزيت .وكذلك حفظ الاصول الوراثية للنباتات والاشجار أى عمل بنك للجينات النباتية ولكن علينا الاهتمام بحفظ اصول النباتات البرية والعمل على اعادة انتشارها بأنواعها عن طريق زراعتها باستخدام تقنيية الهيدوسيد.
تكنولوجيا النانو والمستقبل
ويوضح الدكتوراشرف عمران قائلا إن حل مشكلة التربة والمياه باستخدام تكنولوجيا النانو وكلمة النانو تعنى وحدة قياس وهى تساوى واحد على مليار من المتر حتى نتخيل هذا نتصور ان قطر شعرة واحدة من الانسان تساوى 80 الف نانو. والنانو يعنى استخدام الجزيئات بصورتها المنفردة أو كأصغر وحدة ارتباط وهنا تكون الجزيئات نشطة جدا ولها قدرة عالية على الارتباط بأى من العناصر الاخرى وبنفس الفلسفة في الفكرة تم تسخيرها من خلال عدة تقنيات.
اولا انابيب النانو ككربون والتي تعتبر اقوى المواد المخلقة في العالم حتى الان فما من عنصر بالجدول الدورى للعناصر يمكن ان يضاهيها في القوة لأنها تتميز بخصائص كهربائية فريدة في نوعها ولها القدرة على التوصيل الحرارى اقوى من الماس وتركيبها الكميائى يشبه الكربون وعلى هذا الانبوب من النانو كربون يمكن اعادة ترتيب الذرات. وبذلك يغير من خواص المواد المحيطة به.
تنقية المياه
واضاف ان المركز البيولوجى لعلم النانو قد نجح في إنتاج غشاء متفاعل باستخدام أغشية اكاسيد الحديد الخزفية التي تعرف باسم الفيروكسين تمثل هذه الاغشية التفاعلية وسيلة لازالة الملوثات والمخلفات العضوية من المياه لتنقيتها وذلك راجع للطبيعة الفريدة التي يتميز بها عنصر الحديد كما ان الفيروكسين يتفاعل مع حمض البنزويك السام وكذلك تستخدم اغشية اكسيد الالومنيوم والتى تعرف بالالموكسين وهى مادة غشائية متناهية في الصغر حيث تقوم بمعالجة المياه وتنقيتها بوضع الاغشية الخزفية في محاذاة واحدة داخل نظام المعالجة مستخدمين المواد المحفزة النانونية وهى مواد متناهية في الصغر تبلغ بعد نانونى واحد مما يتيح لها كبر مساحة أسطح الاحتكاك بالمواد المتفاعلة.
النانو ومعالجة المياه
وقال quot; ان الحديد من المتعارف بأنه يتأكسد بسرعة مكون الصدا وحين يتأكسد حول المواد الملوثة مثل ثلاثى كلوريد الايثانول وكذلك ثلاثى كلوريد الكربون وكذلك ثانى كلوريد الفينيل المتعدد وكذلك الديوكسين فانه يعمل على تحليل هذه المركبات العضوية إلى مركبات كربونية وكذلك بالنسبة للمعادن الثقيلة مثل الرصاص والنيكل والزئبق أو حتى اليورانيوم فان عملية أكسدة الحديد تجعل هذه المعادن غير قابلة للذوبان فتظل حبيسة التربة ولا تشترك في السلسلة الغذائية وبنفس اليات العمل لابد من الاستعانة بالمركز البيولجى لتكنولوجيا النانو لحل مشكلة بقعة الزيت بالخليج وما تسببه من تلوث أدى إلى الضرر بالثروة السمكية ويضيف قد تكون المشاكل كثيرة ولكن لابد ان ندرك أن الحلول أكثر لأن العلم لا يتوقف والعلم والتكنولوجيا عالم لاحدود له لاتساعه وروعته الكل يتسابق بالتكنولوجيا فمن يملكها؟ ومن يبيعها؟ ومن يشتريا؟ من نحن من بين هؤلاء هذا هو السؤال؟
- آخر تحديث :
التعليقات